Site icon IMLebanon

المظلّة الدوليّة باقية فوق لبنان وسوريا واقتتال «النصرة» و«داعش» حتمي !

تعتبر الاوساط المواكبة للمجريات في المنطقة ان سقوط معسكري وادي الضيف والحامدية بيد «جبهة النصرة» من علامات الازمنة على رقعة الشطرنج السورية، بعد صمود استمر 11 شهرا، ومن الاسباب التي ادت الى هذا الانهيار العسكري للجيش السوري وتفضيله الانسحاب كي لا تتكرر مجزرة مطار الرقة حيث ارتكبت «داعش» اكبر فظائعها باعدام مئات من الجنود الاسرى، بعدما توفرت معلومات للقوات المحاصرة في المعسكرين ان «النصرة» حشدت جحافلاً من الانتحاريين للهجوم على المعسكرين فآثر المعنيون الانسحاب التكتيكي منعاً لتعرضهم لعمليات ابادة، اضافة الى ان «النصرة» حصلت على صواريخ اميركية مضادة للدروع غنمتها من فصائل عسكرية للمعارضة المعتدلة وفق التوصيف الاميركي امنت لها التفوق الميداني على الرغم من غارات الطيران الحربي السوري.

وتضيف الاوساط ان السقوط المدوي للمعسكرين المذكورين شكل مفاجأة وصدمة على الساحة السورية كون معسكر وادي الضيف، اضافة الى انه يحتوي على مخارن كبيرة من الاسلحة والذخائر، ودبابات ت 72 من الجيل الثالث يشكل نقطة استراتيجية هامة لجهة قطع طريق الامدادات للجيش السوري بين دمشق وحلب، في وقت برز فيه تقدمه في عملية تطويق المدينة وعزلها عن ريفها الشمالي حيث طريق الامدادات للتكفيريين الآتية من تركيا.

وتشير الاوساط الى ان العام المقبل الذي بات على رمية ايام سيكون مفصلياً على صعيد المجريات السورية حيث تبرز الوقائع الميدانية ان سوريا باتت على طريق التفكك وان خطوط تماس جديدة ستتكرس مع الوقت فالرقة اصبحت المعقل الاساس لـ «داعش» التي بسطت سيطرتها على مساحة شاسعة من الاراضي السورية العراقية واعلنت «دولة الخلافة»، اما محافظة الحسكة فقد اعلنت قيام حكم ذاتي على غرار كردستان العراق، وليس بعيداً مع سقوط معسكري وادي الضيف والحامدية ان تعلن «جبهة النصرة» الامارة الاسلامية في المناطق التي تسيطر عليها في محافظتي ادلب ودير الزور التي يتعرض مطارها العسكري بين فترة وأخرى لهجمات عسكرية باعتماد «داعش» على اسلوب الموجات البشرية في المعارك، واذا سقط المطار فسيكون الامر كارثياً على صعيد سوريا من حيث المصير.

وتقول الاوساط انه اذا اعلنت «النصرة» قيام الامارة ستسقط الهدنة المعلنة بينها وبين «داعش» وسيتقاتل الطرفان حتى الفناء وربما هذا هو الهدف الاميركي من ضرب «داعش» في العراق لاجبارها على التموضع في سوريا كما هو مرسوم لها، فالصراع بين الفصيلين التكفيريين ليس عقائدياً كونهما يحملان نفس الفكر الظلامي المتشدّد، بل هو تنافس بين ايمن الظواهري خليفة بن لادن وبين ابو بكر البغدادي على أحقية اي منهما في ان يكون الخليفة، كون «داعش» خرجت عن طاعة تنظيم «القاعدة» العالمي التي تعتبر «النصرة» فرعه الشرعي في سوريا.

وترى الاوساط ان تداعيات صراع «النصرة» و«داعش» سيترك هزات ارتدادية على الساحة المحلية كون عرسال وجرودها عقدة العقد، وان المعارك في جرود القلمون بين «داعش» و«الجيش السوري الحر» ادت الى سحقه واعدام قائد «لواء مغاوير القصير» كونه لم يبايع البغدادي اثر الانذار الذي وجه له على قاعدة المبايعة او القتال، وان الامر سيتكرر مع «النصرة» فاذا كان القتال مع الجيش اللبناني قد منع الصدام بين الفصيلين التكفيريين، فان الصدام بينهما حتمي وواقع لا محالة، وربما الغموض في ملف التفاوض لاطلاق العسكريين المخطوفين يعود الى خلاف الطرفين حول المطالب والوسيط المقبول منهما.

وتقول الاوساط ان التفكك الذي ضرب الارض السورية لن ينسحب على الساحة المحلية كونها دفعت فواتيرها في لعبة الامم في حروبها العبثية، وان المظلة الدولية الواقية لم تتعرض لثقوب، وان تسليح الجيش اللبناني بهبة 4 مليارات سعودية ليس مزاحاً، وان عودة الكلام عن خرائط جديدة للمنطقة على قاعدة انتهاء حدود سايكس – بيكو على يد «داعش» وان كان يحمل بعض المغالاة الا ان الوقائع السورية تشير الى ذلك، وان البلد خارج هذه الدائرة كونه «اصغر من ان يقسَّم واكبر من ان يبتلع»، الا انه ممنوع «عليه السقوط وممنوع عليه الوقوف» لحين نضوج اطباق الحلول.