IMLebanon

الجهود الداخلية لتحقيق اختراق بالملف الرئاسي تصطدم برفض طهران الإفراج عنه

الجهود الداخلية لتحقيق اختراق بالملف الرئاسي تصطدم برفض طهران الإفراج عنه

إستمرار ربط الأزمة اللبنانية بمصير المقايضات الإقليمية يُطيل أمد الفراغ الرئاسي

مصير حل الأزمة اللبنانية عموماً ومشكلة الإنتخابات الرئاسية أصبح مرتبطاً بمسار الحرب الدائرة بسوريا وبما يمكن أن يحققه النظام الإيراني من مكاسب من الغرب

يبدو أن حركة الاتصالات واللقاءات الليلية المعلنة والبعيدة عن الإعلام وخصوصاً التي قام بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في أكثر من اتجاه وتحديداً نحو زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري لم تفضِ إلى تحقيق أي اختراق ولو بالحدّ الأدنى في مسألة إنهاء مأزق الانتخابات الرئاسية وذلك بسبب استمرار كل طرف التمسّك بتأييد مرشحه للرئاسة، جعجع مؤيداً لميشال عون والحريري مستمر بدعمه ترشيح النائب سليمان فرنجية وعدم التوصّل إلى صيغة مبتكرة بين الطرفين يمكن من خلالها تحقيق مقاربة جديدة قد تؤدي إلى حلحلة قريبة لهذه المشكلة التي باتت شبه مستعصية حتى الآن، وباتت تنذر بتفريخ مشكلات جديدة بدأت معالمها وتداعياتها ترهق مرتكزات الدولة ومؤسساتها وإداراتها الرسمية على كل المستويات، وتنعكس سلباً على مصالح المواطنين في كل المناطق من دون استثناء.

ولعلّ ما تردّد عن تقارب في الرؤى حول مسألة الانتخابات الرئاسية من بعض النواحي والتأكيد على ضرورة نزول المرشحين المطروحين للرئاسة إلى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، لا تؤشر إلى إمكانية التقدّم ولو خطوة واحدة إلى الأمام في هذا الملف المعقّد أساساً، كون أيّاً من الطرفين، الحريري من جهة وجعجع من جهة ثانية لم يستطيعا إقناع مرشحيهما عون وفرنجية من النزول إلى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لأن الأول ليس ضامناً فوزه فيها والثاني لا يستطيع المجازفة بالحضور والمشاركة بجلسة الانتخابات ما دام «حزب الله» يرفض ذلك ولم يعطِ الضوء الأخضر لحلفائه لحضور جلسات انتخاب الرئيس التي بات عددها مدعاة تندّر الرأي العام لكثرتها من دون طائل حتى اليوم، ولأن هذا الملف المهمّ والمؤثّر في مسيرة الدولة اللبنانية أصبح في عهده النظام الإيراني الذي يبذل ما في وسعه لتوظيف الإفراج عنه مقابل مكاسب إقليمية على حساب مصالح لبنان وسوريا وغيرها من الدول التي يتدخّل فيها بالمال والسلاح ويشارك بالحروب الأهلية فيها.

وانطلاقاً من هذا الواقع الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم لا سيّما بعد تزايد الأخبار والتسريبات التي ترددت عن سعي إيراني حثيث لدى الدول العظمى لمقايضتها بمسألة الانتخابات الرئاسية بلبنان مقابل إعادة تعويم نظام الديكتاتور بشار الأسد ومنع إسقاطه، تزداد التأكيدات بأن مصير حل الأزمة اللبنانية عموماً ومشكلة الانتخابات الرئاسية أصبح مرتبطاً بمسار الحرب الدائرة في سوريا بكل تعقيداتها وتداعياتها السلبية من جهة وبما يمكن أن يحققه النظام الإيراني من مكاسب من الغرب عموماً جرّاء فك أسر انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية. وفي كلتا الحالتين، تبدو الأطراف اللبنانية وتحديداً «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» غير قادرة على كسر حلقة الجمود التي يتخبّط فيها ملف الانتخابات الرئاسية، ما دام كل طرف منهما يتمسك بدعم مرشحه للرئاسة ولا يملك التخلي عنه حالياً بالرغم من مرور قرابة الستة أشهر على دعم هذا الترشيح من دون تحقيق اي مكسب لأي منهما باستثناء استغلال هذا الواقع من قبل خصومهما وتحديداً النظام الايراني من خلال «حزب الله» للإمعان بتعطيل هذا الاستحقاق والاستمرار في محاولات توظيفه بما يطرح من صفقات ومقايضات لإنهاء الحرب السورية التي تؤجج نيرانها طهران بكل إمكاناتها المالية والعسكرية.

إزاء هذا الواقع المعقد، تبدو كل الاتصالات واللقاءات الداخلية مقيدة، في حال لم يتم التوصّل إلى حلحلة ما على صعيد الحرب الدائرة بسوريا بما ينعكس إيجاباً على الأزمة السياسية القائمة بلبنان ومن ضمنها حل مشكلة رئاسة الجمهورية، ولا تظهر مثل هذه الفرصة مؤاتية حتى الآن، وقد يطول الوقت أكثر مما هو منتظر