Site icon IMLebanon

الحجّ وإيران تاريخٌ من الأذى

 

 

تحتاج هذه المنطقة إلى الكثير الكثير من الصبر، فالذي تعانيه عمره من عمر انهيار إمبراطوريّة فارس، يجتمع على العرب عموماً وعلى المسلمين خصوصاً اليهود والفرس منذ قرون، ما نعانيه في لبنان جزءٌ من مشهد المنطقة العام وسنبقى، بصرف النّظر عن الأحداث وشكلها ومراحلها وهدوء عواصفها أو هدوئها!

 

ليس سرّاً أنّ إيران الخميني افتتحت تاريخها باستهداف مواسم الحجّ مستغلّة هذه العبادة العظيمة عبر أذرعها الشيعيّة في بلاد الحرمين، فإيران أعلنت مطلع ثمانينات القرن الماضي أنها ستحرر الأماكن المقدسة من الوهابيين، وسبق وخططت ونفّذت إيران أعمالاً جهنميّة في مواسم حجّ عديدة منها موسم حج عام 1406 هجري/ 1986 ميلادي حطّت طائرة حجّاج إيرانيّة وعندما تمّ تفتيش متاعهم من قبل رجال الجمارك تبيّن أنّ جميع الركّاب (الحجّاج) يخبّئون في قاعدة حقائبهم مادّة شديدة الانفجار لزعزعة أمن السعودية واستهداف الحجيج… وفي موسم حج عام 1409 هجري/ 1989 ميلادي قامت مجموعة تنتمي لمنظمة «الدّعوة الكويتية» بتفجير عبوات ناسفة في مكّة المكرّمة تسبّبت بمقتل حجاج باكستانيين… وفي موسم حج عام 1410هـجري/ 1990 ميلادي قام أفراد من «حزب الله السّعودي» بالتّعاون مع أفراد من «حزب الله الكويتي» بإطلاق الغاز السّام في نفق المعيصم وكان مكتظّاً بآلاف الحجّاج؛ الأمر الذي تسبّب بمقتل وجرح وإصابة خمسة آلاف من حجّاج بيت الله الحرام… وليس ببعيد من الذّاكرة أحداث موسم حجّ العام 2015 ميلادي/ 1446 هجري وحادث التّدافع في منى الذي تسبّب به الحجّاج الإيرانيّون وكان بين القتلى غضنفر ركن آبادي سفير إيران في لبنان الذي قصد الحجّ بأوراق سفر مزوّرة، أو افتعال حادث تدافع آخر افتعله الحرس الثوري الإيراني عند المسجد النبوي الشّريف مع المظاهر المنفّرة التي يعمدون لإقامتها بين حرم رسول الله ومدافن البقيع… لذا كلّما حلّ موعد موسم حجّ جديد وضعنا أيدينا على قلوبنا من مخططات إيران وأذرعها التآمرية على الحرمين الشريفين!

 

في موسم حج عام 317 هجري/ 908 ميلادي كان المسلمون يطوفون حول الكعبة وإذ بـ«ذراع إيراني» كالذين تستخدمهم إيران اليوم، اكتسح الكعبة بميليشيا من الشيعة «القرامطة» وذبحوا في يوم واحد ثلاثين ألف حاجّ من الرجال والنساء والأطفال وألقوا بجثثهم في بئر زمزم، وبعد انتهائهم من قتل الحجيج قلعوا باب الكعبة ونزعوا عنها كسوتها وتوزّعوها «شقفاً» بينهم، ثم قاموا بقلع الحجر الأسود فتعطّل الرّكن الخامس للإسلام وانقطع النّاس لعشرة أعوام عن أداء فريضة الحجّ ووقف رأس تلك الميليشيا أبو طاهر القرمطي يقول: «فلو كان هذا البيت لله ربّنا/ لصبَّ علينا النار من فوقنا صبّاً/ لأنّـا حججنا حجّة جاهليّة/ محللة لم تبقِ شرقًا ولا غرباً/ وإنّا تركنا بين زمزم والصّفا/ جنائز لا تبغي سوى ربّها رباًّ»!

 

لطالما التصقت بياقة إيران الخمينيّة تسمّيه «البراءة من المشركين» تسعى لتنفيذها في كلّ موسم حجّ وهو شغبٌ بات تقليدها الذي تحضّر لإثارته في موسم الحجّ من كلّ عام، والذي يقابله حقيقة التسمّيه الشهيرة «دماء على ستار الكعبة» (راجع فيلم دماء على أستار الكعبة) وذلك ترويجاً لما تسمية «ظهور المهدي».. وفي آب 2009 دعا علي سعيدي ممثل مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري إلى ضرورة إحداث تغييرات واسعة في البلدان المجاورة لايران «تمهيدا لظهور المهدي المنتظر» واعتبر الإمتثال للمرشد علي الخامنئي «طاعة للمهدي»!!