هل سيكون الوقت متاحاً أمام إيران للرضّوخ للشروط الأميركيّة الـ12 خصوصاً مع التلاقي الروسي الأميركي على مطلب انسحابها من سوريا، هل صرفت إيران مليارات المليارات على زعزعة أمن المنطقة لتوطيد وجودها فيها حتى تنسحب من سوريا في النهاية ولتتوقّف عن دعم حزب الله، «هيك بالعقل» ما الذي سيجبر إيران على تنفيذ هذه المطالب، أهي العقوبات الاقتصادية القاسية، للمناسبة العقوبات الاقتصادية مفروضة على إيران منذ أربعة عقود، وقد شكّلت لنفسها منابع تمويل لم تتوقّف معها لحظة عن تمويل الإرهاب في كل دول المنطقة!
برأينا المتواضع العقوبات الاقتصاديّة القاسية ستؤثر على إيران لكنّها لن تمنعها من الاستمرار في أجندتها الخبيثة هذا النوع من الدول لا يتراجع مهما كان الثمن الذي سيدفعه الشعب، وسيكون خطأ مميتاً أن تظنّ الولايات المتحدّة الأميركيّة أنّ مغازلتها للشعب الإيراني ستغيّر شيئاً من السياسة الإيرانيّة، هذه دولة دمويّة تقمع شعبها بمحاكمات وهميّة وإعدامات ميدانيّة ولا تبالي إن قتل مليون من الشعب الإيراني تحت عنوان «حماية الثورة الإسلاميّة»، وسيكون من الخطأ الظنّ أن الشعب المقموع قادر على الضغط على حكم الخامنئي في إيران!
من السخافة بمكان أن يظنّ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، أن إيران ستقبل بوقف محاولات تطوير السلاح النووي، أو أنّها ستقبل بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية بدخول كل المواقع النووية، أو أنّها ستوقف إنتاج أي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، أو أنّها سترضى بالكشف عن جهودها السابقة لبناء سلاح نووي، أو أنها فعلاً ستوقف دعم الإرهاب وحزب الله تحديداً ذراعها الخبيث في المنطقة، أو أنّها ستقطع دعمها لميليشيات الشيعة في المنطقة والحوثيين، وهؤلاء هم المنفذّون الحقيقيّون لأجندتها، أو أنها ستوقف دعم طالبان والجماعات الإرهابية في أفغانستان، وأن تتوقف عن استضافة قيادات القاعدة، أو أنها ستكفّ عن تهديد دول جوارها، إيران ستقبل بكلّ هذه؟ من يظنّ ذلك مجنون وجاهل بالنّظام الإيراني!
قبل كلّ هذا إيران مشغولة بمحاولة إخراجها من سوريا، كلام فلاديمير بوتين الرئيس الروسي عن خروج كلّ القوى الأجنبيّة من سوريا، لم يبقَ من دون ردّ إيراني، ولا ندري ما إذا كان هذا الكلام بلغ الأذن الأميركيّة، لأنها لو سمعته لأدركت أنّ إيران لن تردّ على أحد حتى ولو أشعلت المنطقة ببحر من الدّماء! فبالأمس ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي في مؤتمر صحافي بأنّه «ليس بإمكان أحد أن يرغم إيران على القيام بعمل ما، فإيران دولة مستقلة تتابع سياساتها على أساس مصالحها»..
وهنا، قد يكون مفيداً الاطّلاع على ما نشرته صحيفة «شرق» الإيرانية واعتبرت فيه أنّه «بالرغم من أن روسيا تواصل مفاوضات أستانا حول سوريا بمشاركة إيران وتركيا، لكن يبدو أنها عازمة على حل الأزمة في سوريا بمشاركة الدول الغربية، وذلك بإقصاء إيران والضرر بمصالحها في سوريا»، كلّ حديث عن إمكانيّة أن تقدم إيران على الانسحاب من سوريا أو القبول بالشروط الأميركيّة الـ12 واهم جدّاً!
من أسخف ما نقرأه على لسان المسؤولين الأميركيين أنّ إيران هي الدّاعم الأكبر للإرهاب في المنطقة، ومع هذا لا يزالون يأملون أن توافق إيران على مطالبهم أو أنّها قد تعدّل من سلوكها وتوافق على مطالبهم، ثمّة تعبير مصري شعبي ينطبق على هذه الآمال الأميركيّة الحمقاء حول إيران وما هو المطلوب منها يختصره تعبير «في المشمش»!