عندما قرأت مداخلة الوزير نهاد المشنوق في مجلس الوزراء أمس، وجدت فيها الكلام العاقل الذي يصدر عن مسؤول كبير أثبت أنه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه…
لذلك أرى من الضرورة وضعه أمام قراء «الشرق» ليفيد الرأي العام ويستنير بما تضمنته هذه المداخلة، وهنا نصها:
الياس (بو صعب) انت مسموع أكثر من كاظم الساهر مشغول بالك ان صوتك لا يسمع، على كل حال من الواضح وأنا أخاطب الزميل جبران باسيل كل هذا الكلام الذي تفضل به لا ينتمي الى الواقعية السياسية ولا ينتمي الى المرحلة التي نعيشها، يمثل أو لا يمثل، لا أحد يناقش التمثيل، ولا أحد يناقش الأحجام، من يدخل الى مجلس الوزراء يدخل بعدد وزرائه، وعندما كان هناك رئيس للجمهورية كل الوزراء في التصويت متساوون، لا أحد يمكن أن يقول انه يمثل أكثر من غيره وبالتالي أنا أصوت أكثر من غيري، بغياب رئيس الجمهورية تناط صلاحيات رئيس الجمهورية لمجلس الوزراء مجتمعاً وليس للتمثيل المسيحي الذي ليس هو موضع نقاش ولا موضع خلاف. على الأقل بعدد النواب لا تحتاج الى مناقشة من يمثل وكيف يمثل، الأمر الثالث الذي يتعلق بالواقعية السياسية أن كل الشعارات التي رفعت بالأمس عن الشهداء وعن الأحياء، شعارات، ولن أدخل بنقاش طائفي، أيضاً شعارات غير واقعية. يوجد قوى سياسية كبرى في البلد لا توافق لا على فلان قائداً للجيش، مع إحترامي للناس، غير المستقبل، ولا على العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لماذا لا يوجه لها اية كلمة. ما هذه الوطنية العظيمة وما هذه الواقعية الأعظم التي تحصر الخلاف بلون العلم الأزرق وداعش؟ اسمحوا لي أن أقول لأول مرة بعد سنة ونصف وأنا وزير للداخلية، نحن دفعنا دماً وأنتم تتفرجون على داعش، أنا بالذات دفعت دماً أنتم ماذا فعلتم؟ طبعاً برعاية دولته وموافقته، لو سمحت لي دولة الرئيس، بكل عمل قمنا به، في كل مكان في لبنان وخاصةً في المناطق التي تنتمي الى تيار المستقبل، لأنه بصراحة خطة البقاع التي لا تنتمي الى تيار المستقبل فضيحة وليست خطة، اياً كان المسؤول عنها. الآن ليس وقت تحديد المسؤوليات، عندما نريد أن ندفع الدم لا يحق لكم أن ترفعوا هذه الأعلام لأنكم بهذا تتصرفون بلا مسؤولية وتحللون دم الآخرين هذا كلامٌ لا علاقة له بالطائفية، ولا علاقة له بالوطنية، ولا علاقة له بالمسؤولية والأهم بالنسبة لي بعد أن نضع كل ذلك جانباً لا علاقة له بالواقعية.
انتم تعلمون جيداً أن هناك ثلاث قوى سياسية رئيسية على هذه الطاولة لا توافق على ما تريدون، وهذا معلن ومثبت منذ ليلة تأجيل التسريح. يا سيدي أنت تعلم بذلك وأنا أعلم بذلك، وقلت لك ذلك في مكتبي، وقلت لك بالأسماء وقلت لك من هي الدول الكبرى والصغرى بالأسماء وبالوقائع التي لم أقلها لغيرك يا معالي الوزير، من باب التعقل ومن باب الإحترام، ومن باب الواقعية، لا أحد يحلم ويأخذ البلد معه، ويتجه بالقليل من الأحلام كافٍ، لأن الحياة ليست جميلة من دون أحلام، ولكن أيضاً بكثير من الواقعية ولا تحل المشكلة، ولن تحل لو رفع مئة علم و 100 لون لن نحصل على شهادة منكم ولن تحصلوا على شهادة منا، إلا عندما يتم الإتفاق، لماذا اللف والدوران، لن يعين فلان ولن ينتخب فلان بهذا الأسلوب، مع إحترامي، ليس لأنني أنا لا أريد، أنا أقول كلاماً واقعياً، كلنا نعلمه وكلنا نعلم من هو المسؤول عنه، وكلنا نعلم من هو المشارك به، في الداخل والخارج، يعني القليل من الهدوء والقليل من الواقعية على الأقل لنستكمل مشوار البلد وليس لإستكمال مشوارنا، ما هذا الهم إذا انت لم تصبح وزيراً وأنا لم أصبح نائباً، ما هذه القضية الكبرى، أو الوزير باسيل وصل الى الموقع الفلاني أو لم يصل لن يغير شيئاً بمسار البلد، هل نحن نستطيع أن نتفاهم على عدة خطوات الى الأمام، ومن دون رفع هذه الشعارات الطائفية الحادة التي لن نصل بها الى نتيجة لإنتخابات غداً، ولا نحن سنأخذ أصواتكم ولن تأخذوا من أصواتنا، واصلاً أنا أستغرب كيف يمكن البحث بهذا الوقت في قانون الإنتخاب، قانون الإنتخاب في الدول الديموقراطية التي عمرها 200 سنة يستغرق سنتين من النقاش، بقوى متقاربة متجانسة، والآن نطرح قانون إنتخاب، هل نستطيع أن نقوم بتجمع من ألفي شخص، وبالأمس توقفت السيارات المفخخة، قبل أن نصل الى قانون إنتخاب، أين نعيش، الآن نريد أن نعيد الحقوق والواجبات، نحن نعيش في مرحلة إنتقالية فلنصل الى نهايتها، أية حقوق، وأية واجبات وهذا الكلام لا علاقة له بالعدد، أنا أحيي الزميل نبيل دي فريج على أنه فعلاً لو نحن أيضاً طلبنا من الناس التجمع لحصلنا على أقل منكم، نحن لدينا 32 نائباً وليس 27 لا يزعل أحد لأن الناس في مكان آخر وأولوياتها مختلفة، هم النفايات وهم 743 مليون دولار هبات… لماذا؟ هل النفايات للمستقبل ضد تيار سياسي آخر، هل الهبات لحركة أمل ضد الحزب التقدمي الإشتراكي، ما هذا الكلام؟ على الأقل يا سيدي أنتم في الماضي قلتم حتى في مجلس النواب تشريع الضرورة، يا سيدي فلنتبع في مجلس الوزراء تشريع الضرورة، لنمشي القليل من الأمور أمام الناس أو أن نستقيل، الآن نناقش تعديل الدستور! من منا يقرر؟ بماذا؟ كلنا هنا لا نقرر بشيء، من هذه الكبائر والعظائم التي تطرح، أقول الأمور الكبيرة، كبائر الإرتكابات، نحن شاطرون بالكبائر فقط (وضحك) أرجوكم أمام الجميع، أرجو، أرجو، اخرجوا من العموميات واخرجوا من هذه الأفكار التي لا توصل الى مكان، لا توصلنا ولا توصلكم، نحن نمر بمرحلة إنتقالية وليس بمرحلة تقريرية، ولا بمرحلة تغييرية، ولا بمرحلة وضع أسس جديدة، نحن بمرحلة إنتقالية أخذنا مسألة اسمها هذه الحكومة التي تمثل الدولة وتمثل الناس على قدر ما تستطيع أن تحملها وتحمل هذه المرحلة لنهايتها إذا أمكنها أن تحملها، بصراحة أكثر وأكثر، ليس إنكم لن تستطيعوا بل جميعنا لن نستطيع مع رئيس حكومة قادر على هذا القدر من الصبر، الحمد لله أنه بهذا الظرف وجد الرئيس سلام لنستطيع أن نمر بهذه المرحلة، ولكن أريد أن أختم بجملة، فليسمح لي الزملاء المعنيون به، لو كان التمثيل بالأحجام، لكان أغلب المسؤولين في الدولة الآن غير موجودين، وانت تعلم ذلك وأنا أعلم ذلك، على هذه الطاولة وعلى طاولات أخرى لن يكونوا موجودين، بل يكون هناك أشخاص آخرون، ولكن التمثيل بالحكمة والعقل والوعي والقدرة على الإستيعاب، عندما يكبر الحجم يمكن أن تستوعب أكثر، وليس أن تواجه أكثر وترفض أكثر وتخرب أكثر، من الذي صفته التمثيلية أعطته مكانة، بالعدد أو بالتمثيل، من كل الطوائف، كلهم؟ إذاً أنت لم تحسب جيداً، أعد حساباتك، كلهم يمثلون لأن الآخر يقبل بهم ولأن من قبلهم، ومن أكبر منهم يقبل بهم، إهدأ عليّ قليلاً أنا أتكلم عن مواقع المسؤولية الرئيسية التي تقارنها، من أحضرنا نحن الإثنين هو القدرة على التفاهم على الحكومة، وليس أسماؤنا التي ليست أهم بكثير من أسماء غيرنا.