IMLebanon

الموفدون الدوليّون تفاجأوا بحجم الانقسامات السياسيّة

يبدو جليّاً أن الحكومة السلامية في وضع لا تُحسد عليه من التباينات والانقسامات، وذلك ينسحب على معظم الملفات وخصوصا ملف المخطوفين العسكريين الذي كان كالشعرة التي قصمت ظهر البعير وأظهرت حجم هذه الخلافات وسط بازار من المزايدات السياسية والشعبوية حول هذه المسألة الانسانية والتي باتت تشكّل خطراً داهماً على وحدة الصف الحكومي وأيضاً على المستوى السياسي العام وآخذة بالتفاعل على غير مستوى وصعيد. وعليه تقول مصادر عن رئيس الحكومة تمام سلام انه ومن خلال صبره وحكمته، يدوزن عملية التواصل بين سائر المكوّنات السياسية المنضوية في الحكومة واستطاع أن يحافظ عليها ويُبقيها حية تُرزق أمام هذا الكمّ الهائل من الخلافات والأزمات اذ كلّما داويت جرحاً سالت جراح، الاّ أن رئيس الحكومة صامد أمام هذه الموجات المتتالية، ويسعى الى بقاء التضامن الحكومي والعمل الوزاري مستمرَّين رغم كل الأزمات.

وفي هذا السياق، تقول اوساط ديبلوماسية ان جميع من زار لبنان مؤخراً من موفدين دوليين وأمميين، أفصحوا أمام بعض الأصدقاء عن مفاجآتهم للتعقيدات والخلافات والانقسامات العمودية بين اللبنانيين ولم يتوقّعوا أن يشاهدوا هذه الصورة غير المألوفة عن لبنان حتى في أيام الحروب التي مرت عليه بحيث كان للديبلوماسية في تلك الحقبة نكهتها وأيضاً كانت هنالك زعامات وقيادات يمكن التفاهم معها، أما اليوم فالأمور مغايرة، وتعزو المصادر هذا الى أن الحرب السورية كان لها التأثير المباشر والأكبر لما آلت اليه الأوضاع في لبنان، ورأيها ان هنالك استحالة لتسوية الأمور وإيجاد تسوية وإرساء حوار جامع بين سائر المكوّنات السياسية في هذه المرحلة على اعتبار أن الحرب في سوريا مستمرة وستستغرق وقتاً طويلاً. ويكشف أحد الموفدين أمام صديق لبناني أن جنيف 1 وجنيف 2 لن يُطبَّقا في المدى المنظور ولا حتى ايجاد طائف سوري باعتبار ما يجري هناك معقَّد وبحسب رأيها الأوضاع ذاهبة نحو المزيد من التدهور والتفتيت والانقسامات ولديها مخاوف من قضية النازحين السوريين المتواجدين في لبنان اذ من البداية كان هنالك «تخبيص» وسوء عناية لبنانية بهذا الملف واستوجب على المسؤولين اللبنانيين اعتماد التجربتين الأردنية والتركية، ما أدى الى ما وصلت اليه الأمور حيث الحدود سائبة والدول حائرة كيف تساعد النازحين المنتشرين على امتداد الأراضي اللبنانية، وهنالك رجال أعمال وأصحاب مصانع ومعامل ومهن حرّة جلّهم من السوريين يعملون في لبنان، ما يعني صعوبة في حصر النزوح على غرار الدول المذكورة، اي الأردن وتركيا. ولهذه الغاية، سيعاني لبنان من هذا الملف الذي أصبح كرة ثلج لا بل كالقنبلة الموقوتة التي ستنفجر اجتماعياً واقتصادياً وجغرافياً.

واشارت المصادر الى أنه وعلى الرغم من هذه المعاناة التي يعيشها لبنان وما يصيب الحكومة من تصدّعات، فإن الرئيس سلام، لمس في جولاته العربية والغربية دعماً للبنان وتقديراً لأداء حكومته، وبالتالي هناك تقاطع معلومات من عواصم القرار ودول اخرى غربية واقليمية مؤدّاها تحييد لبنان عن نيران الحرب السورية وأزمات المنطقة، وبالمحصّلة السعي لدعم الحكومة واستمرارها على الرغم من كل التباينات داخلها، على اعتبار وفي هذه المرحلة بالذات هنالك استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية فكيف بالأحرى تشكيل حكومة جديدة لدواع دستورية وسياسية وبقاؤها ضرورة مطلقة أمام الرياح العاتية المحيطة بلبنان وعلى الصعيد الاقليمي.