يخوفوننا من «هجوم داعشي» ليلة رأس السنة، فيما يعرفون ان استعدادات الجيش والاهالي في البقاع الشرقي، ترقى الى مستوى عال من الجمهوزية القتالية، ما يؤكد ان لا «داعش» ولا «النصرة» في وسعهما تسجيل اي اختراق امني، خصوصا ان الفريقين ينتظران خطوة من جانب الحكومة تسمح بتخلية عدد من السجناء الاسلاميين في رومية، كما يعرفان ان اي حساب خاطئ من جانبهما سيكلفهما غاليا (…)
اما الذين بشروا بالهجوم من جانب داعش والنصرة فلهم حساباتهم الخاصة، ربما لانهم يرون ان من الافضل «تقديم جوائز ترضية للتكفيريين» بما في ذلك عدم التأخر في المقايضة التي تشتغل عليها حكومة الرئيس تمام سلام، من غير حاجة الى كثرة كلام، حيث لا بد وان تكون حسابات الحكومة في مستوى الحدث، اضافة الى ان من بدل في معطيات المبادلة هما «داعش» و«النصرة» وليس الحكومة بما في ذلك من سعى للمقايضة التي لا بد وان تكون في مستوى ما تدعو اليه السلطات اللبنانية المختصة.
وترى مصادر المخوفين من هجوم داعشي والنصرة انها جاءت نتيجة تحركات مريبة للمسلحين في جرود عرسال من جهة القلمون فضلا عما تردد عن استقدام داعش مسلحين من منطقة الرقة السورية التي شهدت في المدة الاخيرة ما يوصف بانه دليل ملموس على تجدد تماسك التكفيريين مقابل تراجع قوى نظام بشار الاسد التي بدت مربكة في الايام القليلة الماضية، ما حتم رسم علامات استفهام ازاء معنى وابعاد تراجع قوات الاسد، اضافة الى ما تردد عن ان داعش تصر على الامساك بملف العسكريين اللبنانيين المحتجزين، بحسب ما يوحي بان هجوم شهر اب المنصرم قد يتكرر لما فيه ابعاد النصرة وحصر الامرة بجماعة داعش بزعامة ابو عبد السلام الذي خير امير النصرة ابو مالك التلي بين البيعة او المواجهة (…)
وما يثير التساؤل ما تردد اخيرا عن ان قيادة التحالف الدولي تضرب داعش باليمين وتعطيها السلاح والعتاد بالشمال على رغم كل ما قيل عن ضربات على مدار الساعة استهدفت وتستهدف التكفيريين في مختلف مناطق انتشارهم في كل من سوريا والعراق في وقت واحد.
وتجدر الاشارة الى ان الجيش اللبناني يتحسب لكل ما من شأنه ان يهز استقرار خطوط المواجهة، بدليل استمرار قصف المناطق القريبة نسبيا من مراكز الجيش، لاسيما ان هناك ممرات غير شرعية تسمح بتحرك داعش وغيرها، اضافة الى توزيع الجيش منشورات تحذر من عبور اي مواطن سوري او لبناني باتجاه النقاط المتاخمة لبلدة عرسال، على اساس ان العبور غير الشرعي من الصعب ضبطه قياسا على ايام الفلتان في جرود عرسال.
ومن جهة ثانية، فان السلطات المختصة عززت نقاط المراقبة والتفتيش في محيط سجن رومية والريحانية، كي لا تكون مراكز يمكن لاي غريب ان يقترب منها لسبب او لاخر خصوصا ان اماكن سجن الاسلاميين الاصوليين تخضع لمراقبة دقيقة من داخل السجنين، فضلا عن وضع اجهزة تصوير ومراقبة في المحيط وفي الطرقات المؤدية الى ما يمكن ان يكون هدفا لهجوم انتحاري كما سبق وحصل في الايام القليلة الماضية حيث كان البعض يعتقد ان مناطق في عمق بلدة عرسال ومحيطها غير مراقبة بالدقة التي تمنع حصول اي خرق امني من اية جهة كانت!
وعلى صعيد مساعي الحكومة لمقايضة العسكريين فان معلومات على جانب كبير من الاهمية تؤكد ان خلية الازمة قد وضعت مجموعة نقاط ترى من المستحيل تخطيها في مجال السعي لاتمام المقايضة كي لا تتأثر بأي طارئ سلبي، لاسيما ان الذين يحتجزون العسكريين قد بدلوا تكرارا ما كانوا يطالبون به لقاء الافراج عن العسكريين من غير حاجة الى فرض شروط جديدة من شأنها الاخلال بالمقايضة بطريقة ام بأخرى!
ويقول احد مسؤولي «خيلة الازمة» ان من الصعب تعاطيها مع جهات محسوبة على الخاطفين، ان كانوا من «داعش» او من «النصرة» كي لا تتطور الامور باتجاه سلبي واكثر تعقيدا مما سبق حصوله من مبادرات، ما يعني ان تنظيم «داعش» هو من يضع يده على عملية المقايضة بعدما تراجع تأثير «النصرة» لاسباب من الصعب تحديدها ان لم نقل من المستحيل الاخذ بها قبل جلاء المسعى الاخير الذي تقوم به جهات بعيدة من الاضواء؟!
اما عن جديد الوضع في سوريا فثمة من يتحدث عن ان طائرة تابعة للتحالف الدولي قد اسقطت بالونا على منطقة تخضع لسيطرة تنظيم «داعش» في المنطقة بين الحدود السورية – العراقية يمكن ان يحتوي (البالون) على بضائع واسلحة وعتاد حربي، كما تردد ان بعض تلك الحمولة قد وقعت في ايدي الاكراد المدافعين عن عين العرب (كوباني) من غير معرفة ما اذا كان البالون قد اسقط في منطقة متنازع عليها، او انه سقط بالغلط واستفاد منه تنظيم داعش؟!