Site icon IMLebanon

غلطة الشاطر

التحفظ السعودي في المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الذي انعقد مؤخراً في مقر الجامعة العربية بالقاهرة على التضامن مع لبنان لا يزال يشغل الوسط السياسي الداخلي ويطرح جملة من الأسئلة عما إذا كان هذا التحفظ السعودي جاء رداً على موقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون من سلاح المقاومة كمكمِّل لسلاح الجيش الذي وصفه بأنه لا يزال ضعيفاً وغير قادر على مواجهة إسرائيل، وما مدى تأثيره على مسار العلاقات اللبنانية – السعودية الذي أخذ منحى ايجابياً بعد زيارة الرئيس عون الى المملكة وتصريحاته التي دلت على انه يرغب في تصحيح الخلل في العلاقات بين الدولتين والناجم عن الحملات التي يشنها حزب الله على المملكة، وهل صحيح كما نشرت بعض وسائل الاعلام نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية وعن جهات لبنانية رسمية من أن الموقف السعودي سيتبدل في القمة العربية التي ستعقد قريباً في المملكة الاردنية الهاشمية.

على المسؤولين اللبنانيين من كافة الاتجاهات الاعتراف بأن رئيس الجمهورية تسرّع عندما تحدث عن ضعف الجيش اللبناني وعن وجوب التحالف بينه وبين المقاومة التابعة لحزب الله، وهو موقف يتناقض ويتعارض مع خطاب القسم الذي على أساس ما جاء فيه سواء في شأن حياد لبنان عن النزاعات العربية والتزامه المادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية، وتجنبه الانحياز للمقاومة التابعة لحزب الله، لأن المملكة العربية السعودية ودول الخليج اتخذت من هذا الموقف عنواناً عريضاً لإعادة ترميم علاقتها مع الدولة اللبنانية التي اهتزت وتشظت كثيراً نتيجة الحملات التي دأب أمين عام الحزب في شنها على المملكة وعلى دول الخليج استجابة لطلب من الجمهورية الإسلامية في إيران ونتيجة أيضاً لقرار اتخذته هذه الدول باعتبار الحزب منظمة إرهابية لا يجوز التعامل معها تحت أي ظرف، واعتبرت هذه الدول أن إقدام الرئيس اللبناني على تخصيص المملكة العربية السعودية بأول زيارة خارجية له دليل على أن الحكم الجديد راغب في اعادة ترميم علاقاته مع الدول العربية وتنفيذ سياسة لبنان التقليدية المبنية على التزام الحياد وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية، غير أن لبنان الرسمي لم يعرف كيف يحافظ على هذه النقلة الايجابية من المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، وجاء موقف رئيس الجمهورية مؤخراً عاملاً اضافياً لكي تعيد المملكة حساباتها مع لبنان وقد ظهر ذلك في تحفظها على بند التضامن معه في المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية.

يقال في الكواليس الدبلوماسية أن لبنان الرسمي تلقى تطمينات من عدّة دول عربية بعضها خليجية بأن تحفظ المملكة على بند التضامن معه، جاء في سياق معين، سوف يتبدل في القمة العربية التي ستعقد في الاردن في 29 الجاري من منطلق حرص العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على بناء اواصر العلاقات مع لبنان الشقيق وعدم التخلي عنه وإن صدرت عنه بعض الهنات أو المواقف المفروضة عليه كمثل الموقف الأخير الذي اتخذه رئيس الجمهورية من المقاومة ومن دورها في لبنان. والمؤمل أن تصح هذه المقولة وتعود العلاقات بين لبنان والمملكة وكل الدول العربية إلى ما يؤمل لها من تعاون وتنسيق يكون لبنان أول المستفيدين منه سواء على مستوى الدبلوماسية أو على مستوى اوضاعه الداخلية والاقتصادية منها على وجه الخصوص.