IMLebanon

ثورة الصناعة

ما فعله الصديق النقيب نزيه نجم، نقيب معامل الرخام خلال فترة 3 أسابيع لم يفعله أحد من قبل في عالم الصناعة، والكلمة التي ألقاها في المؤتمر الصناعي الأول الذي أقامه البارحة في البيال بحضور جمهور حاشد غير مسبوق من 7 آلاف عامل وصاحب معمل واقتصادي، يتقدمهم  ممثل الرئيس سعد الحريري الشيخ احمد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الصناعة حسين الحاج حسن كانت بمثابة برنامج عمل لما يجب أن تفعله الدولة اللبنانية خصوصا من أجل تصحيح الوضع بين الصادرات التي لا تصل الى 3 مليارات دولار والاستيراد الذي تصل فاتورته الى 17 ملياراً، هذا الفرق الكبير لا يمكن أن يستمر ولا يمكن لأي دولة تحترم نفسها وتريد أن تكون على الطريق الاقتصادي الصحيح وأن تبقي على هذا الفارق الكبير بين الاستيراد والتصدير… ومن أجل ذلك نرى أنّ ما طالب به النقيب نجم يمكن أن يكون مع ما قاله الوزير الحاج حسن برنامجاً أو خارطة طريق لتصحيح الوضع الاقتصادي ما يمكن اختصاره بالآتي:

1- وقف الاستيراد لبعض السلع خصوصا أن هناك إمكانية تصنيعها في لبنان.

2- عدم السماح بالاستيراد إلاّ بترخيص من الوزارة بعد التشاور مع النقابات والهيئات المختصة وذات الصلة.

3- وضع بنود اتفاقات بين الدولة اللبنانية والدول الأخرى فيكون هناك تبادل بالتصدير والاستيراد وأن يكون الميزان مقبولا إن لم يكن متوازناً كلياً.

4- غير صحيح أنّ الصناعة اللبنانية غير جيدة بل العكس كما قال الوزير حسين الحاج حسن.

5- اللبنانيون الذين نجحوا في كل العالم لا يمكن إلا أن ينجحوا في لبنان.

6- مشكلة الضرائب، هناك أكثر من عشرة بنود ضريبية يدفعها صاحب المصنع وهذا بالفعل يرهقه ويضعه على طريق الإفلاس، لذلك يجب إعادة النظر من قِبَل الدولة بتلك الضرائب.

7- الكهرباء وهي مشكلة المشاكل ولا أحد يستطيع أن يبرر لماذا لغاية الآن ومنذ العام 1992 أي منذ أكثر من 25 سنة ونحن نعيش بواقع كهربائي عقيم.

8- موضوع الجمارك، كما قال الوزير الحاج حسن أكثر من 50% من الألبسة المستوردة يوضع عليها «مستعملة»… طبعاً وهذا تزوير يحرم الدولة من الرسوم الجمركية ويُباع بأسعار خيالية، ولكي نحمي صناعة الملبوسات علينا أن نتشدد في مسألة استيراد الألبسة.

9- موضوع خطير طرحه الوزير الحاج حسن هو موضوع النجارة وصناعة المفروشات، فقد كان في طرابلس وحدها 90 ألف عامل ولم يبقَ منهم سوى 4000 أو 5000 عامل… وكان هناك 10 آلاف ورشة فلم يبقَ سوى 300.

10- تأمين قروض صناعية عن طريق مصرف لبنان خصوصا بوجود حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي هو من أهم مهندسي السياسة المالية، لذلك نطلب منه أن يتدخل شخصياً لتقديم قروض مدعومة لمدة سبع سنوات بفوائد متدنية مع فترة سماح سنتين.

وهذا قليل من كثير قيل في هذا المؤتمر الاقتصادي المهم، ونرى أنّ هذه الصرخة التي أطلقها النقيب نجم تعتبر بداية ثورة صناعية في لبنان.

عوني الكعكي