منذ اكثر من 20 عامًا انجز استاذ معروف من جامعة هارفرد دراسة لاستكشاف مستويات الذكاء لدى تلامذة الدكتوراه في العلوم والاقتصاديين المنكبين على العلوم الطبيعية والاقتصاد العاملين على حيازة الماجستير في اختصاصهم كما الساعين للحصول على الدكتوراه وشملت الدراسة 1000 تلميذ في الجامعات الاميركية الاوسع شهرة.
نتائج الدراسة نشرت واظهرت الترتيب التالي للتلامذة المتفوقين وقد ادرجت نتائج الدراسة ان افضل التلامذة يمكن تصنيفهم حسب الجنسيات التالية:
1- الهنود كانوا الابرز ويليهم،
2- الصينيون
3- الاميركيون
4- الفرنسيون الخ
حسن النتائج اظهرت الدراسة ان المنتمين في الدراسة لم يصنفوا بحسب انتمائهم الديني وقد اعترض على النتائج ممثلي الهيئات الطائفية في التصنيف وتساءلوا عن موقع التلامذة اليهود، وكان جواب واضع الدراسة الذي عنون كتاب نتائج دراسته بالوصف التالي The Best and The Brightest اي التلامذة الافضل واصحاب العقول النيرة، وكان جواب الاستاذ المعني انه ينتسب الى الدين اليهودي وبالتالي لم يصنف المميزين استنادًا الى انتماءاتهم الدينية.
خلال الشهرين المنصرمين بدانا نشهد هجوم بحري من قوات الحوثيين على السفن العابرة مقابل اليمن ويتعرضون بصورة خاصة للسفن الاسرائيلية، والاميركية، والبريطانية ويعلنون عن انهم يمارسون هذه الاعمال للرد على حرب اسرائيل على الفلسطينيين في غزة وربما مناطق اخرى.
الحوثيون لا بد يتفاجؤون بقرار الصين ارسال سفن حربية للتصدي الى تحركاتهم تجاه السفن المتجهة سواء لبلدان الجزيرة العربية او السفن الهادفة الى اختصار مسافات نقل البضائع الى الدول الواقعة شمال افريقيا او البلدان المنتشرة على شواطئ البحر المتوسط.
يجب ان يعلم الحوثيون انهم يساهمون في تقليص حركة التجارة العالمية بسبب رفع اجور النقل في محيط هجماتهم ويجب ان يعلموا انهم يتعرضون لصادرات الصين الى تنفذ منذ سنوات مشروع «طريق الحرير» الذي كان يربط التجارة ما بين الصين والجزيرة العربية حتى في ازمان سابقة لتلقي النبي محمد تعاليم القرآن الكريم، كما ان مجاري التجارة العالمية تحتاج الى اختصار اوقات الشحن الى البلدان الواقعة شمال القارة الافريقية وبلدان القارة الاوروبية على البحر المتوسط.
ظروف تطور النقل للبضائع ومنتجات النفط تعدلت بشكل جذري منذ سنوات وتكتلات البلدان الاساسية المتاجرة تعتمد الى حد كبير على الملاحة في مناطق هجمات الحوثيين على سفن الشحن، وربما لا يدرك الحوثيون ان اكبر بلدين في العالم على صعيد التصدير هما الصين والهند وصادرات الذهب مثلاً من جنوب افريقيا تعتمد على النقل المنتظم عبر قناة السويس ولا يمكنها المخاطرة بتهجمات الحوثيين.
حتى تاريخه لم نشاهد تدخلات اجنبية لضبط تحركات الحوثيين سوى الغارات الجوية الاميركة والبريطانية وتحرك الصين يدل على تعدل النظرة الدولية لعمليات الحوثيين فعلى سبيل المثال:
السعودية والصين انجزوا مساحة كبيرة للتصنيع المتقدم شمال غرب اليمن، وانتاج هذه المنطقة الصناعية متنوع ويشمل الغاز الطبيعي وموقعها يقرب من مساحة تعديات الحوثيين ويدفع السعودية والصين الى اتخاذ خطوات احتياطية لضبط العقوبات الحوثية. ويضاف الى ذلك انخفاض تحركات بواخر الشحن والبواخر السياحية في قناة السويس، وبالتالي تخفيض اكلاف التمتع بالسياحة البحرية ويضاف الى ذلك تأثير على النقل السياحي الى منطقة نيوم التي تعمل السعودية على استكمال خصائصها.
ربما اخطاء الحوثيون بتقدير عدد الدول التي تتأثر باعتراضهم لسفن الشحن، نقل النفط، والسياحة وعدم تقييمهم لنتائج هذا التقليص في حجم التبادل التجاري بوسطة النقل الحر عبر البحار والاجواء، ونتساءل ماذا سيحدث اذا حاول الحوثيون التصدي لرحلات الطيران واي اثر يصيب الحركة الاقتصادية العالمية.
لقد بدأت تظهر آثار تبدلات السياسات الاقتصادية سواء على صعيد حرية الاستثمارات وتوافر الاموال للاستثمار واصبح من المعروف ان الدولار يتعرض لانتكاسة دولية. فاجتماع كتلة الهند، الصين ، وجنوب افريقيا الذي انعقد مؤخرًا اوضح
ان من اهداف هذا التقارب والذي يسيطر على قسم ملحوظ من صادرات النفط والغاز يتجه نحو الابتعاد عن الدولار كعملة عالمية واعتماد عملات بلدان الاتحاد ومن المعروف ان بعض البلدان الافريقية ذات الصادرات لمواد حساسة يتجهون الى التعاون مع كتلة بلدان الشرق المتميزة بحجم اقتصاداتها ومنهم 5 دول تشكل مجموع احجام انتاجها قسم ملحوظ من الاقتصاد العالمي، وبالتالي التأثير على صادرات هذه الدول سيؤدي الى تقلص حجم الاقتصاد العالمي في وقت قريب، وهذا ما تسعى الى تفاديه بعض الدول النامية والمتقدمة مثل بريطانيا، والولايات المتحدة، ولن تكون سياسات الحوثيين بيضة الميزان.
لقد بدأ العد العكسي لمحاولة التغلب على اسباب اندفاع دول الاقتصاد العالمي نحو التعويض عن نتائج الخطر سواء على صادرات ايران، او صادرات روسيا، كما ان حرب روسيا واوكرانيا تسببت حتى تاريخه في هجرة اكثر من 6 ملايين اوكراني واوكرانية، وموارد اعادة بناء غزة ونتائج الحرب الجارية فيها ستحد من قدرة البلدان الصناعية على تنويع صادراتها وتسهيلاتها المالية…وبالتالي لن يسمح العالم بان تؤدي اعمال السطو على النقل البحري الى تقليص الحجم الاقتصادي للدول الغنية والمتوسطة ناهيك بالدول الفقيرة.
لقد اخطأ الحوثيون في الاندفاع في لعبة خطيرة تتجاوز قدراتهم وسوف يشعرون قريبًا انهم سيكونون منعزلين او عليهم الامتناع عن اللعب بالنار التي تطال على الاقل 15 بلدًا التي هي اعضاء في كتلة الدول العشرين الكبرى اقتصاديًا.