IMLebanon

الإهتمام الدولي بلبنان أساسي باعتباره نقطة محورية وزيارة بومبيو الأسبوع المقبل تأكيد على دوره في المنطقة

 

يشكل لبنان بعد تأليف الحكومة محور حركة دبلوماسية عربية ودولية لافتة في توقيتها ومضمونها، تؤكد على دوره الثابت في المنطقة كنقطة استقطاب أساسية، حيث من المتوقع أن تكون بيروت الأسبوع المقبل على موعد مع زيارة وزير الخارجية الأميركية مايكل بومبيو في إطار جولته في المنطقة، وهي تأتي في ظل التطورات الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وقبل موعد زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا، والتي ستركز على موضوع عودة النازحين، وما يمكن أن تقوم به موسكو على هذا الصعيد، في إطار المبادرة الروسية، بالتوازي مع زيارة محتملة لرئيس الحكومة سعد الحريري تصب في هذا الإطار .

وأشارت في هذا الإطار، أوساط بارزة في «القوات اللبنانية» لـ«اللواء» ، إلى أن الزيارات الأميركية والدولية للبنان، رسالة هامة بأنه يحظى بدعم خارجي كبير وبمظلة دولية في هذه المرحلة، حيث أن العديد من الدول قد دخلت في مواجهات ضمن محاور معينة، لكن كل المحاور وعلى تناقضاتها متفقة على تحييد لبنان، مشددة على أن لبنان لديه فرصة ثمينة من أجل الاستفادة من الدعم الدولي المزدوج، لاستقراره وما يعنيه من تشدد في سياسة النأي بالنفس، إلى جانب الإسراع في تطبيق بنود سيدر الإصلاحية لمكافحة الفساد وبناء الدولة. ولذلك عليه أن يستفيد من هذه الفرصة الثمينة التي يتقاطع فيه المجتمعان العربي والدولي على دعم استقراره واقتصاده، ومؤكدة على أن الحركة الدولية باتجاه لبنان تصب في مصلحة البلد، وهي تشكل رسالة لكل من يفكر باستخدام لبنان لأغراض لا تتوافق مع مصالحه السياسية والاقتصادية والأمنية.

ولفتت إلى أن تركيز الإدارة الأميركية، كما قال السفير دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركية، عن الخيارات الوطنية، مؤداه ألا يذهب لبنان في محاور خارجية تنعكس على استقراره وأوضاعه الداخلية، لناحية الالتزام بسياسة النأي بالنفس وأن يكتفي بالأجندة اللبنانية، سياسياً واقتصادياً، معتبرة أن زيارة وزير الخارجية الأميركية مايكل بومبيو لبيروت الأسبوع المقبل، تشكل محطة أساسية من محطات الدعم الأميركي والدولي للبنان، وتندرج في سياق التأكيد على محورية دور لبنان الذي يدخل من ضمن الاهتمام الغربي والأميركي تحديداً، بعدما أصبح شريكاً على مستوى المنطقة، باعتبار أنه يحظى باهتمام استثنائي بالنسبة للمجتمع الدولي.

واعتبرت الأوساط في معرض تعليقها على زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا لبحث ملف النازحين، أن المدخل الأساسي لتحريك هذا الملف لا يكون إلا من خلال ضمانة دور دولي، وبالتأكيد فإن موسكو قادرة على لعب دور فاعل في هذا الاتجاه، وبالتالي فإن الزيارة يمكن أن تساعد على إيجاد مناخات ملائمة  لتسهيل عودة النازحين، خاصة وأن إمكانات لبنان لا تسمح بالاستجابة لمتطلبات النزوح.

وفي خضم الحملة على الفساد التي أعلنها «حزب الله»، ترى الأوساط أن الحزب يريد أن يقدم لجمهوره نهجاً جديداً، بعدما كان يركز على السلاح دون غيره. وقد بدا واضحاً أن هناك تحولاً لديه باتجاه أن تصبح الأولويات مختلفة عنده استجابة لبيئته، مشددة على أن مكافحة الفساد لا تكون بفتح ملفات على الطريقة الاستنسابية، بل من خلال مواكبة يومية، كونها نهجاً وإدارة وليس مجرد شعارات، لكن ما جرى في مجلس الوزراء من خلال الدرجات الست، لا يؤشر صراحة لنوايا جدية باتجاه الإصلاح ومكافحة الفساد، خاصة وأن الدولة لم تعد تتحمل المزيد من الأعباء، لأنها ستكون عرضة للإنهيار ولا بد من اتخاذ قرارات صعبة وجريئة لمصلحة البلد. ولذلك فإن القرار الذي اتخذه الحزب في الإطار لا يوحي بسعيه إلى الإصلاح، وإنما يؤكد استمراره في نفس السياسة الشعبوية، فيما المطلوب أن تلتزم جميع القوى التي تريد الذهاب إلى الإصلاح بمعايير واضحة، في التأكيد على الدولة أولاً والالتزام بالقوانين والدستور، وليس البحث عن ملفات قديمة .