IMLebanon

الحركة الدولية تؤشّر إلى  بصيص أمل في ملف الرئاسة

الثلث الأخير من شهر كانون الثاني الحالي، يُتوقّع له أن يشهد حركة رئاسية ضمن مربّع طهران بيروت الفاتيكان باريس، وهي عواصم أربع معنيّة بالشأن الرئاسي اللبناني:

الرئيس الايراني حسن روحاني سيزور الفاتيكان في الاسبوع الأخير من هذا الشهر ليلتقي البابا فرنسيس، ومن هناك ينتقل الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. بعد هذين اللقاءين يُتوقع أن تبدأ لقاءات الحدث اللبناني إذا صحّ التعبير.

فبالتزامن مع وجود الرئيس روحاني في الفاتيكان ثم في العاصمة الفرنسية التي سيزورها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يُتوقّع له أن يكون له لقاء مع الرئيس روحاني.

ماذا تعني كل هذه الحركة؟

بالتأكيد فإنّ انتخابات الرئاسة في لبنان ستكون هي المحور خصوصاً بعدما بدأت عواصم القرار تتبلّغ تقارير مفادها ان الوضع اللبناني دخل في نفق الإهتراء على كل المستويات، ولا بدّ من صدمةٍ توقِف هذا النزيف، وهذه الصدمة لن تكون إلاّ بإنجاز عملية انتخابات الرئاسة في لبنان. وقد سافر الشيخ سامي الجميل بعد حلقة كلام الناس الى باريس ليومٍ واحدٍ، والتقى الرئيس الحريري وعاد على ما يبدو مرتاحاً. وهنا نتساءل هل الدكتور سمير جعجع سيمضي بترشيح العماد ميشال عون أم ان هناك بعض العقبات.

هذا الكلام ليس كلاماً في الهواء بل إن المطّلعين والمتابعين والذين ينظرون الى الخارطة كلها وليس الى زاروب هنا أو زاروب هناك، يتحدثون عن المعطيات التالية:

مصارف عالمية ومنها رويال بنك أوف سكوتلاند ينصح عملاءه باسترداد رؤوس أموالهم والخروج سريعاً من الأسهم وغيرها لأنه يتوقع أزمة مالية عالمية. ومن المؤشرات الخطيرة التي يتم الحديث عنها هو احتمال انخفاض أسعار النفط الى 16 دولاراً للبرميل الواحد.

وفي تشبيه معبّر، يوجّه المصرف النصيحة التالية لعملائه: استردوا رؤوس أموالكم ولا تنتظروا العائد على رأس المال، ففي القاعات المزدحمة تكون أبواب الخروج ضيقة.

ويُضيّق المصرف العالمي خيارات الملاذات الآمنة.

إذا كان الأمر هكذا في العالم الذي يتمتع بملاءات ضخمة، فماذا عن لبنان؟

لبنان غائب ومغيّب وفي غيبوبة عن كل هذا المشهد، وكأن لسان حال اللبنانيين: في أي عصرٍ نعيش؟ فإذا كانت رئاسة الجمهورية مغيبة فإن هذا الأمر لا يجوز الى ما شاء الله وذلك للأسباب التالية:

لا يمكن للبنان أن يعيش من دون رأس، لا دولة في العالم تعيش هكذا، ففي أي دولة ليس هناك رئيس جمهورية؟

حين يكون الرأس مغيّباً تنعدم الثقة خصوصاً حين تكون السلطة التنفيذية التي تسيّر الأعمال ليست موضع ثقة على الإطلاق، في الحال التي نحن فيها.

بهذا المعنى فإنّ الرئاسة في طريقها الى أن تنضج، فكما كان الفراغ مصلحة للجميع تقريباً، يبدو ان ملء الفراغ هو مصلحة للجميع تقريباً، وعليه يمكن القول إنّ العد العكسي لملء هذا الفراغ الرئاسي… قد بدأ.