IMLebanon

إيران تعتبر السعودية عدوّها الأوّل  

 

 

لا نبالغ عندما نقول: إنّ إيران تعتبر المملكة العربية السعودية عدوّها الأول، خاصة وأنّ الإمام الخميني عندما عاد الى إيران، كانت عودته مشروطة بتنفيذ مشروعه الذي أعلنه أكثر من مرّة قائلاً «التشييع» أي أنّ جميع أهل السُنّة في العالم يجب أن يكونوا من ضمن مشروع التشييع هذا.

 

بداية تنفيذ مخطط الخميني بدأ بإعلان حرب على العراق، لأنّ كيسنجر -كما جاء في مذكراته- طلب من الشاه أن يشنّ حرباً على العراق وإسقاط صدّام حسين، وتدمير الجيش العراقي الذي منع إسرائيل من احتلال دمشق. وبالفعل أعلن آية الله الخميني حرباً على العراق دامت 8 سنوات دَمّرت البلدين والجيشين الايراني والعراقي، وكانت كلفة الحرب 2000 مليار دولار دفعتها إيران والعراق.

 

وما كادت الحرب بين إيران والعراق تنتهي حتى توجّه الخميني الى تنفيذ مشروع التشييع الذي عهد به الى قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني الذي استغل بداية الاحتلال الاسرائيلي للبنان فأنشأ ما يُسمّى بـ»حزب الله»، وخصّص له مليار دولار كرواتب ومصاريف، وملياراً آخر ثمن أسلحة، وكان ذلك بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف عام 1982.

 

استطاع الشعب اللبناني بكامل طوائفه، ومعه الجيش اللبناني والميليشيا التي أنشأتها إيران أي حزب الله، المشاركة بتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، وكانت هذه المرة الأولى التي تُـجْبَر إسرائيل على الانسحاب من أراضٍ احتلتها.

 

المشروع الإيراني حقق الكثير من أهدافه بداية من لبنان، وانتقل بعدها الى العراق أي بعد الاحتلال الاميركي للعراق وتدمير الجيش العراقي وقتل الرئيس صدّام حسين، واسْتَغلّت إيران هذه الفرصة لتبدأ بإنشاء ميليشيات طائفية مسلحة مثل «الحشد الشعبي» و»أبو العباس».

 

هذه الميليشيات أصبحت هي التي تحكم العراق، وجرى تهميش أهل السنّة، وعاش أهل العراق في فوضى لم يشهدوها من قبل: لا كهرباء، لا مياه، لا عمل، لا بنزين، لا أكل. أصبحت الحياة صعبة جداً في ظل حكم الميليشيات التابعة لمشروع ولاية الفقيه، وبفضل هذا المشروع تحوّلت دولة العراق من دولة من أهم دول العالم عسكرياً واقتصادياً حيث كانت تحتل المركز الخامس عالمياً باحتياطي النفط وثاني أكبر بلد منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدّرة للبترول «أوبك» بعد السعودية، الى دولة فقيرة جيشها مدمّر والشعب منقسم على نفسه، والطائفية البغضاء تنخر البلد.

 

ثم انتقل مشروع آية الله الخميني من لبنان والعراق الى اليمن.

 

استغل وجود مجموعة من الحوثيين، وهم طبعاً ليسوا من أهل السنّة، وأقاموا علاقات معهم وبدأوا بتزويد الحوثيين بالسلاح والمال والتدريب، وقد كُلّف حزب الله بتدريب الحوثيين على السلاح وأخيراً على موضوع المسيّرات.

 

هنا اضطرت المملكة العربية السعودية أن تتدخل، وذلك لأنّ الحوثيين بمشروعهم الصفوي صاروا على حدودها. فقام الجيش السعودي ومعه الجيش الإماراتي بدعم الجيش اليمني الشرعي، بعد أن أصبح الحوثيون مسيطرين على العاصمة صنعاء. وأخذ المشروع الحوثي يشكل خطراً كبيراً على المملكة فكان لا بد من التدخل لوقف التقدم الحوثي ومساعدة الجيش الشرعي اليمني في تحرير اليمن من الحوثيين ومن سيطرة إيران التي تشكل تهديداً كبيراً لأمن المملكة.

 

وطالما نحن نتحدث عن الحرب، فلا بد من أن نذكّر بأنّ المملكة العربية السعودية حاولت جاهدة قبل أن تعلن الحرب حل المشكلة سلمياً. وهنا لا بد أن نذكر بما فعله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتحسين العلاقات مع الإيرانيين، لذلك دعا الرئيس محمد أحمدي نجاد الى اداء فريضة الحج. والعجيب الغريب أنّ نجاد طلب «أوتوبيساً» ولكن من دون سقف، وبما انه لا يوجد في العالم أوتوبيس من دون سطح، طلب الملك عبدالله من المهندسين أن يقصوا السطح تلبية للرئيس الايراني. وبالفعل استجابت السعودية لطلبه، وجاء الرئيس الايراني وأدّى مناسك الحج بالطريقة التي يريدها.

 

ورغم ذلك كله، تعتبر إيران وتنفيذاً لمشروعها أنّ السعودية هي عدوّها الأوّل.