IMLebanon

التضامن الداخلي يُبعد الحقيقة المؤلمة

التمديد أصبح وراءنا فماذا أمامنا؟

لكلٍّ من الافرقاء السياسيين خارطة الطريق السياسية التي سيتبعها إعتبارًا من اليوم:

تكتل التغيير والإصلاح يُعدُّ العدة لتقديم الطعن، وربما تكون الخطوة غدًا بعد اجتماع التكتل، وهذه الخطوة مشابهة لتلك التي اقدم عليها في التمديد الأول لكنه لم يصل بها إلى أي نتيجة، فنوابه استمروا يمارسون مهامهم ولم يستقيلوا، والتكتل شارك في الحكومة التي نالت الثقة من المجلس الممدد له.

إن هذه المعطيات يجدر التذكير بها للقول ان مسألة تقديم الطعن ليست سوى تسجيل موقف معنوي لبث المعنويات لدى الناخبين أكثر منه المراهنة على المجلس الدستوري لأسقاط التمديد، فالعبرة في الطعن هي ان يُقدِّم نواب تكتل التغيير والإصلاح إستقالاتهم، فهل يُقدِمون على هذه الخطوة لتجري انتخابات فرعية، خصوصًا ان هذه الإنتخابات الفرعية ستجري حُكمًا لملء المقعد الذي شغر بوفاة نائب جزين ميشال الحلو.

في مقابل هذه الحركة لتكتل التغيير والإصلاح، ماذا سيفعل الفريق الذي ايَّد التمديد؟

قد تكون هناك مبادرة على خطَّيْن: الخط الاول لقاءات تشاورية لإحياء السعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، أما الخط الثاني فإحياء السعي لوضعِ قانون جديد للإنتخابات النيابية.

الخطَّان بعيدا المنال، فالأجواء السياسية، في ظل الإحتقان القائم، لا تؤشِّر إلى أي تقدم لا في ملف الانتخابات النيابية ولا في ملف الإنتخابات الرئاسية، ولو لم يكن الامر كذلك لَما بقينا في الشغور الرئاسي منذ أيار الماضي ولَما جرى التمديد الثاني.

في اختصار، الوضع مقفل، ومكابرٌ مَن يعتقد بغير ذلك. ففي مقابل التمديد لمجلس النواب، هناك تمديدٌ غير منظور للازمة في لبنان، ولا سيما منها أزمة عدم الاستقرار، مَن ينظر إلى الخارطة اللبنانية يجد ان عدم الارتياح ما زال قائمًا، صحيح ان طرابلس استقرت، لكنه استقرارٌ بحاجةٍ دائمة إلى عنايةٍ ورعاية ليبقى صامدًا وثابتًا، وما يُقال عن طرابلس يمكن قوله عن عرسال التي تشهد هدنة لا استقرارا ثابتاً، وهو الامر عينه الذي ينطبق على صيدا، لكن أخطر ما يواجه الوضع الامني هو ما حصل الاسبوع الماضي عند السلسلة الشرقية وصولاً إلى شبعا، وهذا ما تم التحذير منه، لكن هذا التحذير ذهب أَدراج الرياح، فالأحداث التي شهدتها تلك المنطقة تُنذِر بتطورات دراماتيكية تستهدف هذه المرة أبناء الطائفة الدرزية التي سقط منها في معركةٍ واحدة ما يزيد عن العشرين ، فهل تكون شبعا وحاصبيا ومناطق جبل الشيخ التحدي الامني الرابع بعد عرسال وطرابلس وصيدا؟ وفي ظل هذه الأجواء كيف تمكن المراهنة على استقرار سياسي يمكن في ظله إجراء الانتخابات؟

إن الجهد الوحيد الذي يجب ان ينصب هو التركيز على صمود الشعب في ظل هذا الوضع المزري والمتدهوِر، هل تناسى الذين يُمضون أيامهم في السياسة التي لا طائل منها، ان اللبنانيين لم يعودوا يهتمون بالسياسة بل بقوتهم اليومي؟ فماذا فعل هؤلاء السياسيون لتحقيق هذا الهدف المتواضِع؟

بعد التمديد ماذا تُقدِّم أو تؤخر هذه المعادلة في إنعاش البلد؟ أكثر من شهر بقليل يفصلنا عن أعياد نهاية السنة، ففي أي وضع يستعد البلد لملاقاة الأعياد؟ ألا يجدر بالسياسيين أن يتحدوا لاخراج البلد من الحقيقة المؤلمة، ولو ان الضوء الرئاسي من الخارج، الاتحاد فيما بينهم يعطي قوة دفع، فشعب لبنان الخيّر يستحقها.