Site icon IMLebanon

ما سمع الموفدون ودبلوماسية المكر الأميركية.. التلازم الرسمي والميداني يسرِّع إنهاء الحرب في غزة!

 

 

ما سمعه الموفدون الدوليون، إن على مستوى الموفد الأممي لاكروا أو وزير الخارجية الألمانية أو وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية المعارضة، فضلاً عن الأحاديث المطولة مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أن حزب الله لن يكون البادئ في فتح جبهة حرب ثانية على غرار ما هو حاصل في غزة، لكنه وإن أكد، حسب ما نقل، مضيَّه في حرب المساندة لغزة والمقاومة فيها، وإن طالت الحرب أو قصرت. أمَّا وقف النار على الجبهة الجنوبية، فهو أمر تلقائي ما إن يتوقف اطلاق النار من قبل اسرائيل ضد مدن القطاع ومخيماته فضلاً عن مدن ومخيمات الضفة الغربية.

المسألة الثانية أن الموفدين لم يسمعوا جهاراً موقفاً مختلفاً عن موقف حزب الله، الذي لم يكتمه يوماً منذ ان اندلعت حرب غزة في 7 ت1 (2023)، ودخل حزب الله، كجبهة مساندة لدعم مقاومة الغزيِّين، وتعزيز التضامن الميداني معهم.

 

هكذا بدا أن موقف المقاومة أسَّس لموقف حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وبدا أن الحكومة التي تنوب وكالة عن رئيس الجمهورية في إدارة البلد، ضمن صلاحيات، متنازع عليها، انحازت على نحو قاطع باتجاه الموقف، الذي يخدم، ربما التسريع بإنهاء حرب غزة، وسط حرص دولي وأممي على منع امتداد نار الحرب الحارقة والمدمرة في  غزة الى احياء الضاحية الجنوبية من بيروت.

من استنتاجات الموفدين أن السلطة الرسمية، سواءٌ على مستوى مجلس النواب، أو حكومة تصريف الأعمال، أو حتى المؤسسة العسكرية وسائر المؤسسات الأمنية، ليست في وارد إحداث شرخ داخلي، بمعزل عن تداعيات الحرب الدائرة.

 

ليس استثناء وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن لبنان من جولاته  في المنطقة، إذ سجلت الجولة الخامسة منذ اندلاع حرب غزة، بالتزامن مع ايفاد هوكشتين الى بيروت، بعد تل ابيب، مسألة خارج السياق المفهوم، ذلك لان الادارة الأميركية على علم بحقائق الاوضاع في لبنان، سواء المتعلقة بالسياسة الخارجية، أو الوضع الميداني في الجنوب، ومن زاوية أن دبلوماسية بلينكن تهدف الى الحد من النتائج الكارثية لمحاولات بناء تحالف اقليمي، بمواجهة ايران، وسوريا، والفصائل العسكرية في لبنان والعراق، فضلاً عن فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تدور كلها في الفلك المناوئ للولايات المتحدة والذي ازدادت وتيرته، ليس مع ضربات بالبحر الأحمر، وإنما لجهة الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي الأميركي لدولة العدوان (اسرائيل)، على حساب الوعود والالتزامات، والكلام عن سياسة أميركية متوازنة تأخذ، في نظر الاعتبار، المصالح المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

ومن أهداف تحرّك بلينكن، دفع ما يسميه «الشركاء في المنطقة» الى تبني سياسة أميركية في ما خصَّ استعادة الرهائن الأجانب والاسرائيليين المحتجزين عند «حماس» داخل أنفاق غزة وخارجها.

بدا الحراك الأميركي، عبر هوكشتاين، على المسار اللبناني للحرب، هو السبيل، لالتقاط عناصر الأزمة على هذا المسار، من زاوية العداء لحزب الله، والرهان على ترتيبات لبنانية تحت مسمى 1701، لا سيما البنود منه، التي تتحدث عن انتشار الجيش اللبناني، مع وحدات قوات الأمم المتحدة، لحفظ السلام، اليونيفيل، بعد انسحاب ما يسمى بلغة القرار المذكور المسلحين أو العناصر غير الشرعية، بالاشارة الى عناصر حزب الله، والعناصر المرتبطة به على نحو أو آخر..

من زاوية الشراكة بالحرب، سحبت الولايات المتحدة الأميركية المسار التفاوضي مع لبنان- حزب الله من على بساط البحث خاصة في ما يتعلق بالترسيم البري للحدود، وصولاً الى إنهاء النقاط 13 المتنازع عليها والنقطة «ON.B» في رأس الناقورة، مروراً بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والشطر الشرقي من قرية الغجر..

اقتنعت الادارة الأميركية بوجهة نظر «دولة العدوان» (اسرائيل)، واعتبرت ان اتساع رقعة الحرب، على نحو ما هو حاصل بغزة من شأنه أن يزيد الضغط على اسرائيل، ويشتت اسطولها العدواني، سواء في الجوّ، أو البحر أو البر، مع ضراوة معارك الالتحام في مخيمات غزة وشوارعها المدمرة وعلى انقاض منازلها المسوَّاة بالأرض.

لذا، تركزت جهود الدبلوماسية الأميركية على طلب التهدئة على جبهة لبنان، والحؤول دون انضمام الضفة الغربية، على نطاق واسع الى «طوفان الأقصى»، وإيهام العواصم والشخصيات التي التقاها بلينكن، في جولاته أن الوقت قد حان «لحلّ الدولتين»، وأن الطريق تمر عبر اعادة تعويم مسارين مترابطين، أحدهما على صلة لبناء تحالفات معروفة، والثاني باعتبار ان القلاقل الحاصلة في الشرق الاوسط، من طوفان الأقصى الى ما يجري على البحر الأحمر،وفي باب المندب، من اعتراض حوثي لحركة السفن التجارية العابرة من هناك الى عموم المنطقة، وأوروبا وحتى الشرق الأقصى..

ضمن هذه الأجواء المأزومة، بدت الحكومة اللبنانية متناغمة الى درجة واضحة مع المقاومة أو حزب الله.

وظهر ان الساحة اللبنانية قد لا تكون مقبلة على تطورات دراماتيكية، بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة من الحرب..

مائة يوم من المواجهة في غزة، في اطول حرب فلسطينية – اسرائيلية، أو اسرائيلية – عربية، برزت فيها حقائق صارخة إن على صعيد العجز الأميركي في ضمان التجارة الدولية في باب المندب، امتداداً الى مضيق هرمز، وإن على صعيد العجز الاسرائيلي عن التحكم بمسارات الحرب، والنتائج في ضوء بروز قوة فلسطينية، قادرة على ايلام العدو، وتدمير سمعته في الميدان، ووضعه في قفص الاتهام من عواصم العالم الى محكمة العدل الدولية، حيث تمثل اسرائيل كدولة مارقة..

ان الصمود الأسطوري خلال مائة يوم، يؤسس لصمود أطول على جبهات الحرب الآخذة بالاتساع، على الرغم من الدمار الرهيب، والشهداء والضحايا بالألوف، ويرسم مستقبلاً للفلسطينيين، يكتب الآن بدمائهم!