IMLebanon

وزير الداخلية نهاد المشنوق يحمل الديمقراطية والحزم

يصحُّ في وزير الداخلية الصديق نهاد المشنوق القول:

ماذا لقيتُ من الدنيا وأعجبه

إني بما أنا شاكٍ منه محسود

***

صحيح، فالوزير المشنوق يُحسَد حتى على ما يشكو منه، فممّ يشكو؟

هو في وضع لا يُحسَد عليه على الإطلاق، فهو كمَن يقبض على الجمر أو على كرة النار، في ظلِّ أعتى أزمةٍ يواجهها لبنان منذ مرحلة الإغتيالات والإنفجارات.

هو ديمقراطي حتى العظم لكنه يجهدُ نفسه للتوفيق بين ديمقراطيته وبين الحزم الذي يجب أن يكون عليه للتعامل مع التحركات التي تجتاح الشارع اللبناني، بحيث عليه أن يوفِّق بين المحافظة على النظام العام والإنتظام العام.

منذ 17 تموز الماضي، تاريخ إقفال مطمر الناعمة وبدء التوترات وحتى اليوم، أكثر من سبعة أسابيع، والشارع اللبناني في حال غليان، والمسؤول الأول عن معالجته وزير الداخلية.

نظرياً وعملياً، المسؤول الأول يُفترض أن يكون مجلس الوزراء مجتمعاً لكنَّ هذا المجلس مشلول، فلو أنَّ هذا الشلل كان ينطبق أيضاً على وزير الداخلية لكانت الدنيا خربت منذ زمن، لكن وزير الداخلية يتصرَّف كأنه أم الصبي، فهو من جهة مُطالَب بالمحافظة على الإستقرار العام، وبالتوازي هو مُطالَب بتوفير الحماية للمتظاهرين والمعتصمين، من دون أن ننسى أنه معنيٌّ بالأمن والإستقرار في طرابلس وفي الضاحية وفي عرسال وفي صيدا وفي الجبل وبالتأكيد في بيروت، ومعنيٌّ بإبقاء الإنتظام العام في روميه وفي سائر المواقع والمناطق اللبنانية، وفوق ذلك كله معنيٌّ بما استجد من تطورات منذ قرابة الشهرين حيث انفجر الشارع اللبناني بالتحركات الشبابية المُحقَّة، فقبل مرحلة النفايات لم يكن البلد بألف خير، لم نكن في سويسرا وأصبحنا في الصومال، بل كنا في بلدٍ كل يوم فيه أزمة وتوتر، إلى أن جاءت مرحلة النفايات فزاد التوتر على التوتر، وكلُّ ذلك على عاتق الوزير نهاد المشنوق.

***

اليوم هناك وضعٌ يزداد تعقيداً، حركات المجتمع المدني تزداد عدداً وفاعلية، هذا الواقع يستدعي جهوزية من وزير الداخلية الذي هو في آن واحد:

وزيرٌ سيادي في الحكومة.

ركنٌ أساسي في تيار المستقبل.

عضو لجنة الحوار مع حزب الله.

وأولاً وأخيراً أحد المؤتمنين على الإرث الوطني والسياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري.

أحد القريبين جداً من الرئيس سعد الحريري ومحطّ ثقته.

***

هذه المروحة من المسؤوليات تجعل من وزير الداخلية حجر الزاوية في إستقرار البلد، ولهذه الأسباب مجتمعةً تبدو المحاولات لتعطيل دوره بغية تعطيل ما تبقَّى من استقرار.

إنَّ كلَّ يوم يمرّ هو قطوع واختبار للوزير المشنوق في ظلِّ تلكؤ الحكومة في ملاقاته في منتصف الطريق، علماً أنَّ تعثره، إذا حصل، سيكون تعثّراً للحكومة مجتمعةً وليس له، فهل يتحمَّل الآخرون جزءاً من المسؤولية المطلوبة؟