IMLebanon

استثمار بالأمن.. أم يأس من السياسيين؟

لم تمض ساعات على عودة اللواء عباس ابراهيم من رحلته الفاتيكانية إلى بيروت، حتى كان يغادر الى دولة الكويت ليستقبله أميرها، حاملاً رسالة لبنانية صادقة تؤكد الحرص على استقرار الكويت، البلد الذي لم يبخل في الوقوف الى جانب لبنان في كل الظروف، «والأهم من ذلك، محاولة إقفال ملف حاول المصطادون في الماء العكر أن يشحنوه بالسم والأكاذيب»، ولكن في النهاية «بان الخيط الابيض من الخيط الاسود وطُوي الملف»، على حد تعبير أحد المتابعين للرحلة الكويتية.

تندرج حركة ابراهيم «في سياق إقليمي محلي يصبح معه أخذ رأي إحدى أبرز المؤسسات الأمنية، له رمزيته، نظراً للدور الذي تلعبه هذه المؤسسة كما الجيش وباقي الأجهزة الامنية، لمنع تحول الشلل المؤسسي والانقسام الداخلي الى توترات ميدانية، وهي أبلت بلاء حسناً في ضبط الامور وتحقيق الإنجازات المتتالية المانعة إدخال لبنان في خضم الجحيم الإرهابي التكفيري الذي يضرب المنطقة».

يرى المتابعون في استقبال البابا لابراهيم «رسالة الى كل الطبقة السياسية، التي بعضها يكرر طلب المواعيد لزيارة الفاتيكان من دون أن يلقى الجواب، من أن قيمة الشخص تكبر، كما احترامه، كلما كان عمله خالصاً لوطنه، خصوصاً ان اهل الطبقة السياسية في لبنان اعتادوا السعي الى تجميل صورهم وتشويه صور خصومهم».

وبحسب المتابعين، «للأمن العام كما لباقي المؤسسات العسكرية والأمنية دورها في انتظام الامور من خلال التقارير والاقتراحات التي ترفعها الى السلطة السياسية لكي تستبق أحداثاً محتملة، او إيجاد الحلول والمخارج للأزمات التي، لو قيّد لها النجاح، وهذا ما حصل في كثير من الأحيان، لأطاحت بالاستقرار وهددت أمن الوطن والمواطن». ويضيف هؤلاء أن الاستثمار الخارجي بالأمن هو إشهار يأس من الطبقة السياسية في لبنان.

والملف الأبرز الذي طرح في رحلة روما هو «ملف الوافدين السوريين، حيث تبرز مسؤولية المجتمع الدولي في تقديم الدعم والمساندة المادية والعينية، لأن من الواجب تخفيف الوطأة عن لبنان في ظل توافد الأعداد التي تفوق طاقته الاستيعابية».

أكثر من ذلك، يرى المتابعون أن «لقاء البابا مع اللواء ابراهيم يؤسس لمقاربة ملفات أساسية تطال الشأن اللبناني وقضية المسيحية المشرقية، ولتوظيف أفضل للطاقات والقدرات والمعطيات في رسم خارطة طريق جدية وجديدة، تستثمر الفرص التي تتاح للدخول في عملية إنهاء الملفات العالقة والرئاسة الأولى ليست بعيدة منها». وهذه العناوين يفترض أن تتابع من خلال التواصل بين ابراهيم والبطريرك الماروني بشارة الراعي، فور عودة الأخير من روما، بعدما تعذّر اللقاء هناك، لتضارب في جدول لقاءات ومواعيد الراعي وابراهيم.