IMLebanon

قنوط دولي من عناد المرشحين وتنبيه إلى الأسوأ اذا استمر الفراغ

تصادف ذكرى الاستقلال الـ71 بعد اسبوعين، والبلاد من دون رئس للجمهورية بعد مرور 181 يوماً على الشغور، والجدل بين الفاعليات السياسية يزداد حدّة يوماً بعد يوم حول قانون التمديد لمجلس النواب. ويبرر صانعو التمديد القانون الذي أقروه في مجلس النواب بـ95 نائباً بأنه يرمي الى عدم وقوع البلاد في الفراغ نظراً الى صعوبة الوضع الأمني الذي لا يسمح في كل المناطق باجراء الانتخابات، وذلك استناداً الى تقارير متوافرة لدى وزير الداخلية نهاد المشنوق، ولاسيما بعد تنامي خطر التنظيمات الارهابية وتسرّب عناصرها من سوريا. أما الرافضون فيتّهمون من أيد التمديد وكان وراءه بأنه يرمي الى خنق الديموقراطية، ويرفضون التذرّع بالعامل الأمني ويعتبرون ان معظم المناطق آمنة، أما تلك المحفوفة بالخطر فيمكن اجراء الانتخابات خارج نطاقها أو في وقت لاحق، وليس دفعة واحدة في جميع المحافظات.

عاصفة الاحتجاجات التي لم تهدأ حول التمديد، يقابلها تبرير بأن انتخاب رئيس للجمهورية يقصر مهلة الولاية الجديدة للمجلس باقرار قانون جديد للانتخاب خلال شهر، فتستوي الأمور وتنطلق عجلة المؤسسات للانصراف الى تحصين البلاد ضد الخطر الارهابي الذي لم يعد اوهاماً، بل صار واقعاً بعدما خاض الجيش ضد المسلحين مواجهات قاسية في عرسال وطرابلس.

وتوقف رؤساء الكتل النيابية والنواب عند انتقاد البطريرك الماروني التمديد الذي وصفه فور تلقيه النبأ بأنه “غير شرعي وغير دستوري”، غير انه صعّد حملته فاعلن انه لن يبحث مع النواب في الموضوع الرئاسي بل يؤثر تناوله مع الجهات الخارجية التي تأمرهم. واستغرب رئيس كتلة نيابية موقف سيد بكركي ورأى انه لا يجوز تعميم التهم على جميع رؤساء الكتل او النواب، وان ذلك لن يمهد الطريق لاتصالات ترمي الى انتخاب رئيس للبلاد من طريق التفاهم والتحاور، لانتشال البلاد مما تعانيه قبل وقوع الكارثة التي لم يعد يمكن تداركها، ليس فقط على الصعيد الأمني بل لجهة تغييرات في بنية مكونات الدولة.

ورأى أن غضب الراعي حجب حملة رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون ووزرائه ونوابه. ولفت الى ان موقف البطريرك ليس من السهل معالجته نظراً الى حالة الغضب التي يعيشها.

واعربت مصادر ديبلوماسية غربية وعربية عن تشاؤمها من الحالة الناشئة بعد التمديد، معتبرة أنها اذا استمرت على هذا المنوال، فثقة الدول الكبرى بالبلاد تصبح هزيلة. صحيح أن الجيش حامي الوطن وبرهن في المعارك التي خاضها أنه قادر على التصدي للخطر الارهابي.

وانتقدت فاعليات ربطت هذا الاستحقاق بالتفاهم السعودي – الايراني، وسألت عن مسبباته وما سيكون الوضع في البلاد اذا استغرق سنوات، ومثلها الأزمة السورية التي ولدت تنظيمات ارهابية أتت لتقاتل نظام الرئيس بشار الاسد، واذا بتنظيم “داعش” يسيطر على مساحات من سوريا من ضمنها حقول للنفط والغاز، ويحتل مساحات واسعة من العراق، قبل ان يشكل التحالف الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الاميركية ليقاتله من الجو.