قصة الانقلاب في رحاب البرلمان
وحقيقة انتفاضة ترامب على نفسه!
اللبنانيون كانوا قي شوق الى جلسات نيابية حيّة، بعد فصول جامدة أو شبه ميتة ظهرت خلال الحقبات الماضية.
هل يتجه لبنان الى تعديلات في النظام الديمقراطي، أم يستقر على عدم الاستقرار في النظام؟ سؤال صعب، والاجابة عليه أصعب منه. لكن الرئيس نبيه بري كان متشوقا أيضا الى معرفة النتائج.
قبل سنوات قصد رئيس البرلمان الجمعية الوطنية الفرنسية، وحضر جلسة أسئلة وأجوبة بين النواب والحكومة، واكتشف ان وهرته السياسية، وهو جالس في مقاعد النظّارة، أقوى من النظام، ومن وهرة رجاله.
ولكن، ماذا سيحدث في عصر تتغير ملامحه، وفي ظلّ توافق غير معلن بين رئيس الجمهورية المطلّ على البلاد ب انقلاب غامض في السياسة ورئيس مجلس يتصرّف وكأنه هو النظام، ولو في أيامه الأخيرة ورئيس مجلس وزراء عائد الى السلطة بقوة مستمدة من ضعف معارضيه والأصدقاء!
ويقول مرجع بارز، يحرص على البقاء بعيدا من الأضواء والاعلام، ان رئيس الجمهورية يمهل ولا يُهمل، ورئيس البرلمان يعرف ما يريد ولا يعرف ما يفعله الآخرون، ورئيس الحكومة يحاول استخلاص المطلوب منه، لترميم النظام ويتريث بانتظار نضوج الفرصة المناسبة.
من يسبق الآخر، على اقتراف الضربة القاضية، وان كان السلاح الأمضى والأفعل بيد رئيس الجمهورية، لأن ميشال عون أصبح، كما هو مكتوب في الأفيشات هو عماد الجمهورية، والرئيس القوي الذي حلم به اللبنانيون ولا يزالون.
إلاّ أن خمسة رؤساء وقعوا في ورطة التسرّع ورفعوا مذكرة الى القمة العربية الأخيرة، ونالوا أصفارا على تسرّعهم تبدو أكبر من الأخطاء، من دون ان يكلفوا أنفسهم فرصة العدّ والاحتساب وجمع العثرات والخسارات.
ربما يكون الرئيس فؤاد السنيورة قد خسر بعضا من صداقة الرئيس سعد الحريري، وربما يكون أيضا الرئيس تمام سلام قد وقع من حيث لا يدري في خطأ مماثل، لكن الرئيس أمين الجميّل والرئيس ميشال سليمان لهما مبرّر واحد للزكزكة مع الرئيس ميشال عون، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي الذي جرّوه الى افتعال معركة مع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري. لا تتوازى مع أحلام التحالف أو المعارضة في حرب طرابلس الآتية مع الرئيس الحريري أو التعاون مع الوزير السابق أشرف ريفي.
لكن العماد عون عارف ماذا يريد، سواء الآن أو بعد بضعة أشهر. ان لبنان سائر الى احترام الدستور. لا أريد نظاما رئاسيا، لكنني لن أكون رئيسا برلمانيا ضعيفا. وهذه عبارة مقتضبة، لكنه يعرف مبتغاها. ويضيف: سيكون للبنانيين نهج جديد يمحو تراكمات أخطاء ٢٧ عاما، مجددا التأكيد على ايجاد قانون انتخابي يؤمّن العدالة في التمثيل، والاحترام للقانون.
عندما يسأل رئيس الجمهورية عما اذا كان يريد تغييرا في الطائف يرد: أنا جئت على أساس نظام الطائف، عندما أعلنوه لم أكن شغوفا به. أما الآن فلا أريده ممسحة بل شريعة. ثم يبتسم، عندما يسأل عما اذا كان يقصد بقوله ما فعلته الوصاية السورية بالاتفاق، فهو يردد بأن الدستور الحالي ينبغي ان يُحترم، لا أن يكون قطعة زينة في المنازل. متابعا – أنفذ ما تقرره الأكثرية النيابية، ولست عاشقا للتغيير إلاّ في اطاره الصحيح، ولست أيضا أبحث عن نظام، كل يوم وكل أسبوع!!
ويستدرك رئيس الجمهورية: أنا لست متفرجا في الحكم، بل أقود عمله نحو الأفضل والأحسن، ولست في موقعي الحساس للجمود فيه، بل لتحريكه نحو الأفضل. وأجدى ما يفعله الحاكم هو تحريك عجلة السلطة، لا تجميدها. وما أريد ان يدركه الجميع ان الحكم ليس معاناة للمصاعب بل هو تحريك لها بما يحررها من الرتابة، ويضفي عليها الحيوية، وينقلها من الجمود الى الازدهار.
ويتابع: ان الحكم ليس مراوحة، بل هو الطريق الى التطوير، وإلاّ قبع الجميع في خانة الجمود.
كان سعد الحريري، في مطلع نيسان، يودّع شهر آذار، وهو مرتاح الى مستقبل لبنان، بعد معاناة قاسية مع الأزمات، ويستعد ل المقابلة الكبرى مع قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في الأعتاب الرسولية. الذي وصفه بأنه الصديق الأعظم للبنان.
حرص سعد الحريري ان تكون معه زوجته والأولاد وعمته النائبة السيدة بهيّة، وتوجه الى الفاتيكان.
أراد الشيخ سعد ان يضفي على زيارته طابع الايمان، وقال لمن كان حوله، انه مؤمن بالله أولا وبلبنان، وبهذا الشعب ثانيا، لأن هذا البلد، في نظره هو عاصمة للتعقل ومناف في طباعه للتطرّف، وهذا ما كان يسمعه من والده طوال حياته.
قبل سنوات من اغتياله في بيروت، راح رفيق الحريري يستعد للسفر الى الفاتيكان، وأوصى المحيطين به، انه يريد وفدا كبيرا من اللبنانيين، يكون على صورة لبنان من حيث تكوينه البشري. في ذلك الوقت سأله أحد أعضاء الوفد المحيط به، عما يقصد بعبارة ان يكون الوفد على صورة لبنان وردّ بأنه يحبّه أن يكون اسلاميا – مسيحيا وليس من طائفة واحدة. لأن لبنان التنوّع هو لبنان الحقيقي. وأردف: أنا مسلم في ديانتي، ولبناني في انتمائي الوطني.
بعد ثلاثة أسابيع، وعشيّة مغادرته الى روما، أحضروا له لائحة بأعضاء الوفد المرافق، وبينهم ثلاثة ستتاح لهم فرصة الاجتماع الى قداسة الحبر الأعظم مع عائلته. وهنا بادره أحدهم بأن السفير اللبناني في الفاتيكان فؤاد عون اختار الأعضاء الثلاثة من طائفته، وهم متشوّقون الى مقابلة الحبر الأعظم. إلاّ أن الرئيس رفيق الحريري انتفض قائلا انا من يختار الأسماء لا سعادة السفير لأن ما يهمّه هو ان يعرف رجال قداسة البابا، من كرادلة ورهبان، انه يصطحب معه مسيحيين ومسلمين. والتعصّب الذميم، ليس من طباعه ولا من أخلاقه. وطلب من الجميع ان يوافوه الى فندق ماريوت.
عندما عاد الرئيس الحريري الى بيروت، من زيارته التاريخية لروما، أحب ان يداعب وزيرا جديدا في حكومته في ان لنا في الحكم، توجهات متباينة، لكننا متفقون على استمرار ظاهرة التنوّع، وإلاّ فاننا نتحول الى بلد أحادي النزعة والتوجه.
في روما، وفي برلين، المؤتمر الخاص لمعالجة شؤون النازحين وشؤونهم وسجونهم، اننا حريصون على هذه المبادئ، نؤمن بها ونتمسك بها كما قال سعد الحريري. ايمانا منّا بأن التطرّف يجلب التطرّف، والتعقّل يكرّس منطق العقل على نوازع الشرّ. ولهذا كانت الحروب، كما كان يقول والدي، تستمر فصولا وسنوات. وحرب الفنادق دمّرت أجمل ما في بيروت من بنايات وفنادق، وجعلتها غابة كثيفة من الأشجار، ولذلك، فاننا حريصون على عدم اجترار الأخطاء مرّات ومرّات، وساعون الى دفن ما جعل الخط الأخضر عند المتحف، امتدادا الى البربير والسوديكو، طريقا الى التواصل بين اللبنانيين، في الوطن الممزق بين النورماندي والبيال. لقد استشهد رفيق الحريري في تلك المنطقة، وكان السان جورج أرقى مكان للقاء بين السياسيين، وأصبح بين فندقي الفينيسيا والهوليداي إن علامات ترمز الى حاضر يجسّد تطلعات رجالات أهل العلم والاقتصاد الى وطن عظيم.
توقف الرئيس سعد الحريري، هنيهة عن الكلام المباح وأضاف: لهذه الأسباب، فان لبنان بلد لا يموت. قد يذبل أحيانا لكنه لا يلبث أن يدركه الانتعاش.
كان الشاعر كمال درويش يخطب ويتكلم مثل طائر غرّيد، وهو يصدح بأبيات من الشعر في محبة لبنان، لكنه درج في أقواله على ترداد ان المحبة وحدها لا تنقذ الأوطان، بل تتطلب وجود الايمان بالوطن كبلد مؤهل للحياة، وهذا ما كان يقوله لرفيق دربه الشاعر مارون عيسى الخوري، وهو يشرح درس الأدب العربي لتلاميذه. غادر كامل درويش مدينته طرابلس – الميناء الى الولايات المتحدة الأميركية ليتفقد نجله هناك، لكنه ذهب ولم يرجع الى لبنان، لأنه صعب عليه ان يبقى بعيدا عن وطن أحبّ. وعندما انتقل من ثانوية التضامن الوطني الى الكلية الاسلامية قبل سفره، شعر بأن لبنان هو وطن العيش الواحد والحرية والكرامة. إلاّ أن صديقه الشاعر مارون عيسى الخوري حرص على ترجمة كتاب يقول في متنه والصفحات، ان الأوطان لا تعيش، إلاّ في ظلال شمس الحرية، الساطعة في كل بلد، حرّ، وعظيم، في ايمانه بأنه وطن الحياة لا الموت.
كان العلامة الشيخ أنور بكري، يقول في ثانوية الدكتور حسن الحجة، ان الله أعطانا طاقة عظيمة، لابتداع الابداع في العلم والايمان والاهتداء دائما الى الله سبحانه وتعالى، وهذه نعمة لا تزول.
زارت لبنان قبل نحو شهر، المرشحة اليمينية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، ماري لوبن وأحبت أن تتعرّف على الرؤساء والسياسيين فيه.
وعندما دعت الى استيعاب محنة اللاجئين اليه من السوريين، بعد انقضاء سبع سنوات على الحرب الدائرة بين النظام السوري والقوى المناهضة له، بادرها عدد من اللبنانيين، بأنها جاءت الى بيروت لتحاضر في موضوع المصالحة بين الرئيس السوري بشار الأسد، وبين المعارضين له، وهو أمر صعب ومناف ٍ لمنطق التوافق بين شعب أمعن الحاكم في سحق تطلعاته، وشعب حيّ يريد الخلاص من الظلم والحقد.
وردّت السيدة ماري لوبن، بأنها واقعية، وبأن معظمكم أيها اللبنانيون، زاروا الدكتور بشار الأسد، ونادموه وكانوا يمحضونه الولاء، وبعد سنوات أنكروه، فهل تريدون منّي أن أكون أكثر لبنانية منكم. لم تنتظر ماري لوبن جوابا من أحد، لكنها قالت ان بعضا منكم، ثاروا عليّ لأنني رفضت ان أضع الحجاب على رأسي، لدى دخولي الى دار الفتوى لمقابلة مفتي الجمهورية، وهذا ما لم يرفضه شيخ الأزهر عندما زرته.
أنا سيدة آتية الى لبنان، وبيدي كتاب المصالحة، قد يتحقق لي هذا الحلم، وقد لا يتحقق، لكن، لا أحد يطلب منّي ان أكون سيّدة مناكفات.
وقد أخسر في المناسبات الآتية، لكنني لن أرتكب حماقات على حساب فرنسا البلد الذي أحبّ، وأحبّ أبناؤه أن يمحضوني تأييدهم ومحبتهم. بادئ الأمر قد أحصد الآمال، لكنني في النهاية أتقبّل النتائج، وهذه هي الديمقراطية.
وأضافت ماري لوبن: لست عاشقة، وأنا واقعية. ولست ممن يحترمون سياسة الرئيس بشار الأسد، كما انني لست معادية له. وبين المودّة والمعاداة ارادة فرنسية عاقلة. أنا معه اذا أنصف لبنان واللبنانيين، وأنا غير ذلك، اذا ما أمعن في معاداة شعبه ومناداة جيرانه.
إلاّ أن أحد المناهضين لسياسة السيدة لوبن، قال لها بوضوح انها سيدة تركض وراء منصب تحلم به، ولا تفكر في فرنسا شارل ديغول، أو في فرنسا ميتران. ثم ابتعد عنها، وذهب بعيدا عنها، منتظرا ان يهزمها الشعب الفرنسي.
الأعجوبة الأميركية
كانت ماري لوبن تراهن على أحلام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي بادر قبل مدة الى التعاطف مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، في خضم حملة جرّدت ضده، تزعم ان الرئيس ترامب ساير صديقه الروسي فلاديمير بوتين، ومفادها ان الديبلوماسية الروسية تعاطفت مع أنصار الرئيس الأميركي الجديد، وان الأمر يسبّب له احراجا داخل الادارة الأميركية وبين الأميركيين أنفسهم، خصوصا في صفوف الحزب الجمهوري، بعد مواجهته لسلفه الرئيس الأسمر أوباما ونقضه لمشروعه الصحي. طبعا، ان الرئيس الجمهوري الجديد يكاد يضيق ذرعا بحملة الكراهية الجمهورية ضده، وضد عائلته ومستشاريه وبعضهم بدأ يتنصّل من المناصب التي أسندها ترامب اليهم، لكنه أخذ يشعر بأن الأميركيين، أخذوا يتراجعون عن تأييده، ويوجهون اليه انتقادات حادّة لم يكن يتوقعها.
إلاّ أن مفاجأتين حصلتا في يوم واحد، وفي الأسبوع الأخير من الولاية المتعثرة، في الولايات المتحدة، وفي مطلع الأسبوع الحالي في بيروت، حيث واجهت الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري، جلستين نيابيتين للمساءلة والمحاسبة في البرلمان اللبناني.
كان اللبنانيون قد ناموا على جلسة نيابية عاصفة ليل الخميس – الجمعة، على ان تستأنف بعد ظهر الجمعة، واستيقظوا على ضربة عسكرية أميركية غير منتظرة، في منطقة حمص، ضد القوى العسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد.
وهكذا جرّدت القوى المعارضة للرئيس بشار الأسد حملة شرسة ضد النظام السوري، وجرّدت القوى المناهضة للحكومة الجديدة، حملة عنيفة على حكومة الرئيس سعد الحريري.
طبعا، دارت حملة جديدة لصالح ترامب في العالم، ولا سيما ضد مواقفه السابقة لصالح الرئيس السوري، وانضمت دول عربية هامة الى المؤيدين للضربة الأميركية للنظام الجمهوري وفي مقدمتها الكويت، والامارات العربية المتحدة، كما ساندت الحملة الأميركية دول عربية أخرى في طليعتها قطر والبحرين اضافة الى دول في الخليج العربي، لم تكن سابقا متعاطفة مع الحكم الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية.
والسؤال الذي قفز الى الأذهان، هل استعاد ترامب ما خسره بعد فوزه في الرئاسة على السيدة هيلاري كلينتون، وهل استعاد الجمهوريون ما تكبّدوه من تأييد في الداخل والخارج، لأن الجمهورية الجديدة، بحاجة الى جمهور في صفوف الأميركيين على الأقل.
أما السؤال الثاني، فقد تمثل في ما اذا كانت الضربة الأميركية لنظام الأسد، هي بداية معركة غير متوقعة بين نظام ترامب، ونظام الرئيس الروسي بوتين وحليفته دولة الصين…
على الصعيد اللبناني، ظهرت تطورات داخلية وخارجية في بيروت وبين دمشق وواشنطن تروي قصة الانقلاب في رحاب البرلمان لبنانيا، وفي خضم الصراع المستمر في واشنطن، وحقائق الانتفاضة القائمة ضد حكم الرئيس الأميركي الجديد السيد ترامب من أنصاره عليه ومنه على نفسه. فلا اللبنانيون راضون على تفاهم قائم بين الرئيسين عون وسعد، ولا على التعارض بين المعارضة الخماسية ورئيسي الجمهورية والحكومة اللبنانية.
كان الرئيس السابق أمين الجميّل غير مرتاح الى مواقف العماد عون، عندما كان قائدا للجيش في عهده، كما ان الرئيس ميشال سليمان لم يرتح يوما الى مواقف العماد عون، ولكن السؤال الأهم الآن: لماذا هذا الغضب السياسي عند الرؤساء السنيورة وميقاتي وتمام سلام على التفاهم الجديد بين عون والحريري.
صحيح، ان السنيورة فقد الأمل في خلافة سعد الحريري في الحكم لا في المعارضة، وصحيح ان ميقاتي ينتظر المستقبل ليحدد وجهات تحالفاته الطرابلسية بين زعماء تيار المستقبل، خصوصا بين سعد الحريري وأشرف ريفي، لكن الصحيح أيضا ان الغموض يكتنف التوجهات السياسية عند زعماء المستقبل، لأن لكل من الرؤساء الثلاثة: السنيورة، ميقاتي وسلام، خصوصياته البيروتية والطرابلسية.
هذا، من دون تجاهل الجفاء المحدود بين حليفي الأمس الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي والوزير محمد كباره الذي يكرّس سياسيا تحالفه مع الحريري خصوصا بعدما اختاره هذا الأخير وزيرا للعمل في حكومته الأخيرة.
والمشكلة الآن الانتخابات النيابية المقبلة لن تكون نسخة عن الانتخابات البلدية التي جاءت لصالح الوزير ريفي.
أما على الصعيد اللبناني، فقد تبين ان الرئيس نبيه بري، قد ناقش الحكومة على مدى ٤٨ ساعة، مناقشة حيادية استطاعت خلالها المعارضة برئاسة حزب الكتائب والنائب الشيخ بطرس حرب، اجتذاب القوى المناهضة للحكومة الى صفوفها، إلاّ أن ونهاية المناقشة صبّت مفاتيح المواجهة لصالح النظام اللبناني، وكانت الردود الأخيرة للرئيس سعد الحريري، على خطابات السادة النواب لصالح الحياة الديمقراطية في البلاد.
ومن باريس حيث لبّى الرئيس سعد الحريري دعوة الرئيس الفرنسي هولاند، الى برلين للقيام بزيارة المستشارة الألمانية السيدة ميركل الى بلجيكا للمشاركة في المؤتمر الدولي للنازحين الذي انعقد في بروكسل، استطاع سعد الحريري ان يعود الى بيروت ويؤكد في جلسة مساء الجمعة الماضي، استعداده لمعالجة معظم ملاحظات زعماء المعارضة اللبنانية لأن المهم هو لبنان لا المعارضات في لبنان.
وأكدت الوزيرة عز الدين ان هذا الموضوع بحاجة الى وقت، لكن السياسة العامة التي وضعتها الوزارة، تلحظ هذا الأمر، وهناك اعادة تأهيل لكثير من الموظفين.
وتابعت بأن الوقت لا يزال باكرا لذلك، لكن المشاركة في وضع التفاصيل التي تخص هذا الموضوع، مسهّلة، الأمر الذي ينقلنا الى مصاف الدول الحديثة، ويسهّل مؤشراتنا الاقتصادية.
وفي رأي وزير بارز ان الحكومة مصممة على تفعيل حاجات معظم الوزارات، لأن المهم في هذه الحقبة، جعل المرافق الوزارية تعمل بطرق متوازية، لئلا يصاب كل مرفق وزاري بصدمات ليست في صالح الكفايات المؤهلة على كل الصعد، بغية تطوير الأساليب، وعدم التقدم في مجال، والتخلف في مجالات أخرى.
ويقول وزير بارز ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان مسرورا جدا بما تبلّغه من السيدة عناية عز الدين بأن الحكومة الالكترونية أو الحكومة الرقمية أصبحت على طريق الانجاز.
وأكدت وزيرة التنمية الادارية لرئيس الجمهورية ان النصف الأول من شهر أيار المقبل سيشهد وضع مسودة الاستراتيجية الوطنية لموضوع الحكومة المذكورة.
وشدّد الرئيس عون على أهمية هذا الانجاز الذي يندرج في اطار الاصلاحات التي وعد اللبنانيين بها في خطاب القسم لضمان حاجات الشعب والناس.
وفات الوزيرة عز الدين ان موضوع الحكومة الرقمية أو الالكترونية ليست فقط مسألة مكننة، لكنه يتعلق بجوانب عديدة، قانونية وتشريعية واجتماعية.