IMLebanon

إصرار «14 آذار» على رئيس توافقي.. وإقرار بالعجز

إصرار «14 آذار» على رئيس توافقي.. وإقرار بالعجز

«المستقبل»: العقدة والحل ليسا عند الحريري والراعي

يستغرب احد مسؤولي «تيار المستقبل» تصوير لقاء البطريرك بشارة الراعي والرئيس سعد الحريري كأنه مدخل الى حل عقدة رئاسة الجمهورية. يقول المسؤول «ان الرجلين لم يتوقفا يوما عن المطالبة بالانتخابات الرئاسية، بالامس قبل اليوم. وهما يتشاركان باعتبار هذه الانتخابات اولوية مطلقة في المرحلة الخطيرة التي تعيشها المنطقة ولبنان».

في رأي المسؤول ان الحريري والبطريرك يتفقان على ان «اهمية انتخاب الرئيس لا تتأتى فقط من كونه المسيحي الوحيد في المنطقة الذي يرأس جمهورية في زمن يهجر فيه المسيحيون ومعهم كل الاقليات في رمزية واضحة. كما لا يكتسب الانتخاب اهميته من الحاجة الى توازن السلطات فقط، ووجوب وجود القادر على ادارة الامور وامتصاص الصدمات والتذكير بقيم الجمهورية. ان اهمية انتخاب رئيس بالنسبة الى تيار المستقبل تتمثل بشكل خاص باعادة تفعيل دور المؤسسات، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، كي يستقيم العمل مجددا في كل مفاصل الدولة. مع الاسف نشهد تحللا لكل المؤسسات وتراجعا دراماتيكيا لدورها وفعاليتها، بدءا من مجلس الوزراء نفسه، حيث تحول كل وزير الى رئيس بالانابة».

لا يعطي المسؤول اهمية كبيرة للقاءات الحريري المرتقبة والمكثفة في باريس خلال نهاية الاسبوع هذه. يسارع الى التوضيح «ليست شديدة الاهمية من حيث قدرتها على التغيير والتأثير. فلو عقد عشرات اللقاءات في اليوم، وقام بمئات الاتصالات، فلن يتغير شيء في موضوع رئاسة الجمهورية، لأننا لسنا الفريق المعطل لانتخاب رئيس. نحن قدمنا كل ما يمكننا، وأبدينا استعدادنا للتوافق على مرشح غير مرشحنا، اي الدكتور سمير جعجع. تجاوبنا ومددنا اليد، لكن الفريق الآخر ـ وتحديدا حزب الله، ومن خلفه ايران ـ لا يريد رئيسا للجمهورية اليوم، وهو يتلطى وراء ذرائع العماد ميشال عون».

ماذا عن السعودية؟ وهل تريد رئيسا للجمهورية؟ الا يؤثر رأيها وموقفها في توجيه مواقف «تيار المستقبل»؟

يجيب المسؤول في «المستقبل» بانه «لا تجوز المقارنة بين السعودية وايران في هذا الموضوع. فالاولى لا تملك فصيلا عسكريا في لبنان، ولا تزوده بصواريخ واسلحة يستعملها في الداخل وعلى الحدود وصولا الى دول اخرى من دون ادنى مراعاة لمصالح البلد وتركيبته. كما ان لا مصلحة للسعودية في الفراغ في لبنان، في حين ان مصالح ايران وحلفائها واضحة ولا ضرورة لتكرارها، من سوريا والقتال فيها، الى الملف النووي وما بينهما من مصالح عربية مهدورة». يضيف «اين تكون مصلحة السعودية حين يقبل فريقنا السياسي بالتوافق على مرشح من خارج الاصطفافات السياسية الحادة؟ لو كانت السعودية تريد ان تحارب في لبنان كبدل عن ضائع في ملفات كثيرة عالقة، لضغطت مثلا للتمسك بمرشح من 14 آذار. لكن ها نحن نقول تعالوا لنتوافق، فلم لا يقابلنا حلفاء ايران بالمثل؟. هاجس السعودية الحفاظ على استقرار لبنان وسلامته وامنه وسط الواقع المأساوي من حولنا. لكن لإيران حسابات اخرى، ليس من ضمنها حكما، المصلحة اللبنانية والعربية. وهل يمكن اعتبار مشاركة ايران عسكريا في كل حروب دول المنطقة تفصيلا بسيطا؟».

أليس في هذا الكلام اقرار ضمني بنجاح اسلوب ايران ومخططها، وبالتالي قدرتها على فرض الاجندة التي تناسبها؟ يجيب المسؤول قائلاً «ان ربح معركة، لا يعني مطلقا ربح الحرب. احيانا يكون العكس تماما. تواجه ايران اليوم، مع حلفائها، كل العالم. والوقت، الذي كان حرفة وسلاحا لمصلحة ايران، صار هو خصمها الاول. لن يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية. والتهويل المتواصل بأن الرئيس ميشال سليمان هو آخر الرؤساء الموارنة، هو من باب الترهيب. سيكون للبنان رئيس كما كان له دوما، منذ الاستقلال الى اليوم، اي سيكون رئيسا توافقيا. فلمن خانته الذاكرة، ولا مرة وصل الى سدة الرئاسة الرئيس الاقوى عند الموارنة. المرة اليتيمة التي حصل ذلك كان عند انتخاب الرئيس بشير الجميّل، ولم يحكم». ويختم «على حزب الله وحلفائه في الداخل ان يعيدوا شرح تاريخ لبنان لايران، او ربما ان يباشروا هم بقراءته».