IMLebanon

إيران والشيطان الحوثي  

 

مجدّداً الصواريخ البالستيّة في فضاء مدينة الرّياض العاصمة السعودية، يتحرّك الشيطان الإيراني – الحوثي في التوقيت الإسرائيلي، الشياطين الحوثيّة تتحدّت عن «الأمّة» فيما هي دؤوبة لتصل إلى الحرمين الشريفيْن حيث مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وفي نفس التوقيت الإسرائيلي الذي يستهدف الحرم الثالث في القدس الشريف، نسخة حزب الله في اليمن احتاجت امس إلى إطلاق صاروخ باتجاه الرياض لتمهّد لإطلالة عبد الملك الحوثي وحديثه المخادع عن الأمة، وهنا علينا أن نعرف أنّه يتحدّث عن «أمّة» الخميني والخامنئي، سواء كان اسمها أمّة حزب الله أم أمّة أنصار الله، في النهاية هؤلاء أدوات الأمّة الفارسية!

 

صاروخ الأمس على الرياض، أوّلاً ليس أكثر من محاولة رفع معنويات بعد الضربة القاسية التي تلقّاها الحوثيّون أول من أمس من طيران التحالف، وثانياً رسالة «تهديد» فاشلة للمملكة، أطلقها بالأمس عبد الملك الحوثي بأنّ «القصور  السعوديّة وكافّة المنشآت العسكرية والنفطيّة في مرمى الصواريخ الحوثية»، أقلّ ما يقال في هذه الترّهات بأنّها «عشم إبليس» وجنود إيران وأجندتها!

منذ مجيء الخميني برعاية أميركية – فرنسيّة ورفعه عنوان «يوم القدس» كلّ الإرهاب الذي غزا المنطقة العربية والخليجيّة صبّ في مصلحة إسرائيل، خاض الخميني حربه على العراق بتفجيرات إرهابيّة في لبنان والبحرين والكويت والسعوديّة، وخاضها بالسلاح الإسرائيلي حتى كشفت خداعه فضيحة إيران غيت، وجاء الخامنئي وخاض من بعد الخميني، وأكمل حربه على العراق يداً بيد مع جورج بوش الأب والإبن وبينهما بيل كلينتون، أمّا القدس وتحريرها فقناع فارسي هو الوجه الآخر لقناع «حقوق أهل بيت النبوّة»، ونظرة على الأمس القريب تكفي بكشف أكذوبة إيران الكبرى.

من يتذكّر اليوم موقف الخامنئي وحزب الله خلال حرب غزّة؟ إنعاش الذاكرة بات ضروريّاً من كثرة الكذب الإيراني، في الثامن من كانون الثاني وخلال لقاء للخامنئي مع أهالي قمّ منع الخامنئي المندفعين من الشباب الإيراني الذين صدّقوا الكذبة الإيرانيّة، منع الخامنئي هؤلاء الشباب من التوجه إلى غزّة قائلاً:

«عليكم أن تنتبهوا إلى أنّنا لا نستطيع أن نفعل شيئاً في هذا المجال»، وكذلك فعل حزب الله الذي أطل بعد وقف عمليّة «الرصاص المصبوب» ليعلن نصراً وهميّاً على أشلاء أطفال غزّة، من يتذكّر اليوم كيف ارتبك وتغيّرت ألوان وجهه عندما سألته صحافيّة «ماذا فعل حزب الله لغزّة»؟ هذا السؤال طار فيه المسؤول الإعلامي عن ترتيب مؤتمرات نصرالله الصحافيّة ومنع «زركه» في زاوية سؤال ما!! المتاجرة بالقدس كعنوان سياسي وأهل البيت كعنوان ديني، الثاني نراه في نشر التشيّع، أما الأول فقد كرّر الخامنئي مع القدس في السادس من الشهر الجاري ما سبق وفعله في العام 2009 مع غزّة، كلّ الكذب في شعار واهٍ «عالقدس رايحين شهداء بالملايين» اختصره الخامنئي بقوله «إعلان دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل دليلٌ على فشل الولايات المتحدة (…) فلسطين ستتحرّر».. إذن  «وين الملايين»؟!

إسرائيل العدوّ المعلن لإيران تقع في الشرق الأوسط على أرض فلسطين المحتلّة، أما الصواريخ الباليستيّة الإيرانية فتستهدف الرّياض وتهدّد بقصف الإمارات، فهل هناك «عمالة وتآمر» على العرب ودولهم أكثر من هذا؟!

ومن المضحك أن يهدّد الحوثي قصور الرياض ومنشآتها العسكرية والنفطيّة، فيما الصاروخ الباليستي الذي أسقطته الرياض بالأمس كان يستهدف منطقة سكنيّة، إيران أجبن من أن تنفّذ تهديدات الحوثي، وهي أجبن من أن تخوض حرباً بنفسها، تارة تختبئ خلف حزب الله وتارة أخرى وراء الحوثي وأطواراً خلف القدس، وهي لا تريد أكثر من أن يستمرّ هذا الاستنزاف للشعب اليمني، لتساوم على ملفّ الصواريخ الباليستية التي تطالب اليوم بالتخلص منها تحت ضغط أوروبي تتزعمه فرنسا، ولا تستغربوا تفجيراً ما أو حادثاً إرهابياً يضرب فرنسا ردّاً على ضغوط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ألم تفجّر إيران مقرّ المظليّين الفرنسيّين في لبنان؟ الإرهاب سياستها منذ الخميني وحتى اليوم، سواءً كان على أرض لبنان أن في سماء الرياض!