لا تنتج إيران إلّا الكلام والشرّ، وليست المرّة الأولى التي يكون اللّسان الإيراني ناطقاً بمنتهى الوقاحة مقرّاً مصائر الدول التي أطبقت إيران قبضتها عليها، وبصرف النّظر عن تهديدات مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني بأن «إيران قد تدمر إسرائيل من دون إطلاق صاروخ من الأراضي الإيرانية»، فإنّ أهمّ وأخطر ما قاله جاء في وصف الحراك الشعبي في كل من إيران ولبنان والعراق، بأنه يسعى «لضرب جبهة المقاومة، بما في ذلك إيران»، الثّورة في لبنان والعراق أزعجت إيران كثيراً وأقلقتها، وقد «شيطنتها» باتهامها بأنها تسعى لضرب جبهة المقاومة بما في ذلك إيران، لذا على اللبنانيين والعراقيين أن يتمسكوا بثورتهم وأن يزيدوا من حراكها لأنّها طريق الخلاص الوحيد من السيطرة الإيرانيّة، عسى أن يكون قد بات مفهوماً القلق الشديد والتوتر والاستنفار والقلق الذي يعيشه حزب الله وكيف أرعبته وفاجأته ثورة اللبنانيين المستمرة!
لا يجب أن يخيفنا الغباء الإيراني أبداً، فالغباء تجلّى في تهديد مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني بأنّه «إذا ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، فإننا سنسوي تل أبيض بالأرض من لبنان، من دون الحاجة الى معدات أو إطلاق صواريخ من إيران»، حسناً أمطرت إيران إسرائيل بصواريخها من لبنان ومن دون أن تطلق صاروخاً واحداً من إيران، ولكن هل تضمن إيران أن لا تمطرها إسرائيل ومعها حلفائها الأميركان والأوروبيين ومن معهم بمئات آلاف الصواريخ فتسوّى بالأرض عشرات المدن الإيرانية من طهران وجرّ!
ليست المرّة الأولى التي يكون اللّسان الإيراني فيها ناطقاً بمنتهى الوقاحة مُقرّاً مصائر الدول التي أطبقت إيران قبضتها عليها، سبق وأعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمّد علي جعفري في خطاب له أمام تجمّع في جامعة طهران فقال: «الأسد بالنسبة لسوريا كالمرشد الأعلى للنظام الإيراني (… ) هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري (…) نحن لا نرى شخصاً يأتي بعده»، وسبق واعتبر قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بأنّ «قوات المقاومة في سوريا تدافع عن مبادئ الإسلام وعن الجمهورية الإيرانية»، وذهب أبعد من ذلك عندما فضح للتشيّع الإيراني (الفارسي) بقوله أنّ «كربلاء وعاشوراء كان لهما دور مؤثر في جبهات العراق وسوريا»!
أطماع ومخططات إيران ليست سرّية بل أعلنها مراراً وفي صور شتّى، واحدة منها توقفنا عنده في آذار العام 2015 وكانت مقالة كتبها رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية «حسن هاني زاده» حملتْ عنوان «الوحدة بين إيران والعراق لا بدّ منها»، ما يؤسف أنّ الردود على «الكسرويّة» المجوسيّة تحبس نفسها في «السياسة»، مع أنّ إيران تصدّر كل سياساتها تحت العنوان الدّيني، فهاني زاده عبر في مقالته تلك «أنّ الشعبيْن العراقيّ والإيرانيّ تربطهما وشائج دينية وتاريخية» حصرها هاني زاده بكون «الأغلبية من سكان العراق معروف انتماؤها العقائدي إلى مذهب أهل البيت»، وهذا الكلام ينطبق تماماً على الوشائج التي تربط شيعة لبنان بإيران قبلتهم الأم…
ما يزال حزب الله يتباهى بتبعيّته للوليّ الفقيه، وما يزال حزب الله يوزّع تهم العمالة على اللبنانيين من إسرائيل وأميركا وصولاً إلى السعودية، لم يتردد أمين عام حزب الله مرّة عن التفاخر بعمالة حزبه لإيران، فقال في حديث صحافي: «كلّنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة» [النهار 9 آذار 1987].
لم يحدث في تاريخ لبنان أن شهدنا حزباً لا يخجل من كونه بيئة وشعباً وكوادر وقيادة عملاء لدولة أخرى، بل أكبر العملاء في تاريخ لبنان، ولم يتردد أبداً هذا الحزب في التباهي بإعلان عمالته وارتهانه لإيران، ما فضحه قرباني هو خوف إيران من الثورة في لبنان والعراق، لا تصدقوا لن يسوّوا إسرائيل بالأرض فهي حاجتهم اليومية وعلّة وجودهم ومبرّر تخريبهم للمنطقة، المهم أن تستمرّ الثورة في لبنان لأنّها وحدها سبيل الخلاص من حزب الله وعمالته لإيران ومعه أيضاً حلفاءه عملاء العميل الذين باعوا لبنان من أجل الكراسي والمناصب والمصالح الشخصيّة!