IMLebanon

مظلّة دولية

تُجمع المعلومات على أن جهوداً أميركية – روسية – فرنسية – فاتيكانية مشتركة تبذل لفك ارتباط الرئاسة بالصراع القائم في المنطقة، وانجازه في أسرع وقت لتحصين لبنان وتعزيز مناعته ومنع تحوله صندوق بريد لتبادل الرسائل وتصفية الحسابات حيث تكبر الخشية من تمدد النيران الملتهبة في محيطه، وتحديداً في سوريا إليه في المرحلة المقبلة إذا ما شعر تنظيم داعش ان الخناق بدأ يضيق عليه في مناطق تواجده، وقد سمع رئيس الحكومة الموجود في نيويورك للمشاركة في دورة الأمم المتحدة من جميع الذين التقاهم هناك من مسؤولي هذه الدول كلاماً حول الاستحقاق الرئاسي، وضرورة إنهاء هذه المشكلة في أقرب وقت حتى يبقى لبنان بمنأى عن الصراعات التي تعصف بالمنطقة وبالحوار تحديداً، خصوصاً وأن المظلة الدولية التي تحمي أمنه واستقراره لا يمكنها أن تستمر إذا لم تلقَ مساعدة وتعاون من الداخل اللبناني ومن كل الجهات المعنية.

وتأتي زيارة قائد العمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية اللواء دارسي روجرز إلى لبنان في هذه الظرف بالذات لتؤكد على مدى اهتمام الإدارة وكبار المسؤولين الأميركيين بالوضع في لبنان وضرورة تحصينه في الداخل ومنع امتداد النار الملتهبة في الجوار إليه.

وفي السياق نفسه جاء اللقاء الذي تمّ في الأمم المتحدة بين الرئيس تمام سلام والرئيس الفرنسي هولاند في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ووصلت إلى بيروت معلومات تقول بأن هولاند عبر للرئيس سلام عن قلق بلاده من استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية وحث كل القيادات اللبنانية وجميع المسؤولين على وجوب التعاون في ما بينهم والتعالي عن المصالح الشخصية للمحافظة على مصلحة لبنان، باعتبارها تشكّل المدماك الأساس للحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة، وطلب الرئيس الفرنسي كما تورد المعلومات التي وصلت إلى بيروت من الرئيس سلام، أن لا توفّر حكومته أي جهد لإنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن لأن النزاعات التي تعيشها المنطقة مرشحة لمزيد من التعقيدات ولا سيما بعد سقوط الهدنة في سوريا التي رعتها الولايات لمتحدة وروسيا واتجاه المنطقة إلى مزيد من الحرائق على كل مساحة سوريا.

إن هذا الفائض من الحرص الغربي على الاستقرار تعزوه مصادر سياسية لبنانية إلى مجموعة عوامل تقلق الغرب وتخلق هواجس واسعة لديه في مقدمها الكم الهائل من اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيه والذين يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة إذا ما قرّر طرف ما استخدامها في بازار التسويات الإقليمية علماً أن المخيمات السورية تضم الآلاف من الشبان الذين يشكلون وقوداً لأي تحرك مدبر، فضلاً عن الخطر المتأتي من خارج الحدود وتحديداً من الجوار السوري ذلك أن أي تسوية يتم التوصّل إليها ستكون أمام عقبة مصير عناصر التنظيمات الإرهابية التي تعد بالآلاف والذين قد يلجأون إلى لبنان حيث ثمة بيئات حاضنة للفكر المتطرّف ولو بنسب ضئيلة قد يُشكّل ملاذاً آمناً لهؤلاء ولو كانوا بأعداد قليلة الا انها قد تسبب بضرب الاستقرار وزعزعة الأمن كما ألمح البيان الذي صدر عن سفراء الدول الخمس الكبرى من السراي الحكومي الخميس الماضي في إشارة قوية إلى الأطراف السياسيين اللبنانيين بوجوب عدم المخاطرة بلعبة الشارع التي يهواها بعضهم في هذا التوقيت بالذات لما يكتنفها من اخطار قد تسبب بإنزلاق البلاد إلى الفوضى.