يخيّم الصمت على المسؤولين في لبنان فلم يعلّق أيّ منهم على خبر إلقاء جهاز أمن الدولة الكويتي القبض قبل يومين على خليّة متعاونة مع حزب الله بتهمة تجنيد الشباب للعمل في سوريا واليمن وتبييض الأموال وتهريب المخدرات في كل من سوريا واليمن وارتفع إجمالي المتهمين بالأمس إلى ستة عشر متّهماً.. حدث هذا من دون أي تعليق يستنكر أفعال حزب الله وتماديه في العبث بأمن دول الخليج، وكأن لبنان ينقصه تعكير علاقاته مع دول الخليج والإمعان في تأزيمها، فيما يُعايش اللبنانيّون حالة قلقٍ وخوفٍ كبير من المجهول العربيّ الذي ينتظر مستقبل وطنهم، ويحارون في إيجاد الجواب، فقد بُحّ صوتهم وهم يُحذّرون من سلوكيات حزب الله ولم يسمع أحد لتحذيراتهم!
نحن، حكومة وشعباً، عاجزون عن مواجهة شيطان إيران في لبنان وسلاحه، هذه هي الحقيقة المرّة ولكن الأمرّ منها أنّ اللبنانيّين لن ينخرطوا أبداً في مواجهة مع الحزب تنزلق بالبلاد وتحوّل لبنان إلى عراقٍ آخر والأخطر من ذلك أنّ أيّ مواجهة مع هذا الحزب ستفتح أبواب جهنّم على البلد وستمنح الحزب فرصته المنتظرة لإعلان “الجمهوريّة الإيرانيّة في لبنان” وهذا هو هدف إيران الأكبر في لبنان، خصوصاً أنّ الأمور قد تجاوزت كلّ مراحل المهادنة والتحاور الذي عرفناه في السنوات الماضية لأنّ الحكمة تقول: “من جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب” خصوصاً وأنّ حزب الله حزب تقيّة ونفاق وأنه انقلب على كلّ المواثيق والعهود التي قطعها!!
في كلّ المرّات التي كان حزب الله فيها ضعيفاً ومحاصراً وخائفاً لجأ إلى مناورة الحوار، ثمّ استشرس إذا ما شعر بأنّ ميزان القوى في صالح إيران خصوصاً في اليمن هذه الأيام، ضيّع حزب الله سنوات على اللبنانيين يوم كانت موازين القوى في مصلحة فريق السيادة والاستقلال فشغلهم بترف الحوار التكاذبيّ لأنّ مصلحة الحزب اقتضت ذلك، وللمناسبة لن يكون هناك وبالمعنى الجديّ لا نظام سياسي ولا دستور ولا رئاسات إلا كما يريدها حزب الله إلى حين تمكّنه من فرض النظام الإيراني الذي يناسبه وفرض مرجعيّة الوليّ الفقيه على لبنان، وتحوّل الحزب إلى ما يسمّى بالحرس الثوري اللبناني !!
لم يخرج صوت لبناني واحد ليُعلّق على الكلام الإيراني الصادر عن المسؤول الإيراني الكبير ـ كما وصفته وكالة “رويترز” قبل أيّام خمسة ـ المقرّب من دائرة المرشد الإيراني علي الخامنئي عندما اعتبر “أنّ تحرّك الرّياض يظهر أنّ السعوديّين يخسرون أمام إيران على الجبهة الدّيبلوماسية ويحتاجون إلى بعض النّفوذ”، كلام من هذا النّوع يؤكّد المؤكّد باستعمال إيران لبنان ساحة لإلحاق الأذى بالدّول العربيّة على يدِ حزب الله الإيراني الذي يدّعي أنّه فريق لبناني مع أنّ كلّ سلوكه يؤكّد أنّ مرشد إيران أوكل إليه تنفيذ أجندته ورعاية مصالحه!
يعيش لبنان مواجهة حقيقيّة مستمرّة ويوميّة مع السيطرة الإيرانية عليه التي لا تكلّ ولا تملّ من عزمها على إحكام خنقه وكتم أنفاسه، كلّ ما حولنا يؤكّد موت الحياة السياسية في البلاد وبأنّ لبنان بات بالفعل في القبضة الإيرانية وقٌضي الأمر! فهل يعني أن يكون راتب الجندي اللبناني ما يعادل 60 دولاراً أميركيّاً وراتب عنصر في ميليشيا حزب الله يعادل 500 دولار أميركي إلا أنّنا في زمن الإنحلال والإحتلال؟!