IMLebanon

المطران صيّاح لـ « الديار»: البطريرك طرح التدويل بعد استشعاره خطورة الوضع

 

البابا لم يعط الضوء الاخضر لبكركي لكنه مع هذا التوجّه وبحثه قائم مع دول أجنبيّة

 

بعد دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ضرورة إلتزام لبنان بالحياد، لتفادي الوقوع في الاخطار السياسية والامنية، من دون ان يصل هذا الطرح الى دربه الصحيح، برزت دعوة جديدة من قبل الراعي هي تدويل الازمة اللبنانية، على أثر وصول الاوضاع الى حائط مسدود، مع تراكم اسباب عديدة حالت دون إعلان التشكيلة الحكومية، فأتت الدعوة تحت عنوان «وضع لبنان المنهار يستوجب أن تطرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، مهمته توفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني، تمنع التعدّي عليه والمسّ بشرعيّته، وتضع حدّاً لتعدّدية السلاح، وتعالج حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات، وتسدّ الثغرات الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام».

 

هذا الطرح اتى بعد فشل كل المبادرات والوساطات الداخلية والعربية والدولية، وبعد تدّخل بكركي لحصول وفاق بين بعبدا وبيت الوسط، من دون ان تصل الى مبتغاها، وهذه الدعوة كالعادة شكّلت إنقساماً بين مؤيد ومعارض ، فرأى فيها البعض الحل لانه آخر الدواء للازمات المتلاحقة، خصوصاً في ظل التناحر الموجود بين المسؤولين الرسميين، وهذا البعض تمثّل بمجمل الاحزاب التي كانت تحت عباءة 14 آذار، فأبدت إستغرابها لمعارضة الفريق الآخر لدعوة الراعي، لانّ لبنان بلد مُدوّل منذ إطلاق المبادرة الفرنسية في شهر آب الماضي.

 

اما البعض الآخر، وتحديداً ذلك المنضوي تحت عباءة 8 آذار، فقد إعتبر بأنّ التدويل سيؤدي الى الفتنة، لانه بمثابة إستدعاء للتدّخل الخارجي، وسوف يزيد الخلافات على الساحة الداخلية في لبنان، بين مجمل الاطراف السياسية، ورأى بأنّ طلب التدويل يجب ان يتزامن مع وقوع حرب اوكارثة، كما يجب ان يصدر طلب رسمي به، وهذا غير متوفر ولن يكون.

 

الى ذلك اتت هذه الدعوة بالتزامن مع الرسالة، التي وجهّها البابا فرنسيس من باب الاهتمام بلبنان وبقضاياه، فحملت تحذيراً من فقدان هذا البلد هويته الفريدة في منطقة الشرق الأوسط.

 

للاضاءة على هذا الملف، قال النائب البطريركي العام الاسبق المطران بولس صيّاح لـ«الديار»: «البطريرك الراعي دعا الى تدويل الازمة بعد إستشعاره مدى خطورة الوضع في لبنان، لكنه لم يفقد الامل بعد على الرغم من صعوبة ما نمّر به، فهنالك آراء ومواقف متناقضة في ما يخص اكثرية الملفات العالقة، والنتيجة اننا لم نصل في اي مرة الى نقاط ايجابية».

 

ورداً على سؤال حول رفض بعض الافرقاء والاحزاب لهذا الطرح، اشار الى انّ البطريرك الراعي لا يفتش عمَن يؤيده، بل يقوم بما يُملي عليه ضميره في ما يخص إنقاذ لبنان، وهو يتخذ مواقفه بصرف النظر عما يقوله الآخرون، هذه طريقته وهو يبحث عن مَخرج لأزمات البلد، في ظل كل ما يمّر به من صعوبات على مختلف الاصعدة.

 

وعن تلقيه الضوء الاخضر من الفاتيكان خصوصاً بعد التحذير الذي اطلقه البابا فرنسيس، قال المطران صيّاح : « بكركي لم تبحث عن ضوء اخضر، لكنها على تواصل مع روما، والاخيرة مع هذا التوجّه، والبابا فرنسيس يناقش هذا الموضوع مع عدد من الدول الاجنبية».

 

وعن العلاقة اليوم بين بكركي وبعبدا ومدى وجود قطيعة كما يُردّد، نفى ذلك لان العلاقة لم تصل في اي مرة مع بعبدا الى القطيعة، ودائماً هنالك تواصل، لكن الاختلاف في وجهات النظر موجود، وهي ليست دائماً مطابقة، وهذا ما نشهده عادة بين اغلبية الافرقاء السياسيين في لبنان.

 

وحول تمسّك بعبدا والتيار الوطني الحر بالثلث المعطل الذي يبقى حجر عثرة امام التشكيلة، اشار صيّاح الى انّ رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل اعلنا عدم تمسّكهما بالثلث المعطل، ولفتا الى وجود معايير معينة يسير عليها الرئيس المكلف، لكن من الافضل ان يلتقوا ويبحثوا الوضع المتأزم بصورة نهائية، من خلال الحوار الايجابي والبنّاء، لان لا حل إلا بهذه الطريقة.