IMLebanon

«مبادرة» هيئة العلماء.. «كالمستجير من الرّمضاء بالنّار»!

مجدداً، هيئة علماء المسلمين إلى الواجهة، كأنّ المعنيّين بملفّ العسكريين الرّهائن في قبضة إرهاب «جبهة النصرة» و «داعش» لم يتعلّموا من «المؤامرة» الأولى التي تركت جنودنا رهائن في قبضة الإرهاب، يموتون كلّ يوم مئة مرّة هم وأهلوهم، ها نحن أمام «مؤامرة» جديدة لـ «هيئة العلماء المسلمين»، وهدفها هذه المرّة إنقاذ زوجة الإرهابي الداعشي أبو بكر البغدادي، وزوجة الإرهابي الثاني أبو علي الشيشاني (أنس شركس)، «ركض» سالم الرّافعي إلى دار الفتوى، وهنا مكمن خطورة المخطط المؤمراتي للمسمّاة «هيئة العلماء» السعي لنيل غطاء من مفتي الجمهورية ومن دار الفتوى، وكأنها محاولة توريط لمفتي الجمهوري للضغط لإطلاق سراح زوجتيْ إرهابيين كبيريْن هناك ألف علامة استفهام على وجودهما ودورهما في لبنان؟!

وهنا لا بُدّ لنا من التذكير منذ خطف العسكريين اللبنانيين في شهر آب الماضي بتحذيرنا من الدّور المشبوه لهذه الهيئة وسعيها لإنقاذ الإرهابيين المحاصرين في عرسال وتدخّلها تحت عنوان «مبادرة» تسمح بخروج آمن لهؤلاء الإرهابيين مقابل إطلاق سراح عنصرين في قوى الأمن الداخلي كـ «بادرة حسن نيّة»، وما إن خرج الإرهابيّون سالمين، حتى سارعت هيئة العلماء بأنّهم أقفلوا هواتفهم وأنّ الاتصال انقطع معهم، ونتمنّى أن لا ترتكب الحكومة نفس الخطأ ـ الخطيئة مرّة ثانية وتقبل بمبادرة هؤلاء «الموالين» قلباً وقالباً لـ «جبهة النصرة» و»داعش» ومن لفّ لفّهم من الإرهابيين المتربصّين بلبنان وجيشه!!

ولا يختلف اثنان على أنّ هذه الحركة التي نشط بها بالأمس «سالم الرّافعي» ليست حبّاً بالجيش اللبناني ولا بعسكرييه الرهائن ولا بالذين استشهدوا منهم ذبحاً أو إعداماً بالرصاص، فقد تبلّغ الرّافعي أمراً واضحاً من «أبو علي الشيشاني» للبدء بمناورة لإطلاق سراح زوجته «أم علي الشيشاني»، الأمر الذي يذكّرنا بحماية وتهريب «أم حسين» زوجة الإرهابي شاكر العبسي، فقد حمّل الشيشاني سالم الرافعي رئيس هيئة العلماء بخروج زوجته «الآن الآن الآن قبل أي وقت»، وخاطبه:»أنت المسؤول أمام الله، وأهل السنة مسؤولون كل المسؤولية عن أعراضنا التي تُساق إلى السجون»!!

وحرصاً على أرواح الجنود اللبنانيين الأسرى، هذه المرّة على جبهة النصرة و»شيشانيّها» وعلى «داعش» وخليفتها، أن يُبادروا إلى إطلاق سراح كافة الجنود الأسرى، على أن يلي هذا الأمر، إطلاق سراح هاتيْن المرأتيْن المشبوهتيْن في تمويل وتوجيه الخلايا الإرهابيّة النائمة والصاحية، وأولادهما، على أن يغادروا الأراضي اللبنانيّة فوراً باتّجاه جرود عرسال أو بإبعادهما خارج الحدود اللبنانيّة، وإلا سيكون من الغباء و»قلة الإيمان» أن تُلدغ الحكومة من نفس جحر هذه الهيئة مرّتين!!

للأسف، سمعنا دعوات من بعض أهالي العسكريين تطالب بتسليم ملفّ أبنائهم لهذه الهيئة ولمصطفى الحجيري، وللمناسبة «أبو طاقيّة» عضو في هذه الهيئة، وحال أهالي العسكريين، كحال ما قالت العربُ قديماً: «المستجير بعمرو عند كربته/كالمستجير من الرمضاء بالنار»، وهي قصة كُليب بن ربيعة وكان أول من ملك قومه تغلب وبكر أبناء وائل وبعضا من قبائل ربيعة من العدنانيين، تبعه في الطريق ابن عمه «جساس بن مُرّة» وهو من أهله وعشيرته، وذلك لقتله والتخلص منه، فغافله جساس وطعنه بخنجر مسموم طعنة غير قاتلة، وفرّ جسّاس هارباً، وتركه يصارع الموت في طريق موحش، وفي الصباح وكان كُليب يُحتضر مرّ به عمرو وهو من قبيلته وأهله وعشيرته، فظنّ كُليب النجاة على يد ابن عشيرته فاستجار به وطلب منه شربة ماء يطفئ بها ظمأه ويستقوي بها على الموت، لكن عمرو باغته بخسة وأجهز عليه وأكمل قتله، فقالت العرب وما زالت:»المستجير بعمرو عند كُربته.. كالمستجير من الرمضاء بالنار»، ولا نظنّ أن الحال سيختلف كثيراً مع «المسمّاة» هيئة العلماء، فالحذر الحذر منها، ومن مبادرتها المسمومة الجديدة!!