Site icon IMLebanon

تقارير دولية: استقالة الحكومة خط احمر

فيما تتجه الأوضاع في سوريا نحو تثبيت قواعد جديدة للأزمة السورية ومسار تطوراتها في الإتجاه الذي يثبت الرؤية الإستراتيجية لروسيا في رسم وتحديد مستقبل سوريا ومحيطها وجوارها الإقليمي لا يزال الوضع الداخلي يرزح تحت وطأة استمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهوية في ظل غياب أي بوادر محلية أو خارجية تدل على أن الفرج في هذا الملف بات قريبا بحسب مصادر دبلوماسية بارزة في بيروت التي أكدت بأن الرسائل الدولية التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين من عواصم القرار خلال الأيام القليلة الماضية حملت معها تحذيرات قوية من مغبة وقوع لبنان في فخ الفوضى والفتنة الطائفية والمذهبية هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة، كما أكدت تلك الرسائل بأن استقالة الحكومة السلامية أو اسقاطها هو خط أحمر في ظل المعلومات التي يدركها الجميع والتي تؤكد بأن الجهود الجارية على المستوى الدولي والإقليمي لم تحمل معها أي تطور جدي في الإستحقاق الرئاسي على الرغم من المسارات الحوارية الحاصلة على أكثر من محور.

وبالتالي تضيف المصادر بأنه لا يجوز لأي تصعيد داخلي أن يتجاوز خلف أي اعتبار هذا الخط الأحمر المرتبط بالمعادلة الدولية والإقليمية التي لا تزال ملتزمة على الرغم من كل ما يجري من أحداث في المحيط والجوار اللبناني بالحفاظ على الحد الأدنى من أمن واستقرار لبنان وسلمه الأهلي ودعم ما تبقى من مؤسسات ومرافق عامة فاعلة ومهمة لا سيما المؤسسة العسكرية التي تتصدى بكل كفاءة وشجاعة لخطر الإرهاب التكفيري الذي لا يزال هناك مخاوف امنية جدية من تجديد خلاياه النائمة لعملياتها الإرهابية من تفجيرات واغتيالات في الداخل اللبناني في ظل ما يجري من أحداث كبرى في سوريا.

وشددت المصادر على ان هناك معلومات أمنية متداولة في الكواليس حول وجود مخططات للجماعات التكفيرية للقيام بعمليات ارهابية ضد مواقع الجيش الأماكن السكنية في منطقة البقاع وذلك انطلاقا من مواقع المسلحين الإرهابيين في الجرود على الحدود اللبنانية السورية وذلك بخلفية التشويش على الحملة الروسية وعلى دور حزب الله العسكري الأساسي في سوريا من خلال خلق واقع أمني وعسكري خطير سواء على الحدود اللبنانية-السورية أو في العمق اللبناني الذي لا تزال تتغلغل به الخلايا الإرهابية النائمة في دفء أحضان البيئة الحاضنة والمتفاعلة مع النهج التكفيري الإرهابي الذي لا تزال بعض القوى الإقليمية مستمرة في ضخ الأموال السخية في شرايينه كي يستمر في تنفيذ أجنداتها المشبوهة سواء في لبنان أو كل المنطقة.

المصادر الدبلوماسية البارزة عينها أشارت الى ان الهاجس الامني لا يزال يرخي بأثقاله على الوضع الداخلي الذي يرزح تحت موجة الخلافات والسجالات الداخلية التي تزيد من حدة الإتقسامات التي تهدد بأخذ البلاد أكثر نحو أفاق مسدودة ليس فقط على صعيد تمادي حالة العجز المحلية غير القادرة على انجاز أبسط الملفات الحياتية والمعيشية التي تقض مضاجع حياة جميع اللبنانيين بل أيضاً على صعيد خطورة الوضع الامني الذي يحتاج إلى وجود مجلس وزراء متضامن ومتكافل قادر على تحمل مسؤولياته في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد في ظل حالة الفراغ الرئاسية وتصاعد الأعباء الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لعدد النازحين السوريين الهائل على الأراضي اللبنانية هذا فضلا عن التحديات الأمنية المتنقلة من مكان إلى آخر في ظل حالة انعدام الوزن التي تعطل الحلول والتسويات وتؤزم وتشنج الأوضاع في السياق الذي يؤجج غضب الشارع ويزيد من ارهاق المؤسسة العسكرية والقوى الامنية المطلوب من مجلس الوزراء أن يؤمن لها الغطاء والمناخ السياسي الملائم الذي يسهل أداء مهامها في حفظ النظام العام والتصدي لأي خلل أمني بدل من ارهاقها في دوامة السجالات والمماحكات السياسية.

واشارت المصادر الى ان الإيجابية الوحيدة المتداولة في الكواليس والأروقة الديبلوماسية تكمن في المعلومات الدبلوماسية التي تؤكد بأن الرئيس تمام سلام لن يقدم على الاستقالة من الحكومة لأي سبب من الأسباب وهذا الموقف للرئيس سلام تجمع وتؤكد عليه التقارير الديبلوماسية التي يرفعها السفراء المعتمدين في بيروت إلى دولهم وهذا أمر يبعث على الإطمئنان في ظل غياب الاهتمام الدولي والإقليمي بالملف اللبناني وقضاياه الشائكة والمعقدة والذي يتطلب من كافة القوى المحلية والخارجية على حد سواء في هذه المرحلة ليس فقط الحفاظ على الحكومة السلامية كمعقل أخير لاستمرار صيرورة عمل الدولة اللبنانية بمرافقها ومؤسساتها الرسمية، بل أن غياب لبنان عن جدول الاهتمامات الدولية والإقليمية يقتضي من جميع الأطراف تسهيل عمل هذه الحكومة بدل من ارهاقها بكل هذه الأزمات المستفحلة التي بدأت ارتداداتها تصل إلى الشارع المحتقن والمتوتر إلى أقصى درجات الغضب والاحتقان.

واكدت أن الإيجابيات التي تنتج عن الحوارات الجارية على المستوى المحلي يجب استمرارها لتنفيس الاحتقانات وتجاوز المطبات التي تعيق عمل الحكومة السلامية خصوصا ان الرهان كثيراً على هذه الحوارات لحصول اختراقات نوعية في أي ملف من الملفات الاساسية في هذه المرحلة العصيبة هو أمر مستبعد كون الحوارات الجارية سواء على طاولة الحور في ساحة النجمة بين مختلف القيادات السياسية الأساسية في لبنان أو في عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله بات واضحا بأنها في الوقت الراهن لا تحمل في طياتها أي بوادر قد تغير في المشهد، حيث أنه من المستبعد أن يقدم فريق 14 آذار بقيادة تيار المستقبل أو فريق 8 آذار بقيادة حزب الله أي تنازل لمصلحة الآخر في أي ملف من الملفات العالقة لا سيما في ملف الإستحقاق الرئاسي الذي ستتبلور اتجاهاته وفقا لم ستسفر إليه «حملة السوخوي» بعصف صواريخها من نتائج في الميدان السوري التي يجمع الخبراء والمراقبين بأنها تسير في الاتجاه الذي سيغير وسيبدل المعادلات العسكرية والسياسية في سوريا وكل المنطقة رأسا على عقب.