الجمعة ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٤ الثانية عشر ظهرا بتوقيت غرينتش اعلنت القاضية جوان دونوغو رئيسة محكمة العدل الدولية قبول دعوى جنوب افريقيا بالابادة الجماعية في غزة واقرت التدابير الوقائية الطارئة وهذه القرارت تعتبر بمثابة عودة الحياة الى القانون الدولي الانساني واعلان موت الكذب الدولي قاهر الارادات الطيبة، انه يوم شديد المهابة حيث يتباكى قادة العالم على القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان ويتحدث القادة الكبار كالاطفال الصغار بكل صدق ونقاء ويذرفون الدموع الصادقة على سقوط هيبة الامم المتحدة وعلى التجمعات الدولية القارية المدنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والانمائية.
مات الكذب العالمي بعد ان تقاطرت الاجيال في ساحات باريس ولندن وواشنطن وبرلين وبروكسل ومدريد ووو وهم يرفعون علم فلسطين الحقيقة بعد عشرات السنوات مع الكذب والاستثناءات، انهم اجيال العدالة المعرفية حيث الحقيقة تتجسد بكل وضوح ونقاء وحيث الظلم يعني الظلم والدفاع عن النفس لا يكون بالابادة الجامعية او بقهر الاجيال على مدى ثمانين عاما، مات الكذب الغربي على شعوب الجوار من العرب والافارقة واميركيا الجنوبية بعد ان اصبح العالم اكثر دقة ووضوح وشفافية مع الثورات التكنولوجية والذكاء الصناعي حيث لا تمييز عنصري ولا اعراق وهمية تلك التي جعلت البشرية تكذب على نفسها وعلى اجيالها بالاستكبار والتفوق واهدرت امواج من الحب والامل كانت قد زرعتها شعوب الجوار الغربي في عقول وقلوب اجيالها على اعتبار المدنية الغربية وعقودها الاجتماعية هي النموذج الانساني الافضل لشعوبها الطامحة الى الاستقرار والتقدم والازدهار وبناء النظم الديموقراطية.
مات الكذب وعاشت غزة وقادة العالم يشعرون بالمرارة والحزن والاسى على فقدان الكذب، ذلك الرفيق العزيز الذي واكب مسيرتهم واسلافهم عشرات السنوات، حين جعلوا من الجلاد ضحية واتهموا الضحايا بارتكاب المجازر والابادات الجماعية، وحبال الكذب العالمية كانت طويلة وعلقت بها مشانق الملايين من الابرياء الصادقين وتمادوا باحتقار اوجاع الشعوب النقية في مخيمات اللجوء والنزوح والحصار على مدى عشرات السنوات.
مات الكذب العالمي والاقليمي والكذب الوطني وترك القادة مجردين من كل ادوات الحنكة والشطارة والابتسامات الحمقاء، والتوهم بان عموم الناس اغبياء وان الدساتير والمواثيق مجرد اوراق لتغليف الكذب والاستهتار بالشعوب والاجيال، مات الكذب على الشعب الفلسطيني والشعب السوري والشعب العراقي والشعب السوداني واليمني والشعب الليبي، ومات الكذب على كل الشعوب الافريقية والشعوب التي كانت تتوهم صدق العالم الكبير الذي بالغ بالكذب على النساء والاطفال في غزة الملقاة اجسادهم على الطرقات قتلى وجوعى ومرضى بدون ماء او دواء او رغيف او كساء .
مات الكذب والشخصيات السياسية اللبنانية تتقاطر لتقديم واجب العزاء لمصادر الكذب الكبرى التي تماهت معها وجعلت من الكذب ميزة سياسية استثنائية وبطاقة عبور الى السلطة والثروة والبرلمانات والحكومات والرئاسات، وجعلت من الصدق شهادة عبور الى الاغتيال ورموز الكذب في لبنان متفقون على تبادل الادوار على حساب الانتظام العام والتقدم والازدهار وجميعهم شركاء في كذبة الشغور الرئاسي سنوات وسنوات وشركاء في حكومات تصريف الاعمال وقرصنة المدخرات، واليوم مات الكذب وعاشت غزة وشكراً جنوب أفريقيا.