Site icon IMLebanon

إيران وعقيدة تدمير «الحرمين الشَّريفين»

 

لا يحتاج علي الخامنئي مرشد الجمهوريّة الإيرانيّة، ولا ـ بالطبع ـ وكيله الشّرعي في لبنان أمين عام حزب الله حسن نصرالله إلى سبب لتملأ الفضاء بكلّ هذا الصّراخ حول «الحرميْـن الشريفيْـن» فهذا جزء من «عقيدة» و»عداوة» قديمة منذ «ولاية الفقيه» الصفويّة وصولاً إلى «ولاية الفقيه» الخمينيّة وامتداداتها الخامنئيّة، فجأة تكدّس»الهراء» والهذيان الإيراني بعد حادثة التدافع بين الحجيج في أوّل أيام عيد الأضحى، وهو يوم غالباً ما شهد حوادث مماثلة لأسباب تتعلّق بمخالفات يرتكبها الحجّاج أنفسهم، رَحِم الله جميع من سقطوا في هذه الحادثة بمن فيهم الحجّاج الإيرانيّين.

ولكنّ؛ ما يفرض نفسه بعد «الترّهات» التي أطلقها الخامنئي في موضوع إشراف «تركي ـ إيراني»، على تنظيم موسم الحجّ إلى الديار المقدّسة، ثمّ تراجع عنها إلى مستوى مطالبة المملكة بـ»الإعتذار» عن الحادث، ولإيران باعٌ طويل وسوابق في التخطيط لتفجيرات إرهابيّة في مكّة المكرّمة في مواسم الحجّ، و»الدمّ على أستار الكعبة» جزء من العقيدة الإيرانيّة المهدويّة، ولها باعٌ طويل في محاولة استغلال مواسم الحجّ لتنظيم التظاهرات وممارسة أعمال الشغب تحت عنوان «البراءة من المشركين»!!

آخر من يحقّ له التحدّث عن حادثة تدافع الحجّاج واستثمارها هي الجمهوريّة الإيرانيّة التي تسوق شيعة العالم تحت عنوان «تحرير مكة والمدينة المنوّرة»، لا يحتاج الأمر إلى التدقيق في وثائق سياسيّة ولا في تورّط إيران بأعمال إرهابيّة في مواسم الحجّ منذ مجيء الخميني، فالشيخ احمد علم الهدى ممثّل علي الخامنئي في مدينة «مشهد» الإيرانية سبق ودعا إلى أن تكون «مشهد» هي «قبلة المسلمين» بدلاً من مكة المكرمة فقال: «مرقد الإمام الرضا في مشهد، بات هو المكان المناسب لجميع المسلمين»، وفي كتاب «الإسلام على ضوء التشيع» لـ»حسين الخراساني»: «إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنّى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها!!

و»مهدي إيران» بنصّ «الاعتقاد» يهدم الكعبة المشرّفة والمسجد الحرام في مكّة المكرّمة والمسجد النبوي في المدينة المنوّرة، روي عن أبي جعفر أنه قال: «إن المهدي ينقض البيت فلا يدع منه إلا القواعد» [الاحسائي، الرجعة ص148، ص162]، ونكتفي بهذا فقد سبق وكتبنا الكثير من المقالات عمّا ينتظر الحرميْـن الشريفيْـن وصحابة رسول الله وأزواجه أمهات المؤمنين على يد «مهدي إيران»!!

لا تحتاج إيران إلى حادثة «تدافع حجاج» لاتخاذها منصة لإطلاق النّار على بلاد الحرمين، فقد سبق وكشف حسين الخميني حفيد الخميني مؤسس «ولاية الفقيه «الإيرانية الجديدة» راوياً عن مؤامرة تفجيرات إيرانية في موسم حجّ العام 1986 فقال: «كان هناك قرار إيراني سرّي بتهيئة الأجواء لإيقاف الحرب، ولهذا الغرض تم التخطيط لعدد من الإجراءات لصرف الأنظار وتوجيهها بعيداً عن العراق والحرب، فعمدوا إلى إرسال مواد متفجرة إلى السعودية، وإلى مكة المكرمة تحديداً، (نحو خمسمائة كيلو غرام من هذه المواد) بإخفائها في حقائب الحجّاج من دون علمهم (في كل حقيبة نصف كيلوغرام tnt)، وذلك لتفجير دار الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة، وقتها كلّفتُ رئاسة بعثة الحج الإيرانية من دون أن أعلم بهذا المخطط الشرير، لكن إرادة الله تعالى لم تشأ ذلك، فتم اكتشاف المتفجرات في مطار جدة وأحبط المخطط.. وفي عام 1987 أعيدت الكرة بنحو آخر عندما قام الحجّاج الإيرانيون بإحداث قلاقل في مكّة المكرمة فحدثت المجزرة المعروفة» [جريدة الزمان، العدد 1623، 30 أيلول 2003]..

وهنا نذكّر بالحادثة الثالثة التي تآمرت فيها إيران على الحرم المكي وقعت عام 1989 إذ حدث انفجاران الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، وكان المتورّطون فيها ستة عشر شيعيّاً كويتيّاً ـ حزب الله فرع الكويت ـ تلقوا تعليمات من قبل محمد باقر المهري وبالتنسيق مع ديبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية للتدبير للتفجير وقاموا بتسلم متفجرات tnt من الباب الخلفي للسفارة الإيرانية بالكويت ثم نقلها إلى داخل السعودية حيث قاموا بزرعها وتفجيرها!!

رحم الله حجّاج بيت الله الحرام الذين سقطوا في حادث التدافع في مِنى في يوم رمي الجمرات، بمن فيهم الحجّاج الإيرانيّون، الذين عُرِفوا منهم والذين ما زالوا في عداد المفقودين، وحمى الله بلاد الحرميْـن الشريفيْـن، والمملكة العربية السعودية من شرّ إيران وكيدها.