IMLebanon

القدس فضحت الفرس  

 

 

لا نغالي بهذا العنوان، ولا نحمّل مسؤولية القدس لطرف واحد، لأن قضية القدس هي قضية كل مسلم إن كان عربياً او أعجمياً.

 

لكن الذي دفعني لاختيار هذا العنوان، هو ان نظام الملالي في ايران، والذي جاء بعد ثورة آية الله الخميني، الذي حوّل دولة ايران الى الجمهورية الاسلامية في ايران، رفع شعار القدس. ومن اجل ذلك قام بإلغاء سفارة اسرائيل في طهران واستبدالها بسفارة فلسطين. وهكذا سقط العلم الاسرائيلي من مبنى السفارة وَرُفِعَ مكانه علم فلسطين. ولم يكتف النظام بذلك بل أسس تنظيماً عسكرياً أطلق عليه اسم فيلق القدس، وعهد الى اللواء قاسم سليماني برئاسة هذا الفيلق ووضع امكانات مالية وعسكرية كبيرة، ورفع علم فلسطين أمام العالم ليقول إنه يريد تحرير القدس. وعلى ما يبدو فإن الكثير من الناس في العالم صدقوا وآمنوا بهذا الكلام. لكن الذي حدث، هو عكس تلك الوعود وعكس كل الخطابات والشعارات التي رُفِعت.

 

القدس احْتُلَّتْ عام 1967 في حرب الأيام الستة في 5 حزيران، والنظام الايراني الثوري جاء الى الحكم في العام 1978. فلو احتسبنا المدة من تاريخ الثورة الايرانية الى يومنا هذا نكون قد أمضينا ثلاث وأربعين سنة ونحن نرفع شعار تحرير القدس. والسؤال الآن: ماذا فعلنا من أجل القدس؟ وماذا قدّمنا من وسائل لتحريرها؟

 

في الحقيقة احتل «فيلق القدس» العراق بعد الاحتلال الاميركي عام 2003، وباتت بغداد وكل الدولة العراقية تحت امرة اللواء قاسم سليماني.

 

وعند اندلاع الثورة الشعبية السورية ضد الرئيس بشار الاسد، أعطى اللواء قاسم سليماني الأمر «للحزب العظيم» بالتوجه الى سوريا لدعم الرئيس الاسد والعمل على عدم اسقاطه. وقال السيد حسن نصر الله يومذاك انه ذاهب الى سوريا من أجل حماية المقدسات الدينية…

 

لكن الحقيقة كانت دعم بقاء بشار الأسد إذ لا توجد مقدّسات دينية في حمص وحماه وحلب ولا في درعا وغيرها من المناطق التي وصل اليها الحزب.

 

ولم يكتف اللواء قاسم سليماني بالحزب العظيم فقط بل أرسل الميليشيات العراقية المتطرفة شيعياً  كالحشد الشعبي وغيره لدعم نظام الأسد.

 

وبالرغم من كل المال الذي كان يأخذه من النفط العراقي، ويدفعه دعماً للرئيس الأسد جاءت أيام كان النظام آيلا للسقوط خلال اسبوع واحد، ليسقط معه كل محور الممانعة والمقاومة، ولولا تدخل روسيا، بناء على طلب من اللواء قاسم سليماني وعقود بـ4 مليارات لشراء أسلحة سوفياتية ووعود مالية أخرى، لكان النظام وكل من معه في خبر كان…

 

لم يكتفِ سليماني بالعراق وسوريا ولبنان بل ذهب الى اليمن، تحت شعار حماية الحوثيين، بهدف تهديد الامن السعودي. وتدخل بدعم مالي وبالسلاح وبالخبراء وبالرجال، من أجل دعم الحوثيين واسقاط حكم الرئيس علي عبد الله صالح فقتلوه بكل اعصاب باردة، غير مبالين بذريعة حماية الحوثيين لأنهم يعتبرونهم فرقة من «الشيعة» او هم أقرب اليها.

 

سيطر فيلق القدس على أربع عواصم عربية كما كان يردد، آية الله الخميني ورؤساء ايران وعدد كبير من زعماء ايران الجدد، ولكنه لم يفعل شيئاً من أجل القدس… او فلنقل من أجل تحقيق الهدف الذي تشكّل الفيلق من أجله وانطلاقاً من ذلك نقول: أين فيلق القدس؟

 

ونقول أكثر: ان الشعب الفلسطيني العظيم الذي يحارب الصهاينة منذ العام 1948 وبالرغم من كل المؤامرات الدولية ضده، لا يزال صامداً يقاتل غير مكترث بالتضحيات الكبيرة التي يقدمها يومياً من أجل فلسطين.

 

اليوم الشعب الفلسطيني فضح الجميع وأثبت ان هذا الشعب لن يموت وانه بالرغم من كل أنواع التعذيب والقتل والدمار لايزال يرفض الخضوع للظلم، وكل أنواع التعذيب والقهر والفقر التي يمارسها الصهاينة عسكرياً، بالقصف بأحدث أنواع الطائرات وراجمات الصواريخ، والصواريخ البعيدة المدى، ومع كل التدمير والقتل لايزال المواطن الفلسطيني البطل يقول للصهاينة: اقتلوني ولكني لن أتخلى عن وطني فلسطين.

 

الجميع يتحمّلون مسؤولية ما يجري في القدس، وما يجري في كل فلسطين ولكن تقع المسؤولية الأكبر على الذين رفعوا شعار «القدس» منذ ثلاث واربعين سنة وأنشأوا فيلق القدس، ولا يزالون يتفرجون على الذي يجري في القدس.

 

أخيراً، أثبت الشعب الفلسطيني انه شعب يستحق الحياة، وانه صاحب الارض الحقيقي، وانه مهما تكالبت عليه الدول والمؤامرات فسيبقى صامداً لتعود فلسطين الى أهلها. وكفى مزايدات وشعارات وفيالق قدس وغيرها.