صفعة جديدة تتلقاها الحكومة، أو على الأقل رئيس الحكومة ووزير الداخلية، على يد «حزب الله» الذي تحداهما، غير عابئ بالإجراءات وبالموقف الرسمي اللبناني.
التحدي جاء من جمعيّة «الوفاق الوطني الإسلامية» البحرينية التي تجاوزت القانون اللبناني، فعقدت مؤتمرها في قاعة «رسالات» التابعة لـ»حزب الله» في الغبيري، على رغم كل التحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية القاضي بسام مولوي.
كان المؤتمر سيعقد في فندق الساحة على طريق المطار، والواقع في نطاق نفوذ «حزب الله»، لكن تحذيرات وزير الداخلية دفعت الفندق إلى إلغاء الحجز للمؤتمر.
لم يَرُق لـ»حزب الله» القرار الذي اتخذه وزير الداخلية، فرفع سقف التحدي في وجهه، لم يُلغِ المؤتمر بل نقله إلى «عقرِ داره»، الغبيري، وفي قاعة تابعة له مباشرة، متحدياً معاليه أن يُرسِل دوريةً لوقفه.
أكثر من ذلك، كان لـ»حزب الله» متكلِّم في المؤتمر وهو نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الوزير السابق محمود قماطي. كما كانت مشاركة من أحد حلفاء «حزب الله» رئيس الاتّحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، أما المتحدث البحريني في المؤتمر فكان «نائب أمين عام جمعية «الوفاق» الشيخ حسين الديهي».
مرَّ المؤتمر، فماذا فعلت السلطة؟ لا شيء، اكتفى وزير الداخلية بالقول: «سنًطبِّق القانون»! هنا يتبادر إلى الذهن، السؤال التالي: متى سيُطبِّق القانون؟ وعلى مَن؟
لم يجف بعد حبر القرار الذي اتخذه وزير الداخلية، بفتح تحقيق مع المعارضة البحرينية التي دخلت إلى لبنان منذ شهر تقريباً، وعقدت مؤتمرها في أحد الفنادق، ولكن أين التحقيق؟ ومع مَن أُجري؟
بصراحة، ما يحصل مسرحية ممجوجة، هل يُدرِك وزير الداخلية أن عدم إصدار قرار أفضل بكثير من إصدار قرار لا يُنفَّذ؟
دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها مملكة البحرين، تراقب ما يجري في لبنان، فهل ندوتان للمعارضة البحرينية في شهر، هو الرد على المذكرة الكويتية باسم دول مجلس التعاون الخليجي؟
معلومات من داخل بيئة «حزب الله» تكشف أن الحزب اتخذ قراراً برفع السقف واللهجة في كل مرة تقوم فيها الحكومة بأي إجراء يُزعِج الحزب، وهو يعتبر أنه لولاه لَما استطاع الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة، وأنه بهذا المعنى مَدين له وليس العكس.
وينطلق «حزب الله»، في هذه المقاربة، من اعتبار أن الرئيس ميقاتي لن يُقدِم على الإستقالة أياً تكن الاعتبارات.
الحزب رفع سقف التحدي: تصنيع مسيَّرات، تطوير صواريخ.
يبدو أن البلد دخل في مدار «تلازم المسارَيْن بين لبنان… واليمن».