IMLebanon

تأويل … تأويلان  

 

اذا سار كل شيء وفق ما توحي به الساعات الأخيرة، فمن المحتمل تشكيل الحكومة المجمّدة في برّاد التكليف منذ 25 أيار الماضي… على أن يأتي التشكيل المنتظر عيدية السنة  الثانية لولاية (بل لعهد) الرئيس ميشال عون الذي يعلّق آمالاً عريضة على هذه الحكومة التي يسمّيها حكومة العهد الأولى، من  حيث رهانه على إنتاجيتها، في حين هي الثانية من حيث كونها سترث الحكومة  الحريرية التي لا تزال، حتى الآن، تصرّف الأعمال.

 

وفي التقدير أنّ العقبات باتت، في معظمها وراءنا. وبالذات العقدتان الدرزية والمسيحية، بعدما سادت أجواء إيجابية مسار المساعي الحثيثة التي بذلها الرئيس المكلّف يومي أول من امس الاثنين وأمس الثلاثاء، وتلك التي بذلها رئيس الجمهورية  أمس.. وقد تحوّل القصر الجمهوري في بعبدا وبيت الوسط في العاصمة الى أشبه ما يكونان بخليّتي نحل يستقبلان ويودّعان … والكلام الذي أدلى به الذين  كانوا مشاركين في  محادثات القصرين صبّ، بمعظمه، في خانة الإيجابية، بإستثناء بضعة تحفّظات يأتي بعضها حفظاً لماء الوجه، أما بعضها الآخر ففي إطار مقتضيات «اللعبة» وشروطها.

 

ولكن ماذا عن العقدة الأخرى، عقدة وزارة الأشغال العامة والنقل؟! في الجواب الآتي بعض ما تواتر وتناهى إلى «الشرق»، وخلاصته أنّ محادثات بعيدة عن الأضواء عقدت خارج لبنان بين موفد لإحدى المرجعيات اللبنانية ومرجع عربي كبير عُرضت خلاله عقدة وزارة الأشغال، ونسب الى الخارج قوله إنه لا يتدخل!

 

ولكن عبارة «لا يتدخل» حملت في لبنان تأويلين: أولهما افعلوا ما تشاؤون وليس عليكم من حرج! وثانيهما لا أتدخل للحلحلة كما تشتهونها!

 

أي التأويلين هو الصحيح؟!

 

1 Banner El Shark 728×90

 

تلك هي المسألة…

 

ولكن، في مختلف الأحوال، فإنّ ما سُجَّل أمس، من خطوات بارزة صب كله في خانة الحلحلة وإن لم يكن التشكيل قد حُسم نهائياً بعد. خصوصاً على «جبهة» العقدة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

 

وفي تقديرنا أنه آن الأوان للعودة الى الأصول في تشكيل الحكومات اللبنانية، فيترك الأمر الى الرئيس المكلّف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. أمّا أن يستمر النمط المرهق (للجميع) في أن يتحول كل رئيس حزب أو مستحزب، وكل زعيم أو زويعم، وبعض من لا هو في العير ولا في النفير (…) أن يتحوّل هؤلاء الى مشاركين في التأليف فهذا لن يترتب عليه إلاّ الجرجرة المؤذية، والاهتزاز في الهيبة، وتراكم المستحقات الخ… من دون أي فائدة تذكر اللهم تحقيق مصالح ومطامح (وخصوصاً مطامع) أصحاب ما درجنا على تسميته هنا بالشهيات المفتوحة  على جبنة الحكم  وجنّته.

 

وليتنا نكون قد دخلنا، فعلاً، في باب حسم التشكيلة الحكومية، ولو استغرق الولوج الى داخل التأليف بعضاً من الوقت الذي لا يزال مهدوراً.