المهرجانات الدولية في تموز وتعويل على تنشيط الحركة التجارية
تنتظر بعلبك بفارغ الفرح عودة مهرجاناتها الدولية إلى ربوع قلعتها التاريخية، وتتأهب لإستقبال السياح القادمين في فصل الصيف علَّ «طلتهم» تعيد اليها الأمل والنشاط وتستعيد حركتها التجارية والإقتصادية،
وسط العتمة التي تلّف مختلف جوانب الحياة وليس الكهربائية فقط، حتى خُيّل الى اللبنانيين أننا في جهنم الموعودة. وتحت جناح الازمات وصولاً إلى أبسط مقومات العيش وعبء الحصول على رغيف الخبز، يطل الموسم السياحي بنافذة ضوء من آخر النفق الذي نعيش ظلمته والمحمّل بندوبٍ سوداء لينشل الناس من حضيض ما وصلوا اليه، ويبعث فيهم طاقة الرجاء بعودة دورة مياه الحياة الطبيعية إلى مجاريها، والتخفيف من الأعباء التي فرضها جنون الدولار وغياب الحلول من القيمين على وطن لم يبق منه سوى طبقة سياسية تمارس إمعانها في افقار اللبنانيين أكثر وأكثر.
عانت مدينة بعلبك وباقي بلدات وقرى محافظة بعلبك الهرمل شأنهم كباقي المحافظات والبلدات اللبنانية على اختلافها من تبعات الأزمة التي نعيشها، وفقدوا مدخراتهم وقدرتهم الشرائية التي تتحكم بها السوق السوداء من مختلف نواحيها، ومع كل «طاقة فرج» يمنون النفس بانتهاء ما وصلوا اليه، ويبنون على الموسم السياحي آمالهم كما بُنيت أيامهم السابقة على المغتربين والأموال التي كانوا يرسلونها لذويهم ليبقوا قادرين على الوقوف وتأمين مستلزمات حياتهم. ومع توقف الدورة الإقتصادية التي انعكست سلباً على مختلف الجوانب الحياتية، فانقطع شريان الحركة السياحية وارتفعت الأسعار بطريقةٍ جنونية عجز الناس عن مجاراتها، واقتصرت يومياتهم على تأمين الخبز والطعام اليومي، يأتي الصيف الواعد هذا العام محملاً بأمل انتعاش الحركة التجارية، وعودة الحركة الى ربوع مدينة بعلبك وأسواقها التجارية والتراثية وسماع ضجيج الحياة يصدح من قلعة بعلبك الموعودة بعودة المهرجانات الدولية اليها الشهر المقبل، على أن تبدأ اولى الحفلات في الثامن من تموز وتليها حفلات ثلاث يتوقع أن تحمل الخير الى المدينة، يضاف اليها مهرجان السياحة والتسوق الذي انطلقت فعالياته اليوم (أمس) في بعلبك ويستمر حتى اواخر تموز. تتحضر المؤسسات السياحية في مدينة الشمس لاستقبال زائريها، وتفتح المحال التجارية أبوابها مع مراعاة الوضع الاقتصادي الصعب حيث بدأ العديد من التجار بخفض الأسعار تشجيعاً للزوار من المدينة وخارجها مقيمين ومغتربين، ويتقدم الأكل والتراث على ما عداه، حيث اشتهرت المدينة بـ»لقمتها الطيبة» من الصفيحة البعلبكية التي تنتشر رائحتها في أرجاء السوق وصولاً الى مدخل القلعة، في مشهدٍ يشدُّ الزائر لتذوقها والتنزه داخل السوق التجاري المزين بتراث المدينة من عباءاتٍ مطرزة بخيطان قصبٍ أصفر أخذ من شمس المدينة لونه، ويستقبلك أهل السوق بكلمة «أهلاً وسهلاً تفضل».
يعوّل أبناء المدينة كثيراً على ما يتم التحضير له، وفي هذا الإطار يتحضر ايهاب رعد عضو الاتحادين اللبناني والدولي للنقابات السياحية والقادم من جنيف اثر زيارة عمل كان هدفها الأول السياحة، لافتتاح مطعم «البعلبكي» على مدخل قلعة بعلبك بعد أيام مستقبلاً السياح باللقمة البعلبكية، وقد قال لـ»نداء الوطن» أن بعلبك تستحق الفرح والازدهار وهي تتأمل من الموسم السياحي القادم تعويض خسائر المرحلة السابقة، وكل السوق التجاري والمؤسسات السياحية بجوار القلعة وصولاً الى منطقة رأس العين على استعداد لاستقبال السياح، متمنياً ان يعم الازدهار هذا الصيف على المدينة وتتحرك العجلة الاقتصادية، مثنياً على دور وزير السياحة الذي يعمل على انجاح الموسم السياحي في لبنان عامةً وبعلبك خاصةً.
بدوره يشير أحد تجار المدينة الى أن الحركة السياحية تستدعي أيضاً من المعنيين القيام بخطواتٍ عملية تساهم في انجاح الموسم كخطة السير التي تستدعي تغييراً يسمح للسائح والقادم الى المدينة بالتجول في السوق ويزور منطقة رأس العين حيث المطاعم والمقاهي خلال مغادرته، وأن تلحظ مرور الزائرين سيراً على الأقدام في السوق ليتمكنوا من الشراء والتسوق عبر تخصيص مواقف تسمح بذلك، وأن لا تقتصر زيارتهم على القلعة ومغادرتهم من هناك كما هو حاصل اليوم، كذلك تأمين الكهرباء اسوة بمدينة جبيل مثلاً، منوهاً بالأمن المستتب منذ فترة والذي يرخي ارتياحاً على الناس هنا وعلى الزوار.