IMLebanon

مثقفون وفنانون وإعلاميون على خط الإستشارات

 

لرئيس حكومة فدائي وآدمي والبرنامج أولاً

من سيخلُف الرئيس الحريري في رئاسة الحكومة؟ حتى الساعات الأخيرة لم تغلق البورصة على اسم نهائي يحصد توافقاً سياسياً كاملاً، تكنوقراطاً كانت صفته أم سياسياً إكسترا، فبعد حرق الأسماء تباعاً، من قبل هذا الفريق السياسي أو ذاك نتيجة إعتبارات وحسابات مصلحية ماذا يقول الإعلاميون والمثقفون والفنانون في موضوع الحكومة ومن يرشحون لرئاستها؟ الأغلبية التي استشارتها “نداء الوطن” طرحت مواصفات ومعايير ولسان حالها “ما تقول فول تيصير بالمكيول”.

تكنوقراط او لا تحويلات

 

توقّع الكوميدي شادي مارون أن من سيتسلم رئاسة الحكومة عليه أن يحمل كُرة نار كبيرة، لأن البلد على شفير الإنهيار، وإذا تم التوافق على مرشح معين من الأفرقاء السياسيين كافة والحراك الشعبي، أكان سمير الخطيب أو غيره، فهذه خطة مُمتازة لأن البلد على شفير الإفلاس، وبحاجة في النهاية الى رئيس حكومة يتحمّل المسؤولية.

 

ويُشدد على أنّه وبغض النظر عن شكل الحكومة، فإنّ الرئيس الحريري لا يزال يتمتع بمواصفات رئيس الحكومة ومواصفات رجل الدولة “نحن في النهاية في لبنان، وعلينا ألّا نضحك على بعضنا البعض لأنّنا محكومون بالديمقراطية التوافقية، وبالتأكيد هناك لُعبة اقليمية دولية وعلى الجميع أن يتفِقوا كي ينطلق قطار الحكومة”، واصفاً المشهد اليوم بالمضحك المبكي”، ممازحاً أنه في فرنسا هناك الرئيس ماكرون تقابله السُترات الصفراء، فيما في لبنان هناك الرئيس عون وأمامَه السُترات الصفراء والخضراء والبُرتقالية والزرقاء والحمراء والبيضاء مع الخضراء… “عنّا في لبنان مليون راس”.

 

لا لتكليف الرئيس الحريري

 

أما الاعلامي مقدّم برنامج “لهون وبس” هشام حداد فينفي أن يكون لديه مُرشح بل لديه مواصفات”، مديناً المرحلة السياسية الممتدة من العام 1998 وحتى العام 2019 لأنّها أوصلت لبنان الى “الافقار الكامل” وكل من انتمى لهذه المرحلة كائناً ما كان مركزه لا يمكن أن يكون رئيس حكومة، شارحاً ” لبنان زاخر بالعقول والمواهب، ولا يحاولوا أن يلبسوا السنيورة أو شخصاً يشبهه ثياباً مختلفة ويقدموه لنا، لأنّ هناك أشخاصاً نظيفي الكف والسلوك يمكن الإعتماد عليهم”.

وبرأيه فإن المسؤولين المعنيين بالتأليف “يطنشون” عمّا يحصل في الشارع وهم يعيشون في كوكب آخر، ويصح القول أيضاً إنّهم يعيشون في قصور عاجية لا يرون الحراك ولا الناس ولا معاناتهم المتعددة الأوجه، لا يرون كيف بدأت المدارس تُقفل ابوابها، وكيف تموت الناس من الجوع، ولا انتشار عمليات السطو والسرقة والانتحار من شدة الفقر والبطالة، مطلقاً صرخته “فليستعجل المعنيون في التكليف والتأليف، لأن الوضع بات لا يحتمل، وهذه الحكومة ليست حكومة إنقاذ بل حكومة إدارة إنهيار لأن الإنقاذ في لبنان أصبح شبه مستحيل، ومن هو قادر على تحمُل المسؤولية فليتفضل، وانا ضد تكليف الرئيس الحريري مجدداً لتأليف الحكومة.

 

 

من جهته يرى رئيسُ “جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون” شوقي دلال” أن في ظل النظام الطائفي الذي شرّعَ الفساد والمُحاصصة، فأي من المرشحين لن يحدث تغييراً” ويضيف “الحلُ يكمُن بالذهاب نحو دولة مدنية وإقرار دستور مدني، يُنتج قانون إنتخابات عادلاً للبنانيين”

بدوره يفضل رئيس “جمعية كهف الفنون” الفنان غاندي بو دياب أن يأتيَ رئيسُ حكومة من التكنوقراط، نظيف الكف كـ “سليم الحص”، ويكون بعيداً من المنظومة السياسية الفاسدة التي أرهقت البلاد والعباد، على أن يتمتع بمصداقية وشفافية في محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، وإلغاء الضرائب، وخفض الأسعار وإقرار قانون إنتخابي محق، وتأمين فرص العمل والطبابة، والتعليم المجاني.

 

أما المدّون والناشط الاجتماعي جينو رعيدي، فيُبدي دعمَه لوصول رئيس حكومة من التكنوقراط، وأن يكون كلّ وزير متخصصٍ في عمله، وبرأيه فإن الحكومة المُنتظرة هي حكومة إنتقالية وليست الحكومة الثانية أو الثالثة للعهد، ويُذكّر رعيدي بأننا رأينا كيف ذهبت كل الأموال التي جلبها الرئيس الحريري من الخارج للطبقة الحاكمة وليس للبلد.لوصول إمرأة وليس رجلاً

ولدى الناشط والاستاذ الجامعي جيلبير ضومط معايير لمن ستيبوّأ منصب الرئاسة الثالثة أولُها أن يكون ” آدمياً ” وكفوءاً ومستقلاً، أي أن يكون سيد قراراته، وتهمه مصلحة البلد، وخبيراً في إدارة العلاقات بين الوزراء، لأن هناك قرارات مصيرية وكبيرة تنتظره، متمنياً وصول إمرأة إلى سدة رئاسة الحكومة وليس رجلاً” وقد يكون التمني مؤجلاً إلى ما بعد الحكومة المقبلة

 

وبالنسبة إلى الممثلة أنجو ريحان لا مُشكلة لديها بأن يكون رئيس الحكومة سياسياً لكن ليس حزبياً، “فلبنان بحاجة لحكومة إنقاذية وأحلم بأن تتألف من وزراء متخصصين، ولا يهمني اسم الرئيس ولا أسماء الوزراء بل أن تعمل بشكل فعلي وفعال.

 

وتوضح أننا ما زلنا بانتظارِ أن تستيقظ ضمائر أهل السلطة، لتُصبح أولوياتهم المصلحة العامة لا الشخصية، وليعلموا جيداً أن الوضع اليوم اختلف ولا رجوع الى ما قبل 17 تشرين الاول.

 

 

لرئيس حكومة فدائي

 

أما على مستوى الإعلاميين فليس للزميل في الـ LBCI بسام أبو زيد أي مرشح لرئاسة الحكومة العتيدة، واصفا من سيرأسها بـ”الفدائي”، نظراً لحجم الصعوبات والمخاطر التي سيواجهها، كما وعليه أن يكون مدركاً لأهمية أن يتمتع فريقُ عمله بالقدرة على إخراج لبنان من الأزمات التي يتخبط بها، وبالتالي وضع لبنان على الطريق الصحيح لمعالجة مشكلاته معالجة عملية ومدروسة.

 

 

ويشير إلى أنه لا يكفي أن ننجح في تعيين رئيس حكومة وتشكيل حكومة لنعتبر هذا انجازاً، لأن الصورة لا تكتمل الا بحكومة متكاملة وبفريق عمل جدي، لديه رؤية ثاقبة، ومدركٌ فعلياً مدى خطورة المشكلات وتعقيداتها، والخروج بحلولٍ بعيدة عن الحلول الروتينية التي لطالما اعتُمدت في لبنان، مبدياً ثقته بأن الطبقة السياسية الحالية لم يعُد بإمكانها اجتراح هذه الحلول لأنّها ومنذ العام 1992 لم تستطع أن تقدم شيئاً.

 

وفي نظرة تحليلية لا يتردد أبو زيد بتأييده تشكيل حكومة إختصاصيين غير سياسية، داعيا هذه الطبقة إلى التنحي جانباً ولتترك المجال لغيرها كي تعمل، ومن بين الملفات التي تنتظرها “إستعادة الأموال المنهوبة “، مذكراً بأنّ هناك آليات معينة اعتمدها الكثير من الدول، فهل سنشاهد الحكومة المنتظرة تتمثل بها؟

 

السلطة تتصرف بخبث رهيب

 

ومثل أبو زيد لم تسمّ الاعلامية والصحافية ديانا مقلد أي مرشح ” أؤيد تشكيل حكومة تكنوقراط مهنية موقتة، وإجراء إنتخابات مبكّرة، لا تكون أبداً من الطبقة السياسية الموجودة، حتى لو بدا هذا المطلب “غير واقعي”

 

وتشدد على أنه لا يُمكن تحقيق المطالب بخطوة واحدة، موضحةً أننا بحاجة اليوم إلى حكومة تقوم بالإصلاحات الاقتصادية وتوقف الإنهيار وتشرف على انتخابات مبكرة نزيهة وفقاً لقانون إنتخابي جديد، لنتمكن بعدها من الحديث عن طبقة سياسية جديدة، طارحة رؤيتها “وإذا لم تعتمد هذه الآلية فمن الأفضل أن نرى مجدداً معارضة للسلطة، لأننا سنرى مجدداً حكومة مؤلفة من الطبقة السياسية الحالية ذاتها، والمُتمسكة بكل شيء في البلد”.

 

وتتطرق مقلد إلى ان ما يحصل اليوم من أهل السلطة “هو أكثرُ من مراوغة،هو “خبثٌ رهيب”، فهل من المنطقي أن تتأخر الإستشارات إلى هذا الحد؟”، وتخلص مقلّد إلى “أن هذه الطبقة أصبحت فاقدة للثقة، فاقدة للشرعية، طبقة تستحق المحاكمة، من أعلى الهرم ونزولاً، لأنّها تركت البلد يتدحرج وينهار من دون أن تحرك ساكناً، لا بل بالعكس تلعبُ دورَ المُتفرج”.

 

المشكلة في جوهر مقاربة السياسة العامة للدولة

 

وليس بعيداً من مواقف أبو زيد ومقلد نتوقف عند ما قاله مراسل ومذيع الاخبار في قناة “الجديد” الاعلامي رامز القاضي:”لا مرشحاً لدي، أُرشح الخطة البديلة، فالمسألة ليست مسألة أسماء ولا تكنوقراط، وإذا أرادوا حكومة سياسية لا مانع شرطَ وضع خطة بديلة جديدة، فالمشكلة ليست بالأسماء ولا بالشطارة، المشكلة في جوهر مقاربة السياسة العامة للدولة ووضع خطة مختلفة عن 30 سنة ماضية”.

 

ويؤكد أنه لا يجوز أن تُدار الدولة بعقلية المصارف والمصرفي والـ “بيزنس مان” بل بعقلية رجل دولة، وبالنظرِ إلى القطاعات كافة بالتساوي، مبرراً موقفه بأنّ الناس لن ترضى بالفُتات كالورقة الاقتصادية الأخيرة التي قدمتها السلطة، بل تريد دولة ضمن شروط بناء الدولة، مطالباً بقيام حكومة إنقاذيةَ على أن يكون نجاحها الأساسي بوقف الإنهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الحاصل، مشيرا إلى أنّ العقلية السائدة حالياً لم تعد مُجدية لأنّها هي التي أوصلت لبنان إلى الحالة التي يتخبط فيها، ولأنّها لا تزال ترى في الدولة دجاجة تبيض ذهباً منذ التسعينات وحتّى اليوم.

 

ويذكر القاضي بأن الإنتفاضة الشعبية وضعت سقفاً لن تقبل بسقف أدنى منه، ولن ترضى بالتراجع عنه، وقد رأينا ردة فعل الناس عندما حاولت السلطة السير باسم الوزير السابق محمد الصفدي.

سياسي وليس تكنوقراطاً

 

وعلى خلاف ما يطرحه القاضي تفضل مراسلة تلفزيون الـNBN الاعلامية رشا الزين أن يكون رئيس الحكومة سياسياً لا تكنوقراطا، لأن لبنان محكومٌ بالتوافق السياسي، “لا مُرشح محدداً لدي، لكن يجب أن يكون جامعاً للكل ووسطياً ومنفتحاً، ويحظى بإجماع كل الافرقاء السياسيين وإلا لن يستطيع أن يعمل، وأن يتمتع بالمرونة السياسية وعلى مسافة واحدة من الجميع”.

 

وبرأيها فإن رئيس الحكومة المقبل محكومٌ بالتوافق الداخلي، الذي هو كلمةُ السر، ومن المهم أن تكون سمعته طيبة في الخارج، من أجل ترجمةِ التزامات لبنان الدولية وعلى رأسها “مؤتمر سيدر” وغيره، مطالبة إياه وبالدرجة الاولى بسماع صرخة الناس (ولا سيما المطالب الإقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية) وبإيجاد الحلول الجذرية لملفي الكهرباء والنقل المشترك، وبالعمل على إعادة العلاقات مع سوريا كما كانت، من أجل حلِّ الكثير من الملفات ومن بينِها إستئنافُ عمليةِ تصدير المنتوجات على أنواعها، وربما بشكلٍ أفضل مما كانت عليه سابقاً.

وتختم معلقةً على عمليتي التكليف والتأليف على طريقة “الأستاذ نبيه”:” فلنباشر أولاً بالتكليف وبعدها “وقت يجي الصبي منصلي عالنبي” و”ما تقول فول تيصير بالمكيول “.عليه ان يكون “قد الحملة”

 

بدورها تؤكد مراسلة قناة الـOTV الاعلامية لارا الهاشم أن لا مُرشح لديها، مُفضلة أن يكون سياسياً وليس تكنوقراطاً، طارحة عدة مواصفات يجب أن يتحلى بها “نظيف الكف، لا شبهات عليه في أي ملفٍ من ملفات الفساد، لديه القدرة على الجمع والتوفيق بين مطالب الحراك الشعبي ( والتي باتت معروفة ) وبين رؤية الافرقاء السياسيين والحزبيين، وأن يكون عامل جمعٍ بين جميع الأفرقاء السياسيين”، إضافة إلى تمتعه بالقدرة على اتخاذ القرارات السياسية المناسبة لإدارة الازمات، والقرارات السياسية الإستراتيجية التي تحمي لبنان من الأطماع الخارجية ولا سيما الإسرائيلية، وعلى الإستماع إلى مطالب اللبنانيين (أكانوا في الحراك الشعبي أو في بيوتهم) أي أن يكون “قد الحملة” وأن يكون منقذاً على المستويات كافّة، ومتعاوناً مع رئيس الجمهورية، لأنّه رئيس البلاد ويُشكل صلة الوصل بين الجميع.

وترى الهاشم وجوب أن يتمتع بحصانة داخلية، ويستمد قوتّه من شعبِ ودولته، ويكون بعيداًعن تكريس “سياسة الخضوع” للخارج، وحريصاً على تأمين متطلبات العيش الكريم للمواطن، ومعالجةِ الأزمة المالية والإقتصادية والنقدية والمعيشية الراهنة.