صورة غبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي وهو يغسل رِجل أحد المساجين في سجن رومية، ولم يكتفِ بغسلها بل هم بتقبيلها، تركت أثراً عميقاً في النفوس جراء هذا التواضع لا بل القمة في التواضع وهو تقليد مسيحي موروث عن السيّد المسيح الذي كان يغسل أرجل تلاميذه الـ 12، وفي يوم «الجمعة العظيمة» كان يقول لتلاميذه «أحبوا بعضكم البعض»، وكان يقول أيضاً «كبير القوم خادمهم».
هذا تقليد في الدين المسيحي لا يسعنا إلاّ أن نقدّره ونحترمه، ولكن ما أثارنا أيضاً كان في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرسمية الى لبنان وهو لم يكتفِ بزيارة المسؤولين بل قام بزيارة الى مخيّم اللاجئين السوريين والفلسطينيين في هذا الوقت بالذات… هكذا يتصرّف الكبار… أما الكبار عندنا، أي بعض الزعماء، لو قارنّا تصرفاتهم وتكبّرهم ونهمهم للمال والسلطة، لو أجرينا مقارنة بين تصرّف غبطة البطريرك والامين العام للأمم المتحدة وبين تصرفات بعض الزعماء ماذا نستطيع أن نقول؟!.