Site icon IMLebanon

التسوية الدولية والإقليمية مدخل لانتخاب الرئيس

لم يفاجأ سفير دولة وازنة معتمد لدى لبنان بأن ترفض ايران طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يدعو الى ان تساعد طهران عبر “اصدقائها”في لبنان تسهيل انتخاب رئيس جديد، وهو ما نقله الاسبوع الماضي وزير الخارجية لوران فابيوس الى المسؤولين الإيرانيين في طهران.

وعزا السبب الى ان أي تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا حول القضايا المطروحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن لم تحصل بعد للتفاهم على دور ايران فيها. كما ان هذه التسوية ما زالت غير واردة، وليس هناك اي توقع زمني لها نظرا الى الاقتتال المستمر وعدم نجاح اي فريق على آخر كما هي الحال في سوريا. فأميركا تجاهر بأنها تسلّح جماعات جنّدتها لقتال النظام ومقاتلي التنظيمات التكفيرية، من “داعش” الى “جبهة النصرة” الى سواها، والنتائج حتى الآن عجز الجماعة التي تسلحها اميركا عن التصدي لأكثر من عدو لها في ميادين الاقتتال في سوريا. والوضع عينه ينطبق على ما يجري في العراق وفي اليمن، وقوات التحالف الجوي التي تضم دولا غربية وعربية من بينها الولايات المتحدة تقصف في العراق وأحيانا في سوريا تجمعات لـ”داعش” و”النصرة”. وفي اليمن، يقصف التحالف الجوي العربي مواقع الحوثيين. وكان المرشد الاعلى علي خامنئي وهو ضد تلك الجبهات، ابلغ هولاند ان لا بحث بأي ملف سياسي في سوريا والعراق واليمن ولبنان لبلاده علاقة به، ما دام ان لا تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا، وان السعودية تقود تحالفا عربيا لقصف جوي في اليمن. واكد ان هولاند يعلم ذلك قبل التفاهمات على برنامج النووي الايراني، وهو مدرك ايضا انه قبل توقيع تلك التفاهمات واقرارها في المجلس ‘تبقي ايران على حذرها وهي التي فصلت المحادثات عن الملفات السياسية الاخرى في المنطقة.

وأشار الى ان ذلك يعني ان انتخاب رئيس للجمهورية دخل دائرة التدويل، وليس فقط مرتبطاً بالقوتين الإقليميتين ونفوذها في لبنان وهما السعودية وايران.

وأعرب عن أسفه لأن التقارب بين “التيار الوطني الحر” من جهة، وحزب “القوات اللبنانية” من جهة اخرى، لم يؤد الى التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية، بل أوقف الانتقادات والهجمات الاعلامية بين الطرفين، وان زعيمي التيار والحزب كلاهما مرشح للرئاسة وان سمير جعجع رفض طلب عون الانسحاب له، لكنه يقبل بالافساح في المجال امام مرشح تسوية شرط ان يتطابق مع مواصفات يراها هو ضرورية. ولفت السفير الى ان الاكتفاء فقط باستعمال ما سماه “النيات الحسنة” بين “التيار” من جهة و”القوات” من جهة اخرى لم يخدم الاستحقاق الرئاسي، بل أبقى على حالة التعطيل وعدم الافساح في المجال امام مرشح تسوية بالتفاهم معهما.

ورأى ان الهجوم الذي شنه عون من جبيل في مناسبة لتياره على “تيار المستقبل”من دون ان يسميه، تدل على ان المستهدف هو الذي حنث بالوعود التي كان قطعها للجنرال حول ملف التعيينات الامنية وقضايا اخرى والمقصود الرئيس سعد الحريري، وان عون استعمل في هجومه كلمات لا تبشر باحتمال استئناف الحوار، وهو ما فسّره السفير بأنه حقد دفين من عون على السياسة الحريرية.