لا أريد أن أدخل بأي سجال حول خرق إسرائيل لجميع القرارات الدولية.. وهي المشهورة بقلب الحقائق، والكذب والإدعاء بأنّ شعبها هو شعب مظلوم تاريخياً، وأنّ اليهود يريدون استرجاع أرض فلسطين التي يعتبرونها ملكاً لهم.
بغض النظر عن الإدعاء والكذب اليهودي هذا، علينا أن نسأل أنفسنا: هل كل الحق مئة في المئة معنا؟ وهل أننا في بعض الأحيان أخطأنا؟
بالفعل، لو عُدْنا الى التاريخ، وتحديداً الى عام 1948 يوم المؤامرة الكبرى على الشعب الفلسطيني، يوم تنفيذ «وعد بلفور» بقيام دولة إسرائيل، لرأينا أن الصهاينة قبلوا بتقسيم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين. يومذاك بالذات، رفض الفلسطينيون ورفض العرب، على اعتبار أنهم يريدون تحرير فلسطين كاملة.
بعد مرور 76 سنة، لا تزال إسرائيل تعتدي على أراضي فلسطين، وتحتل مزيداً منها وتتوسّع كل يوم.
على كل حال، جئت بهذه المقدمة لأقول لأهلنا اللبنانيين ما يلي:
أولاً: لبنان واللبنانيون جميعهم قدّموا كل غالٍ ونفيس في سبيل إخوتنا الفلسطينيين. ومنذ العام 1948 استقبل اللبنانيون هؤلاء الاخوة، وفتحت لهم الدولة والشعب القلوب والبيوت.
ثانياً: ارتكب العرب جريمة بحق لبنان واللبنانيين عام 1969 بتوقيع «اتفاقية القاهرة»، حيث أوجدت في لبنان دولة ضمن دولة… بسبب السماح للفلسطينيين بحمل السلاح والدفاع عن المخيمات وإعطائهم مناطق خاصة في الجنوب لتحرير فلسطين… فماذا كانت النتيجة: كانت احتلال إسرائيل لبنان ووصولها الى أوّل عاصمة عربية يحتلها العدو الإسرائيلي. خرجت منظمة التحرير من لبنان وبقي العدو الإسرائيلي.
ثالثاً: نفهم أنه بسبب الاحتلال الإسرائيلي للبنان نشأت المقاومة، وهذا شيء طبيعي… لكن أبطال المقاومة اللبنانية استطاعوا إجبار إسرائيل على الانسحاب من لبنان من دون شروط، وهذه أول مرة في التاريخ تُـجْبر إسرائيل على الانسحاب من دولة عربية من دون شروط أو قيود.
رابعاً: أما وقد حرّرنا الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي.. يبقى السؤال: ماذا تريد المقاومة بعد ذلك التاريخ؟ وهل استمرار حمل السلاح هو عمل شرعي ومحق بحق اللبنانيين؟ لقد حكمت المقاومة في لبنان 24 سنة، فهل نجحت أم كانت فاشلة؟
خامساً: حكمت المقاومة اللبنانية الدولة اللبنانية بالكامل، وتحكمت في مفاصلها بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية الى انتخاب رئيس مجلس نيابي الى انتخاب رئيس حكومة، الى تشكيل حكومة.. ويبقى أن نسأل: هل نجحت المقاومة في الحكم؟ وكيف كان لبنان؟ وكيف أصبح؟
سادساً: اليوم لا نستطيع أن نعود الى عام 2000، ولكننا يجب أن نتعلم من أخطائنا، ولتصويب الأمور أولاً: يجب أن نباشر في انتخاب رئيس للجمهورية بالتأكيد، ويبدو أن أكثر شخصية مناسبة ليكون رئيساً للجمهورية في هذه الفترة، هو قائد الجيش جوزيف عون.
ثانياً: تشكيل حكومة تضم الجميع على أساس الكفاءة لا المحاصصة.
ثالثاً: إعلان «الحزب» تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني، والتحوّل الى حزب سياسي لبناني، يتساوى مع بقية الأحزاب في الحقوق والواجبات.