نقل سفير دولة كبرى الى مسؤول بارز ان الوضع في لبنان قابل للخروج عن السيطرة وبالتالي لهز الاستقرار السياسي وربما الأمني الذي كانت تؤمنه “المجموعة الدولية لدعم لبنان” منذ اندلاع الازمة السورية. واحتمال وقف هذا الخروج وإعادة السيطرة التي كانت مؤمنة وسائدة يبدو صعباً وغير متوافر نظرا الى تداخل عوامل دولية واقليمية في الوضع اللبناني بفعل ارتباطات فاعليات سياسية لبنانية بدول متصارعة دوليا واقليميا وأبرز تجلياته التصعيد الروسي ضد الموقف الاميركي والمتمثل بموقف الرئيس باراك اوباما في مطالبته نظيره الروسي فلاديمير بوتين بابعاد الرئيس السوري بشار الاسد عن اي حل سياسي للازمة.
وذكرتقرير ديبلوماسي ورد الى بيروت ان الخلاف بين اوباما وبوتين بلغ نقطة صدامية، بعد فشل وزير الخارجية سيرغي لافروف في اقناع واشنطن والرياض ببقاء الاسد في سدة الرئاسة كضمان شرعي لمحاربة التنظيمات الارهابية وفي مقدمها “داعش”. واتى الرد من وزيري الخارجية الاميركي والسعودي جون كيري وعادل الجبير ان التفاهم كامل مع لافروف على ان الدول الثلاث مع محاربة الارهاب والتنسيق الكامل لتحقيق ذلك، الا ان المشكلة المتبقية متمحورة على مصير الاسد. والخلاف لم يعد سرا بل خرج الى العلن باقسى العبارات التي استخدمها اوباما ضد ما سماه “الاستراتيجية الروسية السيئة” في التعاطي ونظام الاسد. وقد سبقه الجبير الى التشدد في وجوب ابعاد الاسد عن اي حل.
ونقل السفير عن وزير خارجية بلاده انه في ظل هذا التشنج بين العملاقين هناك ضغط مستمرمن لاعب اقليمي له نفوذه في المعادلة السياسية اللبنانية، لمنع انتخاب رئيس للجمهورية، وما لذلك من انعكاس سلبي على المؤسسات الرسمية. ويمكن اعتباران هذا الضغط يلتقي مع التصعيد الروسي ويجعل انتخاب رئيس للجمهورية محتاجاً الى معجزة، لذا سارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى اعلان موقف فاجأ المسؤولين اللبنانيين بل الغربيين والعرب ايضاً بانه سيزور لبنان بعد الانتهاء من مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، أي حوالى اوائل الاسبوع الاول من تشرين الاول واعطى تعليمات الى وزير خارجيته لوران فابيوس بالاتصال بنظرائه الاميركي والروسي والبريطاني والصيني والألماني والايطالي ليشتركوا شخصيا في اجتماعات “اللجنة الدولية لدعم لبنان “(ICSL).
وذكر تقرير ديبلوماسي اوروبي ورد الى بيروت ان القتل الجماعي لصحة المواطن بوتيرة بطيئة كان وراء الحراك الشعبي، ولم يخف السفير خشيته ان يؤدي عجز الحكومة الى صدامات ربما مع القوى الامنية، واضاف ان ما يدعو بلاده الى التوجس هو احتمال استغلال احدى الجهات الإقليمية ما يحصل لتسليح بعض المحتجين “وهذا ما لا نريده، ولكن على الحكومة ان تغادر عجزها عن معالجة الازمة المتعلقة بالصحة العامة للبناني وأزمات معيشية اخرى سيتناولها الحراك الشعبي من دون تردد”. ولم يخف في ختام حديثه ان الحراك السلمي الشعبي، نزع هيبة معظم القوى السياسية المتمثّلة بحكومة الرئيس تمام سلام وكشف انها عاجزة عن التوصل الى حل لهذه الازمة، وارتفاع أصوات المحتجين في الساحات على ذلك العجز والمناداة بمحاسبتهم أديا الى تأييد اميركي وأوروبي للحراك الشعبي.