IMLebanon

مبادرة «انتقالية»: رئيس لسنتين؟

تستمر حلقة الفراغ مسيطرة على العقل السياسي اللبناني، في ظل عجز خطير عن توليد افكار ومقترحات للحلول، بما يؤشّر الى مخاطر حقيقية قد تظهر تباعاً.

فالمؤشرات الاقتصادية تنذر بكارثة محققة، والاهتراء وصل الى درجة عبَّر عنها احد السياسيين بالقول «نحن على فوهة بالوعة ستسحبنا جميعاً ولن تنفع معها لاحقاً كل الشعارات المطروحة راهناً»، ليضيف «أن خيار الفراغ كان خطأ قاتلاً لأنه كان يجب أن يحدد زمن لهذا الفراغ بستة اشهر الى سنة على ابعد حد، اما الآن فإننا تجاوزنا المحظورات وشارفنا على الضياع في المهالك».

صحيح ان قرار الحفاظ على الاستقرار لا زال قائما، ولكن لا بد من الانتباه الى انه «يوم كانت الدول العربية كلها مستقرة كان وضع لبنان متفجّراً، والآن الدول العربية متفجرة فهذا لا يعني ان نطمئن على الاستقرار الى ما لا نهاية، فهذه مراهنة بشعة وخطيرة جداً».

وفق المعلومات فإن الولايات المتحدة الأميركية حذرت إسرائيل من مغبة الذهاب الى مواجهة مع «حزب الله». ذلك يعني أن هناك عيناً اميركية ودولية للتدخل سريعاً لمنع أي انهيار للجبهة الجنوبية، وهذا عامل إيجابي. كما انه على المستوى السوري صار الفصل واقعاً بين مشاركة «حزب الله» في الحرب هناك وبين الواقع اللبناني الداخلي، وبرغم التفاهم غير المعلن بين موسكو وواشنطن على التطورات الاخيرة، يبقى الخلاف على الاولويات، فهناك مساران يتحركان في الملف السوري: محاربة الارهاب والحل السياسي، الادارة الاميركية تريد الحل السياسي أولاً والادارة الروسية تريد القضاء على الارهاب أولاً، وهذا ما يفسّر الاضطراب في المواقف حيال الدخول العسكري الروسي على خط المواجهة.

لذلك، ترى الاوساط الديبلوماسية الغربية أن القول بأن التركيز على سوريا وأنه لا يمكن فعل شيء في لبنان، يعني إقراراً بالعجز المطلق. برأي تلك الأوساط أن «التحييد السياسي يحتاج الى ثمن وهو أن نتائج الميدان السوري يجب ان تؤدي سياسياً الى انتخاب رئيس في لبنان. لكن السعوديين غير مستعجلين على تطيير حكومة الرئيس تمام سلام وانتخاب رئيس جمهورية غير راضين عنه بالكامل. في النتيجة لا بد ان تجلس السعودية وإيران الى طاولة المفاوضات لمعرفة ما هي مناطق النفوذ وكيف ستوزع وجهتها، حينها يعرف لبنان في أي اتجاه سيسير».

ثلاثة أسئلة تطرحها الأوساط الديبلوماسية وهي: هل عدم وجود رئيس جمهورية هو أفضل من رئيس يخشاه «حزب الله» وتخشاه السعودية؟ هل عدم وجود رئيس افضل من رئيس قوي؟ هل «رئيس عاقل» لفترة انتقالية افضل.. ام ننتظر وقوع المشكل الخطير فننتخب رئيساً؟.

تكشف الاوساط عن «مبادرة غربية» تطرح انتخاب «رئيس عاقل» لسنتين من دون تعديل الدستور ولكن من ضمن اتفاق، بحيث يُنتخب لولاية كاملة وبعد إقرار قانون انتخاب وفق القاعدة النسبية واستناداً الى ما اقره الطائف، اي المحافظة بعد إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، وبعد إجراء الانتخابات وإعادة تكوين السلطة يبادر «الرئيس العاقل» الى الاستقالة وينتخب المجلس الجديد رئيساً جديداً، وكل ذلك يحتاج الى سنتين، «لأن من يطرح الآن إقرار قانون انتخاب وانتخابات نيابية ومن ثم انتخاب رئيس يعلم ان الامر يحتاج الى سنتين، وبالتالي ما المانع من رئيس لمرحلة انتقالية؟».

تقول الاوساط، ان «الامر يحتاج الى جرأة والنظر الى اصحاب الخبرات الطويلة للإتيان بهذا الرئيس، اي رئيس عاقل يحظى بثقة مزدوجة من حزب الله والسعودية، وإذا ما أقر المبدأ لدى اطراف الداخل اللبناني فإن الغربيين جاهزون لطرح الأسماء».

هناك من يقول «لا رئيس افضل من رئيس ضعيف»، اما إيران والسعودية فهما غير مستعجلتين، والاميركيون والغرب يقولون «الرئيس افضل.. لكن ليس هناك خطر داهم حتى الآن». تقول الاوساط «من الصعب اختيار رئيس يأخذنا الى مكان لا نعرفه مسبقاً، وبالتالي الخيار اليوم لا رئيس او رئيس يدير الازمة لسنتين يعاد فيها تكوين السلطة عبر قانون انتخاب، لأنه افضل من رئيس يفجّر ازمة تطول. المطلوب إقناع الإيرانيين والسعوديين. ورئيس المرحلة الانتقالية يجب ان يكون قوياً بذكائه والتزامه».