Site icon IMLebanon

وأد الزعامة الجنبلاطية !!

ابدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط امتعاضه الشديد لدى طرح قانون الانتخاب في جلسة الحوار اول امس واشارفي حلقته الضيقة الى انه سيبحث هذا الموضوع مفصلاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كون قانون النسبية يشكل مقتلاً له لا سيما وانه يريد ايصال تيمور الى المجلس النيابي دون عوائق وان قانون الانتخاب الذي يعتمد النسبية يؤدي الى وأد الزعامة الجنبلاطية على صعيد ايقافها بالنواب المسيحيين في الجبل، ويفسح في المجال للقطبين المسيحيين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لمنافسته في قلب معقله، وهو لا يستسيغ العودة الى معادلة «كميل كمال» التي اشعلت فتنة عام 1958 في القرن الماضي، وخلقت لدى الزعامة الجنبلاطية «نقزة» يتوارثها الابن عن الاب، وفق اوساط مقربة من المختارة.

واذا كان جنبلاط اول المحذرين من عودة الجنرال واصفاً اياه بـ«التسونامي» عام 2005، وسعى الى هندسة «التحالف الرباعي» الذي ضمه الى «حزب الله» وأمل وفريق 14 آذار، فان قلق جنبلاط يومذاك مرده الى ما يمثل عون من قوة على الرقععة السياسية، وهو بطبعه يعيش عقدة «المسيحي القوي» فكيف هي الحال الآن بعدما جمعت ورقة «اعلان النوايا» «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وادى التلاحم المسيحي الى انتزاع قانون استعادة الجنسية للمغتربين ووضع على طاولة الحوار بند قانون الانتخاب المبني على النسبية الذي يجعل من الطرفين لاعبين اساسيين في انتخابات الجبل وانتزاع ورقة الاتيان بالنواب المسيحيين من قبضة المختارة.

وتشير الاوساط الى ان الكلام الذي ساقه جنبلاط لجهة «السير بالنائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية» جدّي للغاية لاسباب كثيرة فالزعيم الدرزي يحترم البيوتات السياسية وفرنجية ابن بيت سياسي عريق، اضافة الى ان زعامة فرنجية ليس لها امتداد او تأثير على رقعة الجبل ووفق جنبلاط «ان من يحكم الجبل يحكم لبنان» ولن يفرط مهما كان الثمن بهذه الورقة، لذلك سيبحث مع بري مسألة الحفاظ على الخصوصية الجنبلاطية، لا سيما وان دخوله الى الحلبة السياسية بدفع من الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد مرده الى هذه الخصوصية حيث اعطته دمشق ابان وصايتها على لبنان ما لم يعط لأي من السياسيين حيث كان من القلة القليلة من السياسيين الذين لا يعودون الى والي عنجر في كل شاردة وواردة، بل كانت العلاقة مباشرة مع «قصر المهاجرين» في العاصمة السورية ولكن سوريا تغيرت وتغيّر جنبلاط كذلك.

وتقول الاوساط ان قانون الانتخاب الذي سيعتمد على النسبية يرى فيه جنبلاط لغما كبيرا في طريق وريثه تيمور وهم جديد يضاف الى الهموم الجنبلاطية فهو «انتظر جثة اخصامه على ضفاف النهر» ولكن النهر حمل جثث من منحهم شهادة حسن سلوك وبرأهم من الارهاب فهو رأى في «جبهة النصرة» براءة الاطفال ووجد في «داعش» «ظاهرة تملأ الفراغ» ولكن دخول روسيا الى سوريا قلب المعادلات واطاح بالحلم الجنبلاطي فغادر «ضفة النهر» معلنا انه «لا يمون على دروز سوريا» ولن يتدخل في الشأن السوري بعد الآن.

وترى الاوساط ان جنبلاط سيقف في وجه اي قانون يعتمد الدوائر الكبرى مع النسبية الا اذا تم استثناء الجبل منه كون هناك ما يضاهي 17 قانوناً مقدماً ستتم مناقشتهما ولا يلحظ اي منها الدوائر الصغرى انتخابيا وانه يراهن على صداقته الحميمة مع بري الذي يشهد له بأنه سيد المداخل والمخارج، اضافة الى ان الرجلين يتقاسمان في مواقفهما حيث يكمل واحدهما الاخر اضافة الى اناهما يفتقدان الكيميائي مع عون وجعجع وان تحالف الطرفين يقلقهما كما يقلق اطراف اخرى وان «السير بفرنجية» وفق جنبلاط مريح ويصب في خانة تحية من البيك الى البيك، وفرنجية خير من يرد التحية.