طبعاً الذي يقرأ في إعلام «المقاومة والممانعة» يظن أنّ هناك إنتصارات كبيرة قد تحققت على أميركا في لبنان وسواه.
أولاً- حققوا إنتصاراً في الانتخابات النيابية، والواقع أنّ قانون الانتخاب الهجين لا يعكس الديموقراطية اللبنانية التي كنا دائماً نفخر بها، فجاءوا بمجلس يشبه القانون الهجين.
ولو اعتبرنا هذا النجاح إنتصاراً، فماذا عن الديون التي أصبحت ٨٦ مليار دولار؟
ماذا عن المصارف وكان هذا القطاع مفخرة وأحد أهم القطاعات في العالم العربي كله وليس في لبنان وحده، فأين أصبح هذا القطاع؟
قبل الانتصارات الوهمية كان النمو ٩٪ واليوم نحن تحت الصفر.
فهل هذه «الانتصارات» كلها إنتصارات على أميركا أو على الشعب اللبناني؟
عندما يبلغ الدين ٨٦ ملياراً ألا يعني هذا أنّ اللبنانيين جميعاً بأطيافهم كافة معنيون بالدين، أو أنّ «حزب الله» لا علاقة له كونه ينتمي الى أي بلد آخر؟
جاء السفير ديڤيد هيل من أجل ملف واحد هو ملف النفط، إذ أصبح واضحاً ومفهوماً أنّ إسرائيل لن تسمح للبنان باستثمار حقول النفط قبل توقيعه إتفاقاً معها، وفي وقت نتلهى بخطوط زرقاء وبيضاء و»البلوك رقم ٩» وسواه، وأين نبدأ بالتنقيب، والقوانين التي يجب إقرارها لكي يأتي المستثمر… في الحقيقة، يجب موافقة إسرائيل لكي يتم التنقيب، هذه، مع الأسف، حقيقة.
من ناحية ثانية، يعتبرون أنّ الإنتصار بمجيء رئيس حكومة من المعارضة السنّية، وأنّ هذا تحدٍ لإرادة أهل السنّة، وفي الوقت طبلوا وزمروا لرئيس الجمهورية القوي، بينما هذا الرئيس بعد «اتفاق معراب» وموافقة سعد الحريري، وطبعاً فخامته يحترم الاتفاقات الى أقصى الحدود، وهذا ما فعله مع سمير جعجع: اتفقوا على النواب وعلى الوزراء وعند التنفيذ نسوا كل شيء.
مع الحريري تكررت أيضاً، ولكن الذي كررها هو الطفل المعجزة الذي ربط مصيره بمصير رئيس الحكومة، ويبدو أنّ بخار العظمة ضرب في رأسه، أنه عندما استقبل هيل في منزله تهيّأ له أنّ مستر هيل قال له: «مستر برازيدنت»، وحتى دايڤيد هيل استغرب أن تكون مخيلة الوزير وصلت الى هذه الحدود، وحتى لو افترضنا أنّ هيل قالها، يقول أحد المقربين منه إنها قيلت بصيغة الاستهزاء.
أوّل من أمس طبلوا وزمروا أنّ هناك إجتماعاً بين الرئيس المكلف و»الحراك»، وتبيّـن أنّ رئيس قناة «العالم» الايراني محمد نون هو الذي قابل الرئيس المكلف كما أعلن بنفسه.
اليوم، كما ذكرنا آنفاً، الوضع الاقتصادي سيّىء، إقتربنا من الجوع، المصارف في أسوأ أحوالها، وفي المقابل يقولون إنّ جماعة الممانعة والمقاومة إنتصرت على أميركا…
بالله عليكم اشرحوا لنا كيف ومتى وأين كان هذا الإنتصار؟