وسط الازمات السياسية المتوالدة نتيجة التمترس خلف المواقف، ومع تقدم العنوان الانتخابي على كل ما عداه من عناوين سياسية اخرى، فتح الاسبوع ابوابه على مشهد امني من صيدا عبر استهداف احد كوادر «حماس»، الذي تحيط الالغاز بشخصيته والمركز الذي يشغله، والهدف من الرسالة التي اراد المخططون للعملية ايصالها، محاولين النفاذ من ثغرة الخلافات الداخلية وعودة الانقسام الى الساحة السياسية.
مصادر امنية لبنانية اكدت ان التحقيقات التي تتولاها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تجري بسرية تامة، مؤكدة ان لا اساس للتسريبات التي يتم تمريرها، مشيرة الى ان التحقيقات لم تسقط اي فرضية وان كل الاحتمالات قيد الدرس والمتابعة، حيث يتم جمع الادلة والاستماع الى افادات الشهود لاعادة تركيب مسرح الجريمة. واكدت المصادر ان الخرق الذي حصل ممكن ان يحصل في اي بلد وان ذلك لا يعني باي شكل من الاشكال ان الساحة اللبنانية مفتوحة رغم هذا الاختراق، فالاجهزة العسكرية والامنية تقوم بواجباتها والساحة اللبنانية مضبوطة وممسوكة بالكامل، داعية الى انتظار نتائج التحقيقات ليبنى على الشيئ مقتضاه.
مصادر مواكبة للتحقيقات اشارت الى ان الموقوف الوحيد في القضية لم يدل بمعلومات اساسية وهامة، كما انه تجري عملية مراجعة للكاميرات الموجودة، رغم ان الاعتقاد السائد ان منفذي الجريمة يتمتعون بحرفية عالية وسرعة ودقة في التنفيذ، كاشفة ان المستهدف كان يتردد بشكل دائم الى هذا المبنى الذي تقطن فيه عائلته، وان السيارة المستهدفة مسجلة باسم زوجته بحسب دوائر الميكانيك،مشيرة الى ان عملية التفخيخ وبحسب التحليلات حصلت ليل السبت – الاحد وبعد منتصف الليل اي بعد ركن السيارة في المرآب، مشيرة الى ان التحقيقات تركز على معرفة ما اذا كان ثمة اغراب قد شوهد يتحركون في هذه المنطقة وجوارها، دون ان تجزم بأن يكون لطائرة الاستطلاع الاسرائيلية علاقة اكيدة بالتفجير.
اوساط فلسطينية اعتبرت من جهتها ان ما حصل يشكل خرقا كبيرا وخطيرا على صعيد البنية الامنية لحركة «حماس»،عازية تضارب المعلومات حول انتماء المستهدف بالاغتيال الى حركة «حماس»، بسبب انه غير معروف من قبل كوادر الحركة في لبناني حيث ينحصر عمله ضمن الدائرة الأمنية الضيقة لحركة «حماس» بوصفه يعمل بشكل لصيق مع أحد ابرز قيادات الحركة في لبنان، صالح العاروري، والذي انتقل منذ مدة الى بيروت سرا بعدما غادر قطر بعدما اصبح المطلوب رقم واحد لاسرائيل، والذي يتولى قيادة مجموعات للحركة في الضفة.
وتكشف الاوساط ان «امجد» يتبع اجراءات حيطة وحذر شخصية وهو حريص في تنقلاته، عادة لا يستخدم سيارته الخاصة خلال تنقلاته ويستعيض عنها بسيارات الأجرة، ما يجعل محاولة اغتياله مخططا لها بإحكام.
الاوساط التي نفت دخول المغدور الى مخيم عين الحلوة سابقا، اكدت المعلومات التي تحدثت عن ان زوجته هي ابنة احد كبار قادة «حماس» العسكريين والامنيين والذي يتولى قيادة الجناحين الامني والعسكري لـ«حماس» في الضفة الغربية ويقيم منذ مدة في لبنان في ضواحي بيروت.
واشارت الاوساط الى ان انه قد تكون اسرائيل من يقف وراء العملية لعدة اسباب، اولها ان تل ابيب اتهمت العاروري باعطاء الاوامر والوقوف وراء عملية مقتل الحاخام الاسرائيلي في الضفة منذ قرابة الاسبوعين، كما انه يمكن ان يكون ردا على الاجتماعات التنسيقية التي عقدها امين عام حزب الله مع قادة الفصائل الفلسطينية في بيروت لتنسيق التحركات ردا على الخطة الاميركية في القدس، رغم ان هذا الاحتمال يبقى فرضية صعبة اذ ليس من السهل على العملاء الاسرائيليين التحرك بهذه السهولة والرد بهذه السرعة.
يبقى والكلام للاوساط ان تكون جهات متضررة من انتقال «حماس» من محور الى آخر هي من تقف وراء محاولة الاغتيال، التي تبقى في سياق ارسال الرسائل نظرا لطبيعة المستهدف، كما انه لا تستبعد نظرية تصفية الحسابات بين الفصائل، معتبرة ان الخرق الامني على هذا الصعيد مصدره الاراضي المحتملة بعدما بات من شبه الثابت ان محمد عمر حمدان لم يكن كادرا معروفا او ذات نشاط علني.
العبوة صغيرة ولكن رسائلها كبيرة، رغم ان الدلائل لجهة تركيب العبوة واسلوب زرعها مشابهة لما استعملته اسرائيل في اغتيالها للاخوين مجذوب عشية حرب تموز 2006.