ايران دولة عظمى وكبرى بعدد سكانها الذي يصل الى مئة مليون نسمة تقريبا، وجيش يصل الى حدود 3 ملايين ضابط ورتيب وجندي، وتسليحها بالصواريخ اظهر كم ان ايران لديها القدرة على بناء صواريخ باليستية قادرة على الوصول الى الشاطئ الغربي للبحر الابيض المتوسط، اي حدود فرنسا واسبانيا وايطاليا وغيرها. وطبعا ايران لم تقم ببناء هذه الصواريخ لضرب اوروبا، انما لاظهار انها قوة صاروخية باليستية هامة لها السلاح النموذجي من الصواريخ الباليستية التي تمتلكها الدول الاوروبية ايضا، ولكن دون قنابل نووية. وايران اعلنت مرارا انها لا تريد بناء قنابل نووية ولا تريد حيازة اسلحة نووية او ذرية. ورغم الحصار الكبير على ايران ورغم الاغتيالات التي حصلت ضد مهندسي المشروع النووي الايراني الذي هو مشروع سلمي حتى الان، فان ذلك لم يؤثر في المشروع النووي الايراني. اما صناعة الطائرات المسيرة فقد غيرت واقع الاقليم كله وصولا حتى سماء العدو الاسرائيلي في فلسطين المغتصبة، وباتت ايران تملك اكبر سلاح من المسيرات الجوية التي زودت بها روسيا قبل الحرب على اوكرانيا. واذا كانت روسيا قد نفت تسلم مسيرات لاستعمالها في الحرب على اوكرانيا، فالسبب انه عندما تسلمت روسيا المسيرات الجوية لم تكن قد بدأت الحرب بعد. وتمتلك ايران حوالى 4 الاف طائرة مسيرة ادت الى تغيير ميزان القوى على الصعيد الجوي، ذلك ان المسيرات الجوية تطير على علو منخفض وتسير الى الاف الكيلومترات، ويمكنها حمل قنابل بوزن 50 كم تطير من البحر الابيض المتوسط الى كازاخستان. ايران دولة كبرى وشبه عظمى، ورغم العقوبات الاميركية عليها والحظر على تصدير مادتي البنزين والمازوت الى الخارج فان ايران استطاعت تجاوز هذا الحظر، لا بل زادت من كميات بيعها الى الصين الشعبية والى دول اسيا الوسطى، وحصلت على اكثر من 400 مليون دولار خلال 3 السنوات الماضية من مدخول بيع الفيول والبنزين والمازوت.
ايران دولة عظمى وكبرى، ومن لا يعترف بذلك يخطئ جدا. وايران بالتوازن مع تركيا هي دولة اقوى من تركيا سواء بجيشها البالغ 3 ملايين جندي ورتيب وضابط ام بالنسبة للاسلحة الصاروخية التي تملكها، بخاصة الصواريخ الباليتسية التي يصل مداها الى 4 الاف كيلومتر، اي الى حدود اسيا الوسطى والى شواطئ البحر الابيض المتوسط على المستوى الغربي. كما ان طهران استطاعت انشاء شبكة علاقات مع فنزويلا وروسيا ودول على البحر الاسود واسيا الوسطى، مما جعلها تؤسس لامبراطورية كبيرة هامة لم يؤثر فيها الحصار الاميركي. كما كان الرئيس ترامب يعتقد انه والسعودية سيحاصران ايران ويجعلانها دولة مفلسة، فاذا بايران تتحكم باسواق النفط في اسيا الوسطى وتبيع 30 في المئة من نفطها للصين وتبيع النفط الى الهند ولا يؤثر فيها الحصار الاميركي وغيره.
هنالك 3 مراكز للطاقة الذرية قالت وكالة الطاقة الذرية ان ايران لم تطلع الوكالة عليها، بل عملت فيها ووصلت الى تخصيب 60 في المئة. وها هي ايران تسمح لمندوبين من وكالة الطاقة الذرية بزيارة هذه المواقع لاثبات انها لم تستعمل مراكز خارج الاتفاق النووي الذي تم توقيعه سنة 2015. وبذلك تتقدم ايران، والدول التي حولها لا تقدر قيمتها بخاصة الدول العربية، ولا الدول الخليجية قادرة على ايران ولا اي دولة عربية. كذلك، هنالك صراع عنيف بين ايران والسعودية، لكنه صراع ديبلوماسي وليس عسكريا واستطاعت ايران نسج علاقة بينها وبين قطر ودول الاتحاد الاماراتي وتحسنت العلاقة بينها وبين مصر واقامت علاقات مع حركة حماس، بالاضافة الى دعمها المقاتلين في الضفة الغربية حيث نشهد ممانعة وقتالا على عكس نكسة 1967 عندما قام جيش العدو الاسرائيلي باغتصاب الضفة الغربية، لاننا كل يوم نشهد معركة قتالية بين شبان الضفة الغربية ومقاوميها وبين جيش العدو الاسرائيلي، وطبعا المقاومون في الضفة الغربية مدعومون من ايران.
ثم ان ايران استطاعت توفير دعم كبير لسوريا وساهمت في اسقاط تنظيم داعش الارهابي واستعادة سوريا لمساحة 80 في المئة من اراضيها.
لذلك، من لا يقرأ خريطة الموازين العسكرية ويتجاهل ايران يخطئ خطأ كبيرا، وتبقى ايران دولة كبرى وشبه عظمى.