Site icon IMLebanon

إلى المتحاورين “الشجعان”!

الى متحاورين متبطلين بفعل العطلة المؤسساتية والدستورية والسياسية والأخلاقية الابدية التي يفرضها تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ويعملون على ملء فراغاتهم وفراغاتنا برتابة الجولات المتنقلة بين ساحة النجمة وعين التينة..

الى المتحاورين الزعماء والأقل رتبة في طواقم ممثليهم ومساعديهم ومعاونيهم العائدين اليوم الى الجولة الرقم كذا من جولات هيئة الحوار الوطني، نقترح عليكم لكي تبقى لديكم مجرد ذريعة لاستمرار هذه الطقوس التي تمارسونها ان تجنحوا بحواركم العبثي العقيم، ولو لمرة، نحو امرين يتخذان تصاعديا طابع الخطورة القصوى والعاجلة والإلحاح عل هذه الطاولة الحوارية تعوض عما كان يفترض ان يتولاه رئيس للجمهورية ومجلس للوزراء وبرلمان وأولا وأخيرا دولة بكل مهابتها.

هل تراكم قرأتم اولا ما أوردته لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الإسكوا) والمنظمة الدولية للهجرة في تقريرهما الاخير عن واقع مرعب يصنف لبنان ثاني اكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم بما يناهز نسبة الـ٢٦ في المئة من اجمالي سكان لبنان في منتصف العام ٢٠١٣، اي ان هذه النسبة قد تكون تضخمت صعودا بعد هذا التاريخ ؟ وان فاتتكم قراءة هذا التقرير هل سمعتم ثانيا عن تصاعد غضب خليجي وتحديدا سعودي وإماراتي بدأ يتهدد مصالح لبنان الحيوية وكذلك مصائر مئات ألوف اللبنانيين العاملين في البلدان الخليجية جراء السياسات الخارجية المحورية المنحازة بعمى مخيف الى ايران والتي يمعن شطر من لبنان “الديبلوماسي” في اغراق لبنان الآخر كله في مصيبة ان ضربته لن تقوم له منها قائمة؟

نسأل مع معظم الناس الذين باتوا في حاجة الى عجائب خارقة للاقتناع بجدوى الحوارات الداخلية: ما هي الاولوية الاشد اهمية وإلحاحا لدى المتحاورين من انزلاق لبنان المتدرج الى احتمال تشكيل حالة غير مسبوقة في التاريخ تصبح معها نسبة اللاجئين اكبر من نسبة المواطنين الاصيلين، وهل يدرك المتحاورون حقيقة معنى هذا الخطر، وهل في جعبتهم ما يفوقه اهمية من هذا الخطر لطرحه على حوارهم؟ ونسأل في المقابل عن اللغو الدائر في جلسات الحوار والمتجدد مع المواعيد الرتيبة وهل في جدول أعماله ما يتفوق على خطر تعريض مئات ألوف العاملين اللبنانيين في الخليج للخطر وألا يستأهل الامر وقفة مسؤولة من المتحاورين تحول دون السقوط القاتل في هذه المصيبة قبل حصولها؟ وهل من بند اشد إلحاحا من هذا الخطر الذي يبدو انه يجري دق ناقوسه بكل جدية هذه المرة؟

الحال ان معظم اللبنانيين صمّوا آذانهم منذ وقت طويل عن هذا النوع الباهت من الطقوس الحوارية الجوفاء، ولكن المصيبة ان المتحاورين يختصرون المؤسسات بكل “تواضع” ولا يمارسون دورها. فماذا تراهم فاعلين مع خراب زاحف على أيادي بعضهم الفاضلة؟