أعان الله لبنان على «تنابل الممانعة» الذين ما عادوا يملكون للأسف إلا «الشتائم» للتعبير عن مواقفهم «الحائرة»، التي يتقاذفها بحر ممانعتهم كأمواج هائجة بـ»الحب» الذي لم يعد مستحيلاً لأميركا وللمجتمع الدولي، وبـ»الكره» الذي بات ملازماً لكلمة السعودية والعرب عندما يأتون على ذكرهما.
الواضح، أن «عاصفة الحزم» فعلت فعلها، وجعلتهم يجاهرون بما يضمرون من «حقد» على المملكة العربية السعودية، لأسباب لا تحتاج إلى «تبصير»، لعل أبرزها أنهم يعرفون في قرارة أنفسهم، أنهم يصغرون أمام «كبر» المملكة، وثقلها العربي والإسلامي والدولي، ناهيك عما هو أهم، وهو الالتزام السعودي «التاريخي» بدعم لبنان بكل «مكارم الخير»، التي لم تتوقف يوماً، ولم تميز بين لبناني وآخر، أو بين منطقة وأخرى، ولو تكلمت جدران الضاحية الجنوبية التي دمرت في حرب تموز 2006، لنطقت بـ»شكراً للسعودية»، ولقالت لكل مَن يتطاول عليها :»إصمت».
الأكثر وضوحاً، أن لدى «تنابل الممانعة» أزمة في التعبير، كان السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري سباقاً في توصيفها بـ»الأزمة النفسية»، والتي على ما يبدو، تستفحل يوماً بعد يوماً، بازدواجية أكثر من معيبة، في ظل ما يشهده اللبنانيون من انحدار سياسي وأخلاقي يدين «أسياده»، أكثر مما يعينهم على اتهام المملكة العربية السعودية، بما هم فيه من موبقات على امتداد العالم العربي، كرمى لعيون إيران ولسياساتها في المنطقة، من «معارك تكريت والموصل في العراق الى حروب القلمون والسويداء وحلب واليرموك في سوريا الى هجمات الحوثيين في صنعاء وتعز وعدن«، كما لفت الرئيس سعد الحريري في بيانه أمس.
يعرف «تنابل الممانعة» أكثر من غيرهم أن الشتائم أشبه بـ»صراخ العاجز»، والعاجز «الشتام» في هذه الحال، هو من «يأكل العصي» ولا يملك حيالها إلا «العد» و»الشتم»، تأكيداً على واقع «الوجع» الذي يعانيه جراء «عاصفة الحزم»، والذي على ما يبدو بات وجعين، وجع «أكل العصي«، ووجع «الأزمة النفسية»!.
ليس بخافٍ على أحد أن العرب مارسوا «صبر أيوب»، وقاموا بتحمل الكثير من «العصي الايرانية» في أكثر من دولة عربية، من دون أن ينجروا إلى «شتيمة إيران»، كما تفعل أبواقها «المسعورة» اليوم، حتى أنهم حين قرروا الرد بـ»عاصفة الحزم»، لم يقدموا ردهم على أنه من موقع «العداء لإيران»، وكان الرئيس الحريري أول من عبر عن هذا الموقف بتأكيده الصريح أن التحرك العربي والخليجي بقيادة السعودية في اليمن ليس من موقع العداء لإيران ولا لشعبها، إنما «ضد الاعمال التي تقوم بها إيران في كل أنحاء العالم العربي».
الأجدر بـ»تنابل الممانعة» أن يعرفوا أنهم مهما رقصوا في «حفلات الشتائم» ضد المملكة العربية السعودية، فلن يغيروا الواقع الذي يقول إنهم يرقصون على أنغام «أزمتهم النفسية»، ولن يغيروا بـ»خشبيتهم» ما كتبه وسيكتبه التاريخ «بحروف من ذهب» عما قدمته «مملكة الخير» للبنان ولكل العرب، على حد تعبير الرئيس سعد الحريري، الذي أعاد بوصلة لبنان إلى حيث يجب أن تكون، مع العروبة ومملكتها، دائماً وأبداً.