IMLebanon

إيران و«جنون» دولة!

 

«القوة البحرية الإيرانية على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان»، هكذا كلام لا يصدر عن مسؤولي دولة عاقلة، ولا عن دولة تصنّف نفسها عظمى؛ هذا كلام يصدر عن دولة «إرهابيّة» وتدرك جيّداً زانّ أقصى ما تستطيع فعله هو إشعال النيران، وتُدرك أكثر من سواها أنها متى لامست لحظة الجنون هذه تضع نفسها في مواجهة قوى العالم كلّه، وأنّ هكذا مغامرة ستكلّفها «محوها» عن الخارطة السياسية لقرون، تعود فيها جغرافياً إلى «القرون الوسطى»!!

اعتادت إيران خطاب التكبّر والعنجهيّة كلّما نفذّت مناورة أو أجرت تجربة فاشلة لإطلاق الصواريخ البالستيّة وحاولت تحويل الفشل إلى نجاح مزوّر بتقنيّة «الفوتوشوب»!! وهذا الصراخ الإيراني المزعج لن يرتاح منه العالم إلا متى كفّت السياسة الأميركية عن إضاعة الوقت في مفاوضات مع إيران تُدرك أميركا قبل سواها أنّ مصيرها الفشل، خصوصاً وأنّ العمر الافتراضي للنظام الإيراني شارف على الانتهاء، فقديماً كانت الإمبراطوريات الكبرى تبلغ من العمر من خمسة إلى ستة قرون من الزمن، ومنذ دخلنا القرن العشرين سجلّ الزمن سرعة فائقة اختصرت القرون إلى عقود، وإيران من أكبر الأنظمة الديكتاتورية ولن تتجاوز بحسابات العصر الأربعة عقود من الزمن في أطول الأحوال!!

عندما أطلق الجنرال محمد جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني تهديداته أمس الأول في وجه العالم، حاول أن يُبرّرها بقوله: «سبق أن أعلنّا للعالم أجمع عن امتلاكنا الإمكانات لاستتباب الأمن في مضيق هرمز والخليج»، وهذا منتهى الكذب، والعكس هو المراد من هذا الكلام، فإيران لا تملك إمكانيات استتباب الأمن في مضيق هرمز والخليج، إلا أنها تملك إمكانيّة هزّ الأمن في هاتيْن المنطقتين الاستراتيجيتين اقتصادياً وتجارياً في هرمز ونفطياً في الخليج، وقد اعتاد المواطن العربي على أنّ أكثر الدول صراخاً وتهديداً هي أَجْبَنُها وأكثرها قلقاً وتوتراً وخوفاً، لطالما علا ضجيج أنظمة إرهابيّة قبل إيران وأرغت وأزبدت من صدام حسين إلى معمّر القذافي إلى نظام بشّار الأسد، وانتهينا إلى عيش لحظات نهاياتهم المروّعة، وليست إيران بأهم وأقوى من نظام صدام حسين، وقد يلقى نظامها ما هو أسوأ من نهاية البعث العراقي، وهذا ما يترقّبه كثيرون في هذا العالم الشاسع الواسع.

قبل بضع ساعات من إطلاق جنرال الحرس الإيراني تهديداته، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ينقل اقتراحه بإنشاء قوّة عسكريّة عربيّة مشتركة إلى العلن لمواجهة الإرهاب، وهذا الإرهاب الذي يبدأ في عاجله من «داعش»، يخوض فيه العرب، في الوقت نفسه، مواجهة يوميّة من لبنان إلى العراق إلى اليمن إلى البحرين وسواها من الدول العربية، مع الإرهاب الإيراني «الخبيث» المتفشّي كمرضٍ في الجسد العربي، ولا حلّ له إلا استئصال جذوره المندسّة هنا وهناك تحت شعارات مزيفة وكاذبة بدءاً من «القدس» وصولاً إلى «الحوار» سواء في لبنان أو في اليمن…

منذ «جنّونة» نظام الديكتاتوريْن صدّام حسين ومعمر القذافي في المشرق والمغرب العربي، لم تعرف المنطقة نظاماً «مجنوناً» كالنظام الإيراني، مهما خادع الناس بعناوين طنانة سواءً الدينية كـ»آل البيت»، أو دينيّة ـ سياسيّة كـ»تحرير القدس»، وما بينهما إشعال الحروب تسريعاً لـ»ظهور المهدي»!!