Site icon IMLebanon

إيران و«حزب الله».. إرهاب 11 أيلول

يعتمد حزب الله سياسة النعامة، يدفن رأسه في الرّمال، ويُطلق العنان لمجموعة نوّابه بشنّ هجومٍ مُربكاً ضدّ المملكة العربيّة السعوديّة مستشهدين بـ»الشيطان الأكبر» حليف إيران «الشيطان الأصغر» بأنّه «لدى السلطات الأميركية أدّلة على تورط العائلة المالكة في تمويل اعتداءات 11 أيلول، إلا أنّ بعض الأمراء يهدّدون بتوجيه ضربة للاقتصاد الأميركي في حال كشف هذه الأدّلة الواردة في تقرير التحقيقات الرسمية»!!

هذا الكلام أطلقه قبل يومين النائب المفوّه نواف الموسوي، والمضحك المبكي أنّ «النوّاف» كان سابقاً «مسؤول العلاقات الخارجية» في حزب الله، وهو للأمانة «وجّ صحّارة» الحزب، ومع هذا لقد فات «النوّاف» بعض التفاصيل «المهمّة» والمتّصلة بحزبه ووليّ أمره علي الخامنئي نائب «وليّ العصر الزمان» مهدي إيران المنتظر، وبإرهاب إيران وعلاقاتها الحميمة بتنظيم القاعدة من تسعينات القرن الماضي!!

ويبدو أنّ «النوّاف» مشغول بخطب التأبين التي لا يُلحّق عليها نواب ومسؤولو حزب الله هذه الأيام من كثرة القتلى الذين يسقطون في سوريا بالنيران الصديقة أو نيران الثوّار، لذا فـ»النوّاف» لا يُتابع المستجدّات الدوليّة، وبما أنّه استشهد بـ»الشيطان الأكبر» أميركا وأدلّتها، نضع بين يديه هذه التفاصيل التي أصدر فيها القضاء الأميركي حكمه وكشف عن توّرط الحكومة الأميركيّة في إخفاء معلومات تؤكّد دور إيران الكبير في أحداث 11 أيلول العام 2001، وللتذكير فقط، نسوق هنا ما تداولته وكالات الأنباء العالمية في شهر آذار الماضي عن دور إيران وحزب الله وتورطهما في واقعة الإرهاب العالمي التي غيّرت وجه المنطقة…

في شهر آذار الماضي قضت محكمة أميركية مؤخراً بفرض غرامات على ايران قدرها 10.5 مليارات دولار، كتعويضات لأسر الضحايا الذين قتلوا في هجمات 11 أيلول 2001 بعد إدانتها فيها، هذا الحكم أصدره غيابياً القاضي جورج دانيلز بعدما عجزت ايران في اثبات براءتها من مساعدة منفذي الهجمات، وهنا علينا أن نُحيل «النّواف» على الوثائق الستّ التي نشرتها صحيفة الشرق الاوسط والتي تكشف حيثيات حكم إدانة إيران وحزب الله، وبحسب الوثائق المنشورة؛ فقد قامت إيران بتسهيل، انتقال إرهابيي «القاعدة» إلى معسكرات التدريب في أفغانستان حيث استقرّ الإرهابي أسامة بن لادن، وهو ما اعتبره القاضي ضروريًا لنجاح عملية 11 أيلول…

وبينت الوثائق أنّ عماد مغنية زار منفذي العملية في شهر تشرين الأول عام 2000 ونسّق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات، كما أثبتت الوثائق أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم… واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى تنظيم «القاعدة» ـ بحسب الوثائق ـ بعد وقوع أحداث أيلول وقدمت ملاذًاً آمناً لقيادات التنظيم.

هذه الاتهامات التي يسوقّها حزب الله هذه الأيام إمعاناً في التصويب على المملكة العربيّة السعوديّة بعد هزيمة إيران المدويّة في اليمن، وارتباكها من انهيار وضع الفرقة التي دخلت بها ميدانيّاً إلى جانب حزب الله في الحرب السوريّة، يتصرف فيها بأسلوب التجاهل، وكأنّ تجاهله للحقائق يلغي وجودها وهذا أسلوب إيراني بامتياز، وهنا نلفتُ «النّواف» أنّ القضية المرفوعة ضد إيران، تتهم ستة من الأفراد والجهات المستهدفين بالمقاضاة وهم، علي خامنئي مرشد الجمهورية، ووزير الاستخبارات والأمن علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد محمد باقر ذو القدر. بالإضافة إلى ثلاث جهات، وهي وزارة المخابرات الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع له…

وتؤكد الحيثيات الأولية للمحكمة الأميركيّة على أن إيران تورطت في أعمال الإرهاب ودعمتها بصفتها أداة للسياسة الخارجية، منذ بداية وجودها بعد قيام الثورة الإيرانية في عام 1979، حيث بدأت طهران في وضع خطط طارئة لشن عمليات إرهابية معادية للولايات المتحدة الأميركية. وهنا تذكير «النّواف» مفيد جداً بهذه التواريخ والأحداث الإرهابيّة الإيرانيّة التي نفّذها حزب الله في بيروت تحديداً الأول تفجير السفارة الاميركية في عين المريّسة في 18 نيسان 1983 والذي أسفر عن مصرع 63 أميركيا من موظفي السفارة، وفي 21 تشرين الأول من العام 1983 ففي السادسة و22 دقيقة من صباح ذاك الأحد تفجير بقوة 6 أطنان نفذّه إسماعيل العسكري الإيراني ـ وللمناسبة التفجيرات الانتحارية بدعة إيرانيّة ـ بشاحنة مفخخة نسف مقرّ قوات المارينز في بيروت، كان التفجير فيها قويا إلى درجة أن جهاز الـ FBI وصفها بعبارة The largest non-nuclear bomb in history «أكبر قنبلة غير نووية في التاريخ» في العام الذي حدثت فيه، وتلاه بوقت قصير دويّ انفجار شاحنة مفخّخة استهدف مقرّ الجنود المظلّيين الفرنسيين في الجناح، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسياً.

بالتأكيد لا داعي هنا أن نسرد لـ»النوّاف» العمليات الإرهابيّة التي سبق ونفذّتها وخططت لها إيران ومعها حزب الله في المملكة العربيّة السعودية التي تخوض من عقود أعتى مواجهة مع الإرهاب الإيراني الذي يجتاح المنطقة منذ استيلاء الخميني على الحكم في طهران بعدما قام بتصفية كلّ قادة الأحزاب الأخرى، ورفاقه الملالي في «ثورة» الإرهاب التي ما زالت تقضّ مضجع الأمن والأمان في المنطقة!!