Site icon IMLebanon

داخلياً وخارجياً الجنرال بات المرشح الحصري

يحرز الحراك المحيط بالملف الرئاسي تقدماً عملياً نتيجة تفهم عدّة قوى سياسية بأن انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بات امراً ضرورياً على ما يقول محيطون  به، اذ بات كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط متجاوبين لناحية تولي عون رئاسة البلاد ويبقى ان يتخذ رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري القرار النهائي ويؤيد انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

وفي معطيات المحيطين بعون أن المجتمع الدولي وحتى عدد من الدول العربية، اصبحوا متفهمين أن عون بات المرشح الحصري وانتخابه ينهي الواقع المتردي الذي تعيشه البلاد وينقلها الى مرحلة تشهد انتعاشاً اقتصادياً ومتانة أمنية سياسية في مواجهة اخطار محدقة بلبنان وشعبه.

ولذلك يبقى على الحريري ان يحسم قراره حسب المحيطين به بأن يقتنع بضرورة انتخاب عون وكذلك التوضيح  للسعوديين بأن هذا الخيار هو الخطوة السليمة، ليس فقط لان جلوس رئيس تكتل التغيير والاصلاح على كرسي بعبدا يعيد الحريري الى رئاسة الحكومة بل لأن الانهيار الذي يشهده البلد بات يلقي مسؤوليته على كل من يعيق انهاء الفراغ الرئاسي وعدم ا نتخاب عون رئيساً.

وحيال قلق تيار المستقبل من انقلاب عون على الطائف في حال انتخابه رئيساً نتيجة خلافات مرتقبة على تعيينات او غيرها من النقاط الدستورية التي كان طرحها، وبعضها مطالبته بصلاحيات الرئيس على ما كانت قبل إتفاق الطائف، يجيب المحيطون بعون انه من الطبيعي ان يتمسك ميشال عون بتعيين كل الموظفين المسيحيين  في الدولة  ودون شراكة من القوى المذهبية الاخرى على غرار ما يطبق هؤلاء في التعيينات ذات اللون الاسلامي فمن الطبيعي ان يختار عون قائد الجيش لولايته الرئاسية، ومن الطبيعي ان يعمل من موقعه السياسي الشعبي لان يكون صاحب القرار الاول في هذا الحقل سواء كانت التعيينات ادارية امنية او عسكرية… وغير ذلك فألف سلام على الطائف.عدا انه لن يقبل ان يكون قادرًا للابتلاع  والتهميش.

ويتابع المحيطون بأن عددا من نقاط الطائف لم تتطبق، وتتوزع بين قانون الانتخاب واللامركزية، بحيث تم تعطيلها في زمن الوصاية السورية بالتفاهم بين سائر القوى على حساب المسيحيين، ولكن بعد اليوم لم يعد مقبولا ان يكون نحو 25 نائباً مسيحياً رهائن عند الطوائف الاخرى. اذ اما ان يصادر القرار المسيحي واما السكوت عن قضم الحقوق، ولذلك يأتي قرار عون بعدم الصمت عن هذا الاجحاف ولذلك ان انتخابه رئيسا يترجم الشراكة الفعلية لاتفاق الطائف.

ويكشف المحيطون أن عون حريص على التطبيق الصحيح لاتفاق الطائف والشراكة الوطنية مع الطائفة السنية ويردد انه لو كان بالامكان انتخابه من قبل كافة المكونات ما عدا الطائفة السنية فهو لن يقبل،بما يعكس قناعته بضرورة ترجمة كيفية قيادة  البلد وليس الوصول الى السلطة، كما ان انتظام العمل السياسي والمؤسساتي يكون في كل الاتجاهات، اذ لا يمكن ان يؤخذ على النائب ممارسة حقه من خلال مقاطعته الجلسات تخوفا من تهريبة رئاسية، ولا يؤخذ على رئيس الحكومة الحصول على مهلة مفتوحة لتشكيل الحكومة تتجاوز الأشهر الستة، دون ان يكون للامر ضوابط، اذ على المستقبل ان يكون شريكا إيجابيا في تسيير عجلة الدولة استنادا لجوهر اتفاق الطائف والتمسك بالشراكة الحقيقية.

وعن عدم دخول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على خط حسم الترشيحات بين حليفيه ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، خاصة ان الحريري كان تمنى على نصرالله اتخاذ هذه الخطوة، يقول المحيطون بأن الموضوع له ثلاثة ابعاد:

اولا: على الحريري ان يتخذ موقفاً في هذا الشأن اذا ما كان يريد رئيسا للبلاد وعندها  يحشر حزب الله.

ثانيا: ان رئيس تيار المردة ابلغ الحريري عن رغبته بالانسحاب من السباق الرئاسي اذا ما كان الحريري راغبا في انتخاب عون، اي انه سهل له الامر.

ثالثا: ليس فقط ان بقاء  عون وفرنجية مرشحين يؤدي عمليا الى استنزاف رصيد الحريري وطاقته السياسية انما ايضا لا يريد حزب الله ان يحصل خلاف مع حليف له  قد يكون  له  يوما دور رئاسي.

ولذلك على الحريري ان يحسم امره ويقرر ما اذا كان يريد عون لاستيعاب  الواقع اللبناني المتردي ومعالجته، اذا ما كان قلقا من مؤتمر تأسيسي ونسف الطائف، ويتوقف المحيطون امام حراك رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مقدرين له مصداقيته ودوره في هذا الحقل، بحيث من الممكن ان يكون هو عراب هذه التسوية الرئاسية اذا ما حصلت، مشيرين الى ان جعجع اكد في لقائه مع الحريري التزامه بثوابت 14 آذار ويؤكد عليها يوميا في مواقفه، لكن هذه المرحلة تتطلب انتخاب عون رئيسا وبعدها تكمل هذه القوى مسارها السياسي موحدة، وهو ما لم يؤيده الحريري الذي عبر له عن حواجز واعتراضات لو اراد الاخير فمن الممكن تجاوزها.

في المقابل يعتبر مطلعون على موقف الحريري أن حزب الله ليس جديا في انتخاب عون ولذلك يفضل الفراغ للوصول الى مؤتمر تأسيسي وانه وضع الطابة في ملعب رئيس المستقبل لناحية تبنيه عون قد ترتد سلبا على قواعده وتزيد الهوة بينهما، لان حزب الله قادر ان يجد مخرجاً بعد التراجع عن دعم فرنجية وتأييد الحريري لعون وربط ترشيح الاخير بشروط لا يستطيع ان يتقبلها الحريري كقانون انتخاب وغيرها من المطالب التي ستشكل فخاً. عدا ان كل الطائفة السنية لا تتقبل تأييد رئيس المستقبل لرئيس تكتل التغيير والإصلاح لدخول قصر بعبدا، ثم ان وفد الحريري المنتدب لحوار عين التينة تأكد ان حزب الله لم يتجاوب مع الطلب بضرورة حسم الامر بين عون وفرنجية وذلك لكونه يفضل الفراغ لاهداف معروفة.

واكد المطلعون على موقف الحريري ان وصول عون سيفتح باباً للتعديلات بما يتيح الفرصة لحزب الله بالنفاذ من هذه الثغرة لطرح المؤتمر التأسيسي وتحقيق المثالثة.

واضاف المطلعون أن خطوة جعجع تندرج في عدم قدرته على التراجع نتيجة ترشيحه عون الى رئاسة الجمهورية واستحالة وصوله نتيجة جملة اسباب ولذلك يعمد قائد القوات الى فتح ثغرة في حائط الفراغ.