تاريخ الصراع بين الامبراطورية الفارسية والإسلام، تاريخ قديم… إذ بسبب الدين الإسلامي، انهارت الامبراطورية الفارسية، ما خَلّف نوعاً من الحقد الدفين عند الفرس…
ولا شك في أنّ للصراع الايراني – العربي بعداً تاريخياً لا يجهله المؤرخون… إنّه صراع سياسي… بل صراع وجود لا صراع حدود. إنّه صراع بين قوميتين… فالصراع العربي – الفارسي بدأ منذ معركة القادسية وانهيار حكم كسرى. فالتوتر في العلاقات العربية – الايرانية هو سياسي واستراتيجي، لا يمكن فصله عن الميراث التاريخي للعلاقات بين الجانبين.
لقد كان أوّل نصر للعرب على الفرس في معركة «ذي قار» عام 609م… لكن النصر الأكبر حققه العرب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حين سحقوا الفرس في معركة القادسية عام 636.. وكانت سبباً في سقوط حكم كسرى.
انطلاقاً من هذا الحقد، رأينا كيف سقط الشاه، وكيف «استُحْضِرَ» آية الله الخميني، إذ هو لم ينزل من «الفضاء الخارجي»، بل جاء نتيجة مشروع ومخطّط، هدفه الانتقام من العرب والمسلمين، فبدأ بشن حرب على العراق دامت 8 سنوات، دمّرت كُلاًّ من البلدين.
فالمعلومات الإحصائية تفيد بأنّ كلفة الحرب بين العراق وإيران تجاوزت الألف مليار دولار، إضافة الى 500 مليار أخرى لإعادة إعمار ما دمّرته هذه الحرب.
هذا بالنسبة للعراق، أما بالنسبة لإيران، فإنّ الأرقام تكاد تكون مماثلة… ويبقى السؤال الأهم: ماذا حققت إيران من هذه الحرب؟ وماذا يعني مشروع التشييع الذي يُبَشّر به أصحاب «الملالي»؟ وماذا جنى الشعب الايراني من هذه الشعارات؟
يكفي أن تنهار العملة الايرانية حيث كان الدولار أيام الشاه يساوي 7 «تومان»، أما اليوم فأصبح كل دولار يساوي 25 ألف تومان.. هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على انهيار العملة الايرانية، وبالتالي انهيار الاقتصاد الايراني وتراجعه، حيث أصبح 50 مليون نسمة من أصل 80 مليوناً تحت خط الفقر، هؤلاء تعطيهم الدولة مساعدة 26 يورو شهرياً ولولا هذه المساعدة لقامت الثورة وأطاحت بالزمرة الحاكمة..
أما من تبقى من هذه الزمرة الحاكمة فإنها تحكم بالحديد والنار، وأما الوضع الاقتصادي فهناك انهيار يومي شبه تام ولكن الدولة تبيع النفط بأسعار تشجيعية لا بل بأسعار منخفضة جداً بسبب حاجتها الماسة لتنفيذ مشروعها التدميري.
أمّا وصف دول الخليج بأنها مستعمرات خاضعة لقوى خارجية… فهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على غيرة وحسد من نجاح تلك الدول خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.. ولو نظرنا الى دبي لاكتشفنا انها صارت من أهم بقاع العالم سياحياً واقتصادياً إذ يبلغ عدد السواح 50 مليون سائح سنوياً… فالسؤال هنا أيضاً ماذا عن عدد السواح في إيران التي هي من أجمل بلدان العالم؟ الجواب طبعاً صفر…
العالم بأكمله يقاطع ايران بسبب النظام الديكتاتوري المتحكم بالحديد والنار رغم انه يدّعي الإسلام الذي هو منه براء.
ايران بلد الصناعة، إذ وصلت أيام الشاه الى إنشاء مصنعين لصناعة السيارات واحد لشركة رينو والثاني لبيجو، حيث وصل الإنتاج الى مليون سيارة سنوياً وكذلك البيجو… وصارت ايران من أهم الدول الصناعية أيام الشاه كما ذكرنا.
أما في أيام آية الله الخميني وما بعده فأصبحت ايران من الدول المعزولة يفرض عليها الاميركيون والعالم عقوبات بالجملة تبدأ بالحظر ولا تنتهي بمنع ايران من تصدير نفطها.
وبالعودة الى المشروع الايراني، فلا بد لنا من أن نذكر أنّ آية الله الخميني الذي كان هارباً أيام الشاه، أُعيد الى ايران بالاتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية لخلع الشاه وتنصيب الخميني مكانه، بغية تفتيت العالم العربي، وقد نجح نظام «الملالي» بالفعل، في تدمير كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.
إنّ النظام الايراني يبذل جهداً كبيراً في رسم صورة الهلال الشيعي، انتقاماً من العرب والمسلمين… لكن هذا المشروع بدأ حتماً بالانحسار… وهو سيفشل بالتأكيد في أقرب فرصة متاحة.