بإقرار الدول الخليجية٬ ووزراء الداخلية العرب٬ تصنيف حزب الله منظمة إرهابية٬ قادته٬ وفصائله٬ والمجموعات التابعة له٬ والمنبثقة عنه٬ يكون الخليجيون والعرب قد خطوا خطوة مهمة لتقليم أظافر إيران بالمنطقة٬ والانتصار لهيبة الدولة.
صحيح أن لبنان والعراق قد تحفظا٬ وهذا متوقع٬ فهذان دولتان لا تملكان قرارهما٬ وهما دليل صارخ على خطورة حزب الله٬ ومن على شاكلته في منطقتنا٬ إلا أن المهم بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية هو أنه جاء بإجماع خليجي٬ وإدانة عربية٬ وهذا أمر مهم٬ يعني أن الحزب لم يعد مفضوًحا بطائفيته وإرهابه فقط في لبنان وسوريا٬ أو خليجًيا٬ بل وحتى عربًيا٬ خصوًصا أن حزب الله٬ والجماعات الطائفية الإرهابية على شاكلته٬ ينطبق عليهم تماًما توصيف الأمير محمد بن نايف٬ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي٬ للتحديات التي تواجهها دولنا٬ ولخصها بكلمته أمام اجتماعات الدورة الـ«33» لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس٬ حيث قال ولي العهد السعودي إن التحديات «تتمثل في خارجين عن النظام٬ وغائبين فكًرا وعقلاً٬ وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة٬ ينتهكون
حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن.. يعيشون مع الشيطان٬ وللشيطان يعملون٬ ولا بد من التصدي الحازم لهم». وهذا ما ينطبق على «القاعدة»٬ و«داعش»٬ وحزب الله٬ والحوثيين٬ ومن على شاكلتهم٬ فجميعهم هدفهم تدمير الدولة٬ ونشر الفوضى.
والسؤال الآن هو: هل تصنيف حزب الله منظمة إرهابية كاٍف لتقليم أظافر إيران٬ والحد من جرائم هذه الجماعات٬ وضمان شعورها بالألم الحقيقي٬ وحماية دولنا؟
الإجابة المباشرة هي: لا! تقليم أظافر إيران٬ والحد من تحركات الجماعات الإرهابية مثل حزب الله٬ وغيره٬ يعني أنه سيكون هناك فراغ٬ في لبنان٬ والعراق٬ وسوريا٬ وحتى اليمن ويحتاج من يملأه. ويعني أنه سيكون هناك مزيد من المحاولات لزعزعة استقرار تلك المناطق٬ وغيرها. وعليه فلا بد من استراتيجية واضحة للتأكد من تقليم أظافر إيران٬ وذلك من خلال ضمان تطبيق عقوبات حقيقية٬ ومؤلمة٬ ولو بخطوة خليجية أولية٬ ينضم إليها الحريصون عربًيا. وكذلك وضع استراتيجية فعالة لدعم كل مكونات الدول المنكوبة بتلك الجماعات الإرهابية٬ وهو دعم لا يكون مشروًطا بالطائفة٬ أو الديانة٬ وأبسط مثال هنا هو لبنان والعراق٬ بل دعم مشروط بالمواطنة٬ والعقلانية٬ وإعلاء قيمة الدولة٬ سواء كان دعًما لمؤسسات٬ أو أحزاب٬ وحتى قيادات.
دعم العقلاء٬ وعدم تركهم ضحية لمن سيملأ الفراغ المتوقع٬ وهذا درس يجب أن نكون قد تعلمناه جيًدا من سقوط صدام٬ ومعركتنا مع «القاعدة»٬ و«داعش»٬ وكذلك حزب الله في لبنان٬ حيث حكومات الفراغ٬ وما هو حاصل اليوم في سوريا٬ إذ إن الأراضي إما بيد «داعش» وإما حزب الله٬ ومعه الأسد٬ وهو إرهابي لا يختلف عن حسن نصر الله٬ وإما البغدادي٬ وأسامة بن لادن. دعم العقلاء يعني إضعاف الجماعات الإرهابية٬ وتوجيه ضربة قاصمة إليهم.